مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : العظة في مصير الب ارسلان ،،، فكل من ظن ان الأمر في غير يد الله سيسقط
علي كل حاكم مسلم ان كان رئيسا او رئيس وزراء او ملك ايا كان مسماه ولقبه ، عليه ان يقرأ التاريخ الإسلامي جيدا وبتدبر وتمعن ، ففي تاريخ الإسلام كثير من الدروس والعظات ، وفيه العبر والعبرات على رأي خليل مطران الذي تأمل الغروب يوما ، وقال فيه ،،، يا للغروب ومابه من عبرة للمستهام وعبرة للنائي ، فالتاريخ يقول ان اي حاكم مسلم ان ظن ان قوته الباطشة او حلفائه الأقوياء هم من يحمونه من اي غدر ولهم ان يحيلوا بينه وبين زوال حكمه فأن مصيره سيكون مؤلما قاسيا ونهايته ستكون مثل النهايات والمأساوية الحزينة للجبابرة والطغاة ، فالحكم كله لله وبيد الله فمن ايقن ذلك فقد سلم وسلمت أمته ، ولن تستطيع القوي العظمى مهما كان طغيانها وجبروتها ان تكسر مشكاة حاكم تحت حماية وحفظ المولي عز وجل ، فمن نسي الله سبحانه وتعالى في لحظة غرور او ضعف
سيكون مصيره مثل كافة الحكام الذين عبروا في تاريخنا من الحجاج الأموي الي زين العابدين بن علي والقذافي وصولا الي البشير وهو المعروف عنه تمسكه بالقيم الإسلامية واعتزازه بعزة الإسلام وايمانه بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكن البشير قد نسي في لحظة ضعف وفتنة بالسلطة طمعا في البقاء لاطول مدة في الحكم ، فقال قولته المشهورة عن حميدتي انه (حمايتي) ولم يمكث بعدها طويلا ، ولعل من اشد القصص والروايات التي تحمل العظات والعبر هي رواية مقتل بطل الإسلام في القرن الخامس عشر الب ارسلان ، وهو ثاني حكام دولة السلاجقة التي سادت العالم في العام ١٠٧٠ م وذلك بعد معجزة انتصاره على جيوش الروم البالغ عددها انذاك أكثر من ٢٠٠ الف مقاتل ، معززين بكل انواع المعدات الحربية المتطورة في ذلك الزمان من خيول ودروع ومواد حارقة ، وقد كان الب ارسلان وقتها يعاني من بعض النزاعات الداخلية وجيشه لم يتعدى العشرون الفا ، نعم عشرون الف فقط في مواجهة أكثر من مائتي مقاتل صليبي ، ولكن بفضل الله ودعوات المساجد في يوم الجمعة و التي اختارها يوما للقتال ، تغلب الب ارسلان في معركة ( ملاذ كرد) ، الشهيرة على جيوش الروم بل كان انتصاره قد غير وجه العالم تماما، ودانت له كل بلاد خراسان أرمينيا الكبري وحتي العراق فقد تبعت له الدولة العباسية وبلاد الشام وازربيجان امبراطورية الروم جاءته صاغرة لدفع الجزية والسماح له بالتمدد في بلاد الفرنجة لنشر الإسلام ،
وصل الب ارسلان الشاب الي قمة مجده وقرر بعدها العبور الي مناطق ماوراء النهر شرق نهري سيحون جيحون ، وقد نسي الب ارسلان في غفلة منه ان الحكم لله وان الحماية هي من الله فقط ، فبعد ان عبر الي اراضي الدولة الخوارزمية للقضاء على تمرد صغير و ضعيف قاده احد الخوارج ويدعي يوسف الخوارزمي ، فتغلب عليه الب ارسلان بكل سهولة ويسر وقاده اسيرا الي مقر قيادته، وبعد هذا الانتصار ، اصاب الغرور قلب البطل الب ارسلان وحاول الاستهتار واللهو بالأسير المتمرد يوسف الخوارزمي، وما ان اقترب كثيرا منه للزجر والسخرية قبل اعدامه ، ولكن كانت المفاجأة المفجعة ان الأسير يوسف الخوارزمي كان يحمل سكينا قد دسها بين ثيابه فطعن بطل الإسلام وقاهر الروم والشيعه طعنات قاتلة امام حرسه ومعاونيه وقد الجمتهم المفاجأة والمصيبة الكبيرة ، أدرك الب ارسلان خطأه وقال لمعاونيه انه الان في آخر لحظات حياته يسال المولي عز وجل أن يغفر له، مضيفا بالقول ، انني استحق العقاب من الله واستغفره واتوب اليه لانني قد ذهبت صباح هذا اليوم ونظرت الي جيشي من تلة عالية وقلت بزهو وغرور مفاخرا من يستطيع أن يهزمني ، وانا املك كل هذه الجيوش الجرارة ، وانني في لحظة ضعف قد نسيت الله سبحانه وتعالى ولم اشكره على النعمة والفضل الذي انعمه عليا ،، إذن فان اي حاكم يغتر او يظن ان حمايته هي من البشر او يضعف امام الأعداء خوفا وطمعا بظن انهم من يملكون أوراق اللعبة السياسية والعسكرية والاقتصادية كلها، فهو واهم وحتما فان الله سيريه آياته قريبا ، فمن وضع ثقته في الله عز وجل وتوكل على الله ولم يلتفت الي اي تهديدات بعقوبات او قرارات أممية او إيقاف معونات وغيرها ، فان الله عز وجل سيكون معه ونصيره على اي عدو متربص داخليا كان ام قوي الشر الإقليمية والدولية .