مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة حول خطـورة الوضع في الفاشر وتدخل دول في الصراع
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة خاصة لبحث تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر. وأعرب أعضاء المجلس عن القلق لذلك التصعيد ومخاطره على مئات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النازحون من مناطق أخرى، وسكان الفاشر الأصليين.
وقدمت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد عدة اقتراحات لوقف ذلك التصعيد بما فيها وقف امدادات السلاح التي تقدمها دول خارجية الى كل من الجيش والدعـ.م السـ.ريع من بين تلك الدول الإمارات العربية المتحدة.
وفي تصريحات عقب انتهاء الجلسة الخاصة حذرت السفيرة الأمريكية مما وصفته بوقوع مجـ.زرة في الفاشر:
اجتمع مجلس الأمن اليوم لبحث الأزمة في الفاشر ، التي توشك على وقوع مجزرة واسعة النطاق فيها. هذا ليس تحليلاً للوضع ، بل حقيقة قاتمة تواجه ملايين الأشخاص. هناك بالفعل تقارير موثوقة تفيد بأن قـوات الدعـم السريع والميليشيات المتحالفة معها قد داهمت عدداً من قرى غرب الفاشر. وفي الوقت الحالي ، تخطط قـوات الدعم السريع لشن هجوم وشيك على الفاشر.
كما قلت سابقًا ، يكرر التاريخ نفسه في دارفور بطريقة مأساوية للغاية ، وسيكون أي هجوم على الفاشر كارثة فوق كارثة ، حيث سيضع 500 ألف نازح داخليًا في خطر ، وهم أشخاص نزحوا من جميع أنحاء المنطقة بحثًا عن ملاذ آمن. يضاف إلى هؤلاء مليونا سوداني يعتبرون الفاشر موطنهم. تلوح في الأفق أزمة ذات أبعاد فظيعة ، ولتجنب المـ.وت والدمـ.ار والمعاناة ، هناك خمسة أشياء يجب القيام بها على الفور.
وفي مقدمة تلك الاقتراحات التي قدمتها سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إنهاء قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع لحصاره على الفاشر ووقف تعزيز قدراتها العسكرية بالمنطقة:
أولاً ، يجب على قـوات الدعـم السريع إنهاء هذا الحصار وعدم تعزيز قواتها العسكرية في الفاشر وأن تتعهد بعدم شن أي هجوم على المدينة.
ثانياً ، على جميع أطراف النزاع اتخاذ خطوات عاجلة لخفض التصعيد. وقد دعا مجلس الأمن الدولي إلى ذلك بالفعل ، لكن هذا لا يكفي. يجب على كل دولة عضو أن تتحدث علنا ، ويجب على المجتمع الدولي بأكمله أن يتحدث علانية.
ثالثًا ، على الجهات المسلحة المتقاتلة في السودان احترام القانون الدولي وحماية المدنيين ، وأن تضع في اعتبارها اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في جرائم الحرب.
رابعاً ، يجب على جميع القوى الإقليمية وقف تقديم الأسـ.لحة لكلا الجانبين ، وفقًا لحظر الأسـ.لحة الذي فرضته الأمم المتحدة.
خامساً وأخيرا ،، يجب على الأطراف المتحاربة الدخول في مفاوضات مباشرة في جدة ، لأن هذا النزاع لن يُحل على ساحة المعركة ، بل سيُحل على طاولة المفاوضات.
يجب على جميع الأطراف السماح بوصول كامل وسريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية ، بما في ذلك الوصول عبر الموانىء البحرية والخطوط الجوية. هناك حاليًا 5 ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة ، وعشرات الملايين من الناس في حاجة ماسة للمساعدات. ومع ذلك ، تواصل الأطراف المتحاربة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية ومنع وصول ممثلي وسائل الإعلام.
وحثت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أجهزة الإعلام على مساعدة السودانين لتجنب مجازر في الفاشر:
لدي طلب عاجل منكم جميعًا كإعلاميين : ساعدونا في تحذير العالم من المخاطر الجسيمة التي يواجهها سكان الفاشر ، والذين هم محاصرون وتحت تهديد العنف والمجازر. يعتمد شعب السودان علينا جميعًا في هذه اللحظة الحرجة.
وفي ردها على سؤال حول أهمية ما دار داخل الجلسة من نقاش مع الدول الأعضاء التي يعتقد أنها تمد الأطراف المتحاربة بالسلاح ومن بينها الإمارات، شددت على أهمية وفق تزويد الجيش والـ.دعم السـ.ريع بالسلاح التزاما بقررات مجلس الأمن في هذا الصدد:
هذا مهم للغاية ، لأننا نعلم أن كلا الجانبين يتلقى الدعم ، سواء بالأسلحة أو أنواع أخرى من الدعم ، لتغذية جهودهما في الاستمرار في تدمير السودان. نعم ، لقد تواصلنا مع أطراف في ذلك ، بما في ذلك مع نظرائنا من الإمارات العربية المتحدة.
وكان بعثة السودان الدائمة في الأمم المتحدة قد طالبت المجلس بوضع حد لدعم الإمارات لقوات الدعم السريع بالسلاح، هذا فيما تستعد السعودية لاستضافة مفاوضات السلام بمدينة جدة الساحلية بمشاركة أطراف في مقدمتها الولايات المتحدة والإتحاد الافريقي والأمم المتحدة، و”ربما” الإمارات وجمهورية مصر العربية.