عمار العركي يكتب خبر و تحليل : التقارب الشرقي يثير القلق الغربي و المخاوف الخليجية
▪️يتواصل صراع المحورين الغربي والشرقي ويمتد مارثون التنافس والسباق المعقد والمضطرب في سياقاته المتضاربة والمتقاطعة بين مكوناته الرئيسبة امريكا و الاتحاد الأوربي و بريطانيا.بعد خروجها من الإتحاد الأوربي من جهة ، وروسيا – لاحقاً إيران – من جهة أخري.
▪️ في هذا الإطار ، سبق وان شهدت الخرطوم 7 فبراير 2023م إجدي جولات التنافس في شكل زيارة إستثائية في توقبت واحد للمحورين عندما زار رئيس وزراء روسبا “سيرغي لابروف” وعدد ستة مبعوثين غربيين ممثلين لمصالح امريكا ، الاتحاد الاوربي ، بريطانيا بشكل منفصل.
▪️حينها تناولنا الزيارتين بالقراءة والتحليل وما يجب علي السودان القيام به من خلال مقالين متتابعين ( مبعوثين ستة ومصالحهم شتى) و (سيرغي الروسى يهزم منتخب الستة الاوربى في ميدان السودان 6/ صفر).
▪️المعسكر الغربي بقيادة امريكا وبريطانيا وحلفائهم بالشرق الأوسط وافريقيا جن جنونهم جراء التقارب الأخير ممثلا في زيارة الأخيرة نائب وزير الروسي والتي سبقها تقارب سوداني إيراني في ظل إنهيار المشروع السياسي والعسكري الشيطاني الامريكي الغربي الخليجي بسبب.فشل أدواته الإقليمية و المحلية العميلة و المتمردة (الإمارات + تقدم + الدعم السريع + ايقاد الاتحاد افريقي وبعض دول المنطقة).
▪️التقارب السوداني الايراني الروسي جأء في ظل عقبات و تقاطعات عديدة داخل المعسكر الغربي ، تُزيد من صعوبة تمرير المخطط الغربي الجاري حالياً في السودان ، أهمها تقاطعات المصالح بين الولايات المتحدة واوربا.من جهة ، واوربا وبريطانيا التى غادرت الإتحاد الأوروبى لترعي مصالحها بشكل منفرد تأسيساً علي كونها نفوذها الإستعماري من جهة أخري.
▪️كذلك كان لفشل المشروع الغربي الخليجي في السودان وتحوله من انقلاب علي السلطة الي حرب جعلت السُودان يقتاد “الإمارات” الي اروقة ومنصة مجلس الأمن الدولي مما جعلها تستنجد ببريطانيا “حامل القلم في الأمم المتحدة ” والتي لم تستطيع فعل اي شئ سوي تأجيل النظر للشهر القادم ، مع استنفار كل من الحلفاء والعملاء لقطع الطريق امام التقارب مع روسيا وتجريم الإمارات حيث اصدرت كل من “الامارات والسعودية والايقاد والاتحاد الافريقي” بيانات القلق والتوتر حيال الوضع الأمني و الإنساني في دارفور واتخاذه ذريعة لفرض و اقع جديد و ضاغط السودان يحول دونه و دون التوجه نحو الشرق ، واعادة وإحياء منبر جدة لقطع الطريق امام اي منبر شرقي قادم.
▪️الولايات المتحدة منذ البداية تلعب بكل الحبال وفق سياسية التضاد التي تجيدها ، فهي تتماهى وتدعم البرهان والجيش باعتباره الجهة الضامنة لحماية وتعزيز مصالحها فى السودان والمنطقة ، ذات التوقبت فأمريكا تدفع بوكلائها وأصدقائها الخليجيين للإبقاء علي الدعم السريع وتقدم في المشهد السوداني وإدارته وفق تصوراتها وإرادتها.
▪️بريطانيا و أوربا بدورههم داعمين لتقدم الجهة الضامنة لمصالح بريطاتيا التاريخية ، والتى تعتبر نفسها دولة ذات أفضلية وأولوية استعمارية، عطفا على مصالح اوربا السياسية والثقافية والإقتصادية فى السودان ، بذرائع المدنية والحقوق التحول الديمقراطى.
▪️بدوره التقارب الروسي السوداني قائم علي مرتكزات قوية ومتينة عنوانها الاحترام وتبادل المنافع ورعاية المصالح المشتركة بتحقيق عديد من الاهداف السياسية والامنية والاقتصادية المشتركة للسودان ولروسيا مثل:
▪️دعم روسيا لاستقرار السودان وحوار السودانيين بينهم بعيدا عن أي (املاءات) ، ودعم السودان لروسيا فى مسعي خلق عالم متعدد الأقطاب والعمل علي خلق امم متحدة تتساوى فيها جميع الدول بشكل تام.
▪️دعم التعاون وتأمينه فى مجال عمل الشركات الروسية التي تعمل في مجال التعدين.
▪️*خلاصة القول ومنتهاه:*
______________________________
• نجحت روسيا في كسب ود السودان والتقارب معه من خلال التعاطي الإيجابي حيال العلاقة علي الرغم من وقوع السودان في أحضان المعسكر الغربي وتنفيذ أوامر الإبتعاد عن روسيا.
• نجحت روسيا في السودان بسبب أكثر إدراكاً ووعياً بحقيقة الأوضاع في المنطقة والسودان خاصة ومدي سيطرة الغرب وفق سياسية الكروت وضغوط وتقديم العصا دون الجذرة ، لذلك شرعت في التخطيط بدقة ودراسة انطلاقاً من الجولة الإفريقبة التى قام بها سيرغي بعدد من الدول الافريقية بهدف ( تدعيم التحالفات والمواقف السابقة، وكسب تحالفات ومواقف جديدة).
• نجحت روسيا فى السودان لانها مع السودان كدولة ذات سيادة ومؤسسات من منطلق مصالح مشتركة ( خد وهات) دون تدخل سافر
• بالتالى، اوربا وامريكا فى حاجة للقراءة الصحيحية لتعقيدات المشهد السودانى والتعاطى معه من باب تحقيق المصالح المشتركة وليس المصالح الفردية الذاتية.
• على السودان العمل على الاستفادة من هذه الاجواء وادارة العلاقة معهم ، بصورة تُحقق مصالحه من جميع الاطراف دون خسارة طرف ،لان التوجه نحو روسبا ومجلس الأمن لن يكون سهلا ومعبداً في ظل التنافس والصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي.