معانقة الوطن عشق نتجاوز به المحن …. بقلم أ.د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ شهور مضت كنت افكر ومازلت : (أيعقل ان تأتى الديموقراطية الأخت الرضيعة للحريه عن طريق الحرب والدم المراق؟)..
لا يوجد عمل إيجابى فى حياتنا اليومية ابان فترة حكم قحط والبلاد تعيش فى حالة عدم الأستقرار وانفلات أمنى غير مسبوق. أصبح المواطن يلهث وراء لقمة العيش لأبنائه كفهد جائع وراء فريسته يرى الخبز على البعد بدرا ويظن اللحوم صيدا حراما . وحزام قحط قسم المواطن الى نصفين أحدهما كسيحا لا يقدر علي السير والآخر ينظر فى السماء بين أسراب الغيوم عله يجد سحابة خير . أمسيت ياسودان لا وجها لك ولا جسدا. لم يبق فيك لربط الجرح منديل. كل المدارس باتت خاوية تحتاج للكتب او دعم وتمويل .إرتفع سقف الخيانة الوطنية وبرز التخبط فى الاداء لتفكيك مفاصل الدولة وإنعدمت كلمة الشرف السودانية، فكانت الحرب والخراب. تحير المواطن وما عاد يحتمل أو يعرف الى أى اتجاه يسير وما المصير؟ والسبب أننا حتى الان لا نجد ايديولوجية وطنية نرى من خلالها الأشياء بطريقة واقعية. هذا الجو السياسي أدى الى خلق عوالم جديدة وردية غيبت المواطن عن عالمه ووطنه وواقعه الحقيقى وبدأ يشعر بكرامته التي انتهكت وإلتف حول الجيش معا فى حرب الكرامة. أعتقد انه آن الأوان لتكون سياستنا الداخلية والخارجية جريئة بالإعتراف والمكاشفة والتوقف أمام الأخطاء والتفكير فى مصلحة السودان والتعامل مع الدول التى ساندتنا ووقفت بجوارنا وإحياء مبدا المعاملة بالمثل ورفع مقياس الوطنية لدى كل مواطن . لأن وجود أمة واستمرارها معناه عندى أن استفتاءا يجرى كل يوم، وما يجرى كل يوم انتصار للجيش فى مقابل هزيمة النهب السريع ومليشياته المأجورة من قبل دويلة الشر وفشل قحط المتسولة بين الدول ، فحار بها الدليل وجار عليها الزمان. وما يجرى الآن لايقف عند حدود التأمل بحكم الظهور بل هو أبعد من ذلك وعليه لا مجال لنا الآن إلا أن ننادى بتكوين حكومة إنتقاليةمن الجيش حتى نضمن سلامة وأمن البلاد.
حكومة ذات نظرة مستقبلية فكرية شاملة عميقة التعليل هندسية التركيب تعليلية النهج رؤيوية التطلع تحدد عدد الأحزاب وبمسميات جديدة بدلا من تلك التقليدية غريقة المستنقع مشبوهة الغايات تتلطى خلف حاجز الجمود ترفض ديناميكية الفكر وتسعى تجهيله غافلة ضرورة تعاطيه مع دفق الحياة الاجتماعية المتحولة وهى بذلك تسهم فى كتابة قدر مظلم لشعب جريح أحكم عقاله وتورمت قدماه و أوصاله.
الشعب السودانى صانع للتاريخ لا يهمه صوت الغراب الذى ينعق فى أثيوبيا وكينيا ويوغندا والقاهرة .اداء الفرد منهم مراهق سياسى أو كطفل يحبو فى ميادين السياسة. موضوعاتهم التى قدمت بفرنسا غير مؤسسة لاجدوى منها لأن الفلسفة السياسية لا تقبل الفكر الخائر الكاذب…
من حق هذا الشعب ان يعيش بكرامة وفق ما هو كائن وليس وفق ما هو متخيل مكذوب. من المؤسف والمحزن معا ان تصمت أفواه الكفاءات والساسة الذين يفهمون ويتكلم الذين لا يفهمون حتى اضحى حالنا السياسي مثالا للسخرية. وحتى لا نصل الي الحضيض الأوهد أقول وأكرر القول : إعملوا بآراء قادة الفكر هم شرفاء هذه الأمة وصمام أمانها. وهم أصحاب الكلم تندفع كلمتهم فى خلايا الإنسان الحر إندفاع العصارة الحية فى النبتة النامية ذلك لان الفكر هو سمة الإنسان المميزة كما كان الوفاق السمة المميزة للمجتمع السوداني. الحمد لله السودان الآن يسيرنحو الغد المشرق الى المرسى الآمن بامدرمان وغيره من الموانى هو مركب الأمل والمستقبل والكرامة..
*ياليتنى كنت أحد قبطانه*

أ.د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان..
أستاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية.

مقالات ذات صلة