الجزيرة: فشل حصاد القطن والقمح ونزوح المزارعين يهدد الأمن الغذائي
قال مزارعون بمشروع الجزيرة في أواسط السودان إن حصاد محصولي ”القطن والقمح“ فشل بشكل شبه كامل أو تم الاستيلاء عليه من قبل قوات الدعم السريع، وسط توقعات بفشل الموسم الصيفي، باستثناء مناطق المناقل والقرشي غربي الولاية والتي لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وأفاد علاء الدين البيلاوي وهو مزارع بجنوب الجزيرة في حديث لسودان تربيون إن حصاد محصول القطن فشل بسبب إغلاق المحالج مشيراً إلى أنه نتيجة ذلك سيتعرض المحصول للتلف في الأرض.
وتتمركز محالج القطن في ود مدني والحصاحيصا والباقير وهي مناطق كلها تخت سيطرة الدعم السريع.
ويعتبر ”القطن والقمح“ محصولان رئيسيان على مستوى التصدير والاستهلاك المحلي.
وتمت زراعة 55 ألف فدان بالقطن في القسم الجنوبي للمشروع، ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على الجزيرة في ديسمبر الماضي بدأت تتوغل بكثافة في جنوب الجزيرة حتى حدود ولاية سنار.
وقال آدم وهو مزارع بمناطق غرب الحصاحيصا لسودان تربيون، إن المزارعين لم يتمكنوا من الحصاد بسبب سيطرة وانتهاكات قوات الدعم السريع ونزوح أعداد كبيرة من المزارعين.
ويشير آدم – الذي طلب عدم ذكر اسمه كاملاً – إلى أن عناصر قوات الدعم السريع تتربص بالمزارعين في أراضيهم وتنزع منهم بعض المحاصيل بعد حصادها موضحاً أن هذا حدث مع محصول ”العدسية“ مما اضطر مزارعين للعزوف عن الحصاد تماما مما ادى لفقدان الغالبية من المزارعين بالمشروع مصادر دخلهم.
وتشير دراسة أعدها مركز أبحاث سياسات الغذاء الأمريكي في مايو الجاري إلى أن ثلث المزارعين نزحوا حيث وصفتهم الدراسة بـ ”العمود الفقري الحاسم لاقتصاد السودان“ وقالت الدراسة المنشورة في موقع المعهد إن المسح شمل 3.200 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة على المستوى القومي، مؤكدة عدم قدرتهم على الوصول للمدخلات الزراعية فضلا عن اضطرابات السوق بسبب النزاع.
ويواصل علاء الدين البيلاوي قوله ”في بعض المناطق تم إرغام المزارعين على الحصاد من قبل قوات الدعم السريع ليتم بعد ذلك مصادرة المحصول ونقله خارج الولاية لصالح الدعم السريع”.
وفي بركات، نحو 10 كيلومترات جنوبي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، تشير متابعات سودان تربيون نقلاً عن عدد من المزارعين إلى أن قوات الدعم السريع أحضرت حاصدات القمح وأكملت عمليات الحصاد في مساحة 60 ألف فدان، وصادرت المحصول لصالحها.
ومع اتساع عمليات النهب والسلب التي مارستها قوات الدعم السريع على نطاق واسع في الجزيرة يجابه ما تبقى من مواطنين ظروف معيشية بالغة التعقيد وشح في الغذاء بعد نهب المخازن المنزلية؛ حيث اعتاد سكان الجزيرة على ادخار الغلال بشكل موسمي لغرض الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
وناشد المزارع ”ف.أ“ بجنوب الجزيرة المنظمات الدولية بالتدخل في عمليات حصاد القمح الذي بدأ يتساقط.
ويبدأ التحضير للموسم الصيفي عادة في شهري ”مايو – يونيو“ لكن وفقاً لإفادات مزارعين فإن الموسم أصبح في عداد الفشل.
وأضاف المزارع ”ف.أ“ أن الغالبية من المزارعين نزحوا مشيراً إلى انعدام مدخلات الإنتاج والوقود عطفاً على الوضع الأمني المعلوم وتابع قوله ”الموقف الزراعي مروّع“.
وأشارت دراسة معهد أبحاث سياسات الغذاء الأمريكي إلى أن 40٪ من المزارعين على المستوى القومي غير قادرين للاستعداد للموسم الزراعي.
وقال علاء البيلاوي إن الموسم فشل قبل أن يبدأ فالوضع على الأرض لم يتغير بل ازداد سوءا ويتطلع عدد من المزارعين لنقل نشاطهم إلى مناطق زراعية أخرى.
وكان محافظ مشروع الجزيرة؛ إبراهيم مصطفى قد أعلن عن خطة عاجلة لصيانة قنوات الري استعدادا لدخول الموسم الصيفي مشيراً إلى نهب أكثر من 45 ألف جوال من الأسمدة وعدد من السيارات.
وقدر خسارة المشروع بشكل مبدئي بقيمة 50 مليار جنيه وفقاً لوكالة الأنباء السودانية، مؤكداً سيطرة قوات الدعم السريع على 80٪ من مساحة المشروع البالغة نحو 2.2 مليون فدان.