“الكويت بجانبكم”.. عطاء غير مشروط ومحبة دائمة للسودان .. بقلم : علي يوسف تبيدي
تأريخيا لم تنقطع دولة الكويت عن الوقوف إلى جانب السودان في كافة المحن والأزمات والكوارث التي تحدث فيه ، وتحتشد السنوات بالكثير من المواقف والمساعدات التي دفعت بها الكويت للسودان وشعبه انطلاقا من اواصر العلاقات والروابط القوية التي تجمع بين الدولتين على المستوى الرسمي والشعبي ، ولعل مافعله سفير الكويت في الخرطوم عبد الله السريع في فيضان العام (1988) يعتبر الصورة الأبرز والراسخة في أذهان السودانيين جميعا.
وعلى مدار العام الذي انقضى من عمر الحرب المستعرة في السودان وما خلفته من آثار كارثية في شتى القطاعات أرسلت الكويت سربا من الطائرات التي حملت في جوفها المحبة والإخاء والمودة والمؤازرة لشعب السودان قبل المساعدات العينية والمادية ، وطالعنا في الايام الأخيرة توالي وصول الجسر الجوي الذي سيرته الكويت لدعم السودان مؤخرا وصلت الطائرة الـ18من الجسر الجوي الكويتي لمتضرري الحرب بالسودان حيث وصلت إلى مطار بورتسودان الدولي طائرة تحمل متنها نحو 10 طنا من المواد الغذائية والايوائية التي تأتي ضمن حملة (فزعة السودان)، وقال سفير دولة الكويت لدى السودان الدكتور فهد الظفيري الذي استقبل الطائرة ان هذه المساعدات الإنسانية التي تحمل شعار (الكويت بجانبكم) تأتي استمرارا لتنفيذ لتوجيهات القيادة السياسية الكويتية لدعم الأشقاء في السودان وهي مستمرة عبر هذا الجسر الجوي الذي كان اول جسر ينطلق نحو السودان بعد مرور ايام من اندلاع الحرب، وذكر انه بالاضافة لهذا الجسر هناك مساعدات مباشرة ومستمرة عبر المنظمات والجمعيات الخيرية الكويتية العاملة في السودان عبر مشروعات خيرية وانسانية لم تتوقف طيلة الفترة الماضية لصالح شعب السودان من خلال المساعدات الغذائية والمراكز الطبية والصحية المنتشرة وحملات اصحاح البئية ومكافحة الاوبئة فضلا عن المشروعات الدائمة في كفالة الايتام ومساعدة الاسر الضعيفة.
واعرب السفير الظفيري عن شكره لاهل الخير بالكويت والجمعية الهلال الأحمر الكويتي وللجمعيات والمنظمات التطوعية التي دعمت هذه المساعدات واشرفت فرقها على ايصالها وتسليمها بالسودان كما عبر عن تقديره لكافة الجهود التي تقدمها الجهات المعنية في السودان لتسهيل وصول هذه المساعدات ، كما أوضح ممثل وفد جمعية الهلال الأحمر الكويتي المرافق للطائرة الدكتور أحمد الشامي ان حمولة الطائرة تشمل مواد غذائية وأخرى ايوائية وهي استمرار للجسر الجوي الكويتي لدعم اهل السودان والذي سيتواصل بإذن الله بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في البلدين.
وعقب الثورة وخلال الحكومة الانتقالية كانت دائما ما تبدي الكويت دعمها لأمن واستقرار السودان وظلت تؤكد طيلة السنوات الماضية عن استعدادها لتقديم المساعدات والمنح للحكومة الانتقالية دعما لمساعي تجاوز السودان لأزماته الاقتصادية وسبق أن أكد سفير الكويت فهد الظفيري عنق ومتانة العلاقة بي البلدين، عن إعتزازه وتقديره للسودان وشعبه في المساهمة في بناء نهضة الكويت، مشيراً إلى تقارب وجهات نظر البلدين في مسألة تقديم مقترحاً للأمن الغذائي وأن الكويت ترى أن السودان هو سلة الغذاء ليس للوطن العربي فقط وإنما للعالم بأسره وهو البديل لحل الأزمات، وحول الدعم التنموي الذي قدمته الكويت للسودان أشار السفير إلى أن أولى مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية كانت في السودان الشقيق ، وإبداء الهيئة العامة للإستثمار رغبتها في استكشاف فرص استثمارية جديدة في السودان.
وختاما لا بد لنا ان نتقدم بالشكر والامتنان الكبير لدولة الكويت حكومة وشعبا ولقيادتها الرشيدة ممثلة في الامير مشعل الاحمد الجابر الصباح نظير ما قدمته من دعم للسودان،
وكما أكدنا سابقا فإن ما تقوم به الكويت تجاه السودان ليس بالأمر الغريب فهي ظلت حاضرة وقدمت الكثير على مستوى البنى التحتية والاقتصاد والاستثمار ات ومشاريع الزراعة والصناعة والتنمية الاقتصادية وبالطبع من خلال المساعدات لأهل السودان في كافة الأزمات والكوارث، ولعل ما قامت به الكويت عقب توقيع اتفاقية سلام شرق السودان في العام 2006 وما تلاه من استضافتها لمؤتمر المانحين وتكفلها بدعم صندوق إعمار شرق السودان يبفى نقطة ضوء وعلامة فارغة لا يمكن نسيانها او تجاوزها ومحل تقدير وامتنان مستمر للسودان شعبا وحكومة، وتأكيد لمقولة “فزعة السودان” التي كان واحدة من عناوين الجسر الجوي الأخير من مساعدات الكويت.