من السبت إلى السبت .. كمال حامد يكتب : الاستاذ دروس متواصلة و الخبرة الأمنية

** رحم الله استاذ الاجيال محجوب محمد صالح الذي متعنا و درسنا و دربنا و وجهنا و شجعنا و ابلغنا و أصلح اخطاءنا، و فقدناه و لكن و انا استمتع لفقرات الليلة الكبري لتابينه هذا الأسبوع تأكد لي تماما ان الرجل لم يمت ما سمعناه و ما قراناه اضاف الينا الكثير الجديد بل احس بأن الرجل حي بيننا ما دمنا نترسم خطاه ونحاول السير على دربه،
** الدرس الأول كان في ذلك الحضور الهائل من كافة الاطياف السياسية و الفكرية في بلادنا و رأيت وجوها كنت اظن انهم لن يلتقوا ابدا و لكن محجوب جمعهم،
** الدرس الثاني كان في ذلك الانسجام مع الاغنيات الوطنية التي تم اختيارها بعناية جعلنا جميعا نغني للوطن و زرف بعضنا الدموع، و سرحت و سالت نفسي ان كانوا جميعا يخبون الوطن بهذه العظم( الاَما الخلف بينكمو الاما؟) كمال قال الشاعر، و تذكرت العبارة الشهيرة (كلكم تبكون فمن سرق المصحف؟)
** الدرس الثالث كان لنا و بعد (أن فات فينا الفوات) نأمل ان بدركه الشباب، و بعلم ان محجوب عمل صحفيا فقط لثمانين عاما كاملة و لم يشغل نفسه بعمل اخر كما نحن، و هنا تتجلى عظمة الإخلاص و التجرد للمهمة رغم ما بها من عواىق،
** الدرس الأخير و قد ورد في سيرة محجوب انا كان وفاقيا فلماذا لا ننطلق من هذه النقطة الراقية العظيمة لنقبل جميعنا لوطن واحد لا فيه كراهية و تصفية حسابات و اقصاءات لنعمل على انتشاله من هذه الحفرة و نهتف ليحيا الوطن.
** قد أكون الاقل حظا لأنني لم اعمل َمع محجوب الا في فترات متباعدة مراسلا للايام من السعودية و لكنني كنت اقصده في مكتبه و داره لانقل منه للعالم رؤياه و أفكاره و تحليلاته، و كنت أجد عنده الرأي الصائب و كذلك كان رأي الكيانات الإعلامية التي عملت بها، صحيتا الشرق الأوسط و الحياة و إذاعة بي بي سي، و كانت توجيهاتهم بأن احرص على نقل رايه في َمعظم الأحداث الكبيرة في الداخل و الخارج،
** قبل سنوات نظمت طيبة برس ندوة عن السلام و كان هو المتحدث الأول و كئنا بعده َثل الكورس الشيال مع الفنان الكبير، و اذكر انني تحدثت عن تجربتي في تغطية كل مفاوضات السلام منذ اتفاق الميرغني قرنق في أديس ابابا ١٩٨٨م و حتى اتفاق نيفاشا ٢٠٠٥م،،و نحن نغادر جذبني ناصحا و موجها و سائلالَماذا لاتنشر هذا في كتاب، تعللت بالمشغولية و المرض لكن ابلغته بأنني كنت احمل معي كل وثائق التفاوض باللغتين العربية و الانجليزية و اسلمها فور عودتي السيدين الراحلين الاستاذ محمد ابراهيم نقد و الإمام الصادق المهدي حسب طلبهما تنفيذها للأمر،
** كانت الفقرات في ليلة التابين الكبري لاستاذ الاجيال بمسرح الجامعة الامريكية روعة في الاعداد و النظام بدأت بايات قرانية من المرحوم الشيخ عوض عمر و انتهت بمشاركة الجميع برائعة المرحوم كابلي (القومة ليك ياوطني)،
** علمت من فقرات الليلة ان ليال أخرى شملت بعض العواصم الأفريقية و العربية و الأوروبية و الأمريكية و لكن للحسرة ليس من بينها عاصمة السودان الوطن بسبب الوضع الأمني المتردي، و حالة النزوح و اللجوء،
** حاولت اتذكر ثمة تخليد و تابين اقيم لعظيم في السودان او غيره و لم أجد و هذه شهادة و قلادة لابناء و تلاميذ الاستاذ و لكل من عمل لاخراج التابين بهذه الفخامة و التي امتدت لأسبوع نحمد الله ان لحقنا ختامها،
****×*********************

الخبرة الأمنية و التحليل الموضوعي
** كثيرون يدعون الخبرة و إجادة التحليل السياسي و الأمني و لكن حين يخرج احد أكبر خبراء المخابرات ما عنده فيجب ان نسمت و نستمع و نتابع بل و نقرا ما بين السطور،،
** اللواء حاتم باشات عمل العقود في المخابرات المصرية حتى وصل لموقع الرجل الثاني في هذا الجهاز احرص على زيارته بعد تقاعده و امس جلست اليه في مكتبه الخاص بمصر الجديدة، و بعد الوناسة أهداني تلميسا مشاركته في ندوة كبرى عن الراهن السوداني، التهمت الحروف و رأيت مشاركتكم و خصصت الجزء الثاني من مقال الاسبوع، و إليكم المادة 👇

*اللواء حاتم باشات*
*قنصل مصر الأسبق بالسودان
*وكيل جهاز المخابرات الأسبق
*عضو مجلس النواب

* *على مصر أن تتخذ خطوة جريئة وأن تتناسى عقدة الإسلاميين.*

* *هناك مؤامرة أحنبية لتقسيم السودان والبداية ستكون غرب السودان*

* *المشروع أكبر من حميدتي، إن هو إلا أداء لتنفيذ المؤامرة بتفكيك الجيش* .

* *داعش والقاعدة ستدخل السودان وحرب غزه ستعطيها قوة إضافية* .

* *السودان يؤثر في أمن وسلامة مصر والعكس صحيح.*

* *مصر غرقانة في التوازنات وتحاول إرضاء الجميع وهذا مستحيل*

* *على مصر أن تنحاز لمن إنحاز لها وهو الشعب السوداني*

اللواء باشات يتحدث في ندوة اللجنة المصرية للتضامن وكأنه يمسك بمشرط جراح؛ شرح الوضع في السودان، قائلا :

مشكلة التجنيس الأجنبي أحد أهم أسباب الأزمة خلال هذا الندوة الحاشدة التي أقيمت بمقر اللجنة المصرية للتضامن، حضورا حاشدا من مختلف الجنسيات العربية والأفريقية، وخاصة مصر والسودان واليمن وإريتريا.

مشيرا أنه هناك عناصر تم تجنيسها من تشاد وليبيا ومالي والكاميرون، لتشعل الصراع.. وقبيلة البقارا والمحاميد.. أي أن ما يحدث يستهدف احتلال عشوائي للسودان.. ويجب أن نفهم الوضع بشكل صحيح.. فهناك خطة خارجية كبيرة لإحداث تغيير ديموغرافي، وجيوسياسي.

في 15 أبريل 2023، في أعقاب اندلاع الحرب، أدليت بتصريحات في 3 قنوات فضائية، قلت إن ما يحدث هو بداية لفصل غرب السودان.

هناك مؤامرة لتقسيم السودان
المقصود منها تقسيم السودان إلى 5 أقاليم، ومنح الفرصة لسيطرة المخابرات الأجنبية والمنظمات المشبوهة بهدف إصدار قرارات أممية تمهيدا لاحتلال السودان، وتقسيمه إلى أقاليم حكم ذاتي، تمهيدا لتقسيمه إلى 5 دويلات صغيرة.
إضافة إلى مسح الكفاءات والكوادر والعقول الوطنية، وقيادات السودان من الحياة.. فلا صوت يعلو فوق صوت المخابرات الأجنبية والتنظيمات المشبوهة القاتلة.

المشروع لا يتعلق بحميدتي، لكنه أكبر من ذلك بكثير جدا.. حميدتي ما هو إلا أداة لتنفيذ هذا المشروع.. فهو يقوم بتفكيك الجيش، ثم الدولة، ثم الشعب، لتسليم هذه “الكعكة” للجهات الأجنبية، وإلغاء التاريخ السوداني العريق بحضارته وثقافته، ورموزه.
وبالتالي يتم إضعاف أي دور عربي استراتيجي.

كما يتم غسيل عقول للعناصر السودانية الشابة في الخارج، والرأي العام الخارجي..
الشباب السوداني الموجود خارج السودان مستهدف كذلك، ويتعرض لعمليات غسيل دماغ ، ومسح عقول، لإصابته بالإحباط واليأس… لإفهامه وإقناعه بما يلي: “أنت كسوداني كسول.. سرحان.. خملان .. وليس لديك أي مقدرة على التنمية، ولذلك هناك ثروات لا تستطيع أن تستغلها، وهي مطلوبة للعالم كله.
بهذا تتاح فرصة كبير للإرهابيين، للاتجار في الذهب والسلاح.. لإضعاف الاستثمار والتنمية نهائيا.. مع الوضع في الاعتبار أن هذه الجماعات تنتهز الفرصة وتستمد قوتها ونشاطها بالتوازي مع ما يحدث في قطاع غزة، حيث يتم لفت الأنظار عما يحدث في السودان.
وتتبع هذه الفئة تكتيك جديد لتنفيذ أهدافها، والرعاية الجهوية والقبلية.
وكانت البداية في المؤتمر الذي عقده حميدتي في بري، بأرض المعارض عام 2020، حيث دعا فنانين ورياضيين وصحفيين، وقام بإغراقهم بالأموال.

*التوقعات في عام 2024*

أما عن توقعاتي عن نشاط الإرهاب في السودان في عام 2024، فسيحدث تنافس شديد بين التنظيمات الإرهابية، وخاصة القاعدة وداعش لتجنيد واستقطاب العديد من العناصر داخل السودان.
وقد قرأت بحثا يكشف أن داعش قد جندت نحو 300 سيدة، وهو تكتيك جديد سيستخدم فيما بعد.
هذه الجماعات الإرهابية تتميز بالخبرة العالية في مجال التكنولوجيا.

وأيضا ستكون هناك هجرة عكسية لعناصرهم عبر البر و البحر من تشاد وليبيا وإريتريا واليمن، لاستخدامها في تنفيذ نشاطها في عمق الخرطوم، ولا ننسى الحدود مع إثيوبيا.. وهذا وضع خطير فتهديده لا يقتصر على السودان فقط، بل يهدد الأمن القومي ويؤثر على المستوى الإقليمي في المنطقة كلها.
فيجب أن نفكر ونتكاتف في كيفية مواجهة هذه المخاطر.. لأن ما يجري في السودان المستهدف الرئيسي منه هي مصر بالدرجة الأولى.

*أمن وسلامة مصر مرتبط بالسودان*

إن أمن وسلامة مصر مرتبط بالسودان، والعكس صحيح.. مصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد.. فالعلاقة بيننا تشبه مجرى نهر النيل.. فقد يتغير لونه، أو يفيض، أو يجف، لكنه يظل متواجد وشاهدا على العلاقة الوثيقة.
ومصر كان لها موقف قوي تجاه الصومال إزاء التهديد الإثيوبي، ولكن حاليا إثيوبيا ومن يساندها من بعض الدول والصهاينة، لا يخشون التهديدات المصرية في الوقت الحال.

يجب على مصر أن تتخذ خطوة جريئة في الفترة القادمة في الانحياز لمن انحاز لها، ومن انحاز له الشعب السوداني، وعلينا أن نتناسى عقدة الإسلاميين، هم أخطأوا ويعلمون أنهم أخطأوا، وهم الذين يدافعون عما تبقى من السودان في الوقت الحالي.
وأؤكد على ضرورة تكاتف جميع القوى ومختلف الأطراف السودانية.. وأن ننظر للمستقبل بواقعية جديدة لمعالجة هذه الأزمة.. وأن نسمي المرحلة القادمة بـ “الفاعلية والعلنية”.
مصر تواجه أزمات وحروب غير تقليدية .

يجب ان نعلم جميعا أن مصر “غرقانة” في التوازنات السياسية، والتحديات غير المسبوقة، في ظل أزمات وحروب غير تقليدية.. وتحاول إرضاء جميع الأطراف، وهذا مستحيل.
ومع بداية الأحداث، جاء الإخوة السودانيون إلى مصر، بلدهم الثاني، وهذا طبيعي، وهم موجودون معنا، ومُرحب بهم.. ويشرفون الأراضي المصرية.. وهناك أكثر من 17 مليونا من الإخوة والأشقاء العرب، من ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين.. مندمجون في النسيج الوطني.. فلا يوجد في مصر معسكرات للاجئين..

أنادي القيادات السودانية والقيادات من الحاضرين اليوم والغائبين أن يقنعوا بعض الأطراف السودانية أن تترفع عن التصريحات المسيئة من بعض الأطراف السودانية التي تحاول أن تسيء للعلاقات مع مصر.. وأن نحافظ على العلاقات بين الدولتين، وأن تظل العلاقات فيما بيننا محصنة وقوية.. فنحن شعب واحد.

مقالات ذات صلة