” فانو ” تسحق قوة كبيرة للجيش الاثيوبى ..
رصد عبدالقادر الحيمي
دمرت قوة عسكرية كبيرة لجيش الدفاع الوطنى الاثيوبى ENDF تقدر بلواء نهار الثلاثاء الماضى عندما اوقعتها ميليشيات الامهرة ” فانو ” فى كمين محكم فى منطقة ” سانجا” احدثت فيه خسائر كبيرة فى الافراد والمعدات وتشتت القوات الحكومية بالكامل .
تقع ” سانجا ” فى الحدود الغربية لاثيوبيا على مبعدة 70 كيلومتر من الحدود السودانية فى محافظة ( ارمتيشهو) باقليم امهرا.
المعارك لاتزال مستمرة فى اقليم امهرا بين قوات جيش الدفاع الوطنى الاثيوبى ENDF وقوات جيش امهرا الشعبى ” فانو ” التى تتمتع بشعبية واسعة وكبيرة فى اوساط الامهرة كما تدعمها كل الاحزاب والاجسام السياسية فى اقليم امهرا بقيادة ” إسكندر نقا” الذى وحد كل احزاب الاقليم وكبار السياسيين فى جبهة سياسية عريضة باسم ” جبهة تحرير شعب امهرا ” وهى الجناح السياسي للاقليم الذى يعارض حكومة ابى احمد.
هناك جهود تبذل لتوحيد ” فانو ” فى قيادة مركزية عسكرية لان ” فانو” تعمل بشكل مستقل ، ففى ولايات اقليم امهرا الثلاثة ، قوندر وقوجام و وللو تعمل كل واحدة بمعزل عن الاخريات ورغم ذلك هناك تنسيق ما بينهم فى العمليات.
يقود ” زمنى كاسى” قوات فانو فى ” قوجام ” وقاد عمليات جريئة حتى داخل عاصمة المحافظة والاقليم ” بحر دار “.
” زمنى كاسي” كان القائد السابق لقوات امهرا الخاصة ” ليو بوليس” وله تاريخ أسود فى الفشقة الصغرى فهو كان يؤجر عناصرة للمزارعين الاثيوبيين بدعم كبير من حكومة الاقليم واجهزتها الامنية والعسكرية ، ومن عوائد محاصيل الفشقة كان لحكومة الاقليم وجهاز امن الاقليم و ” زمنى كاسي” نصيب معلوم.
عزله ابى احمد ابان الحرب ضد التقراى من قيادة قوات امهرا الخاصة والمكلفة بحماية حدود الاقليم لعلاقته وتلقيه التعليمات من اسياس افورقي ووجهت اليه تهمة تقويض النظام الدستورى وهى تهمة عقوبتها الاعدام ، لكن لم تجرؤ السلطات على محاكمته خوفا من تبعاتها واثارت الامهرا فاطلقت سراحه.
ولتقريب مشهد النزاع للقارىء السودانى بين الامهرا وحكومة ابى احمد وكيف ينظر اليه المثقفون الامهرة ، انقل اليكم فقرات من مقال للدكتور ” تشالا شيو جمبيري” سطره قبل اربعة ايام ، وهو عالم بيانات محترف Professional Data Scientist واستاذ مساعد فى جامعة UMBC وخصص المقال عن تصاعد عمليات وتمرد ” فانو ” فى أديس ابابا مع تصاعد الاعتقالات والتعسف ضد شباب الامهرا وكتب :
( صارت فانو فى اديس ابابا وهى فى الاصل جماعة وطنية قومية، نشطت بشكل متزايد فى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا .وقد نشأت هذه الحركة بسبب التوترات العرقية طويلة الامد ، وتم تحفيزها بسبب التهميش الملحوظ فى ظل الادارة الحالية بقيادة رئيس الوزراء أبى احمد ، ومع انتشار نفوذ ” فانو” داخل اديس ابابا تصاعدت انشطتهم من الاحتجاجات السلمية الى اعمال اكثر حزما، مثل تنظيم مبادرات الدفاع المجتمعي والمشاركة فى المظاهرات كرد فعل على ما يعتبرونه تهديدا على حقوق مجتمع الامهرة وسلامته فى المدينة المتعددة الثقافات، وكرد فعل على التوترات المتزايدة وتنامى تواجد فانو ، قامت الحكومة بشكل متكرر بفرض حالات الطوارىء بهدف الحفاظ على النظام العام، الا انها قيدت الحريات المدنية بشدة فتمت اعتقالات الشباب بشكل موسع خاصة المرتبطين بفانو او المتعاطفين معها . اصبحت الاعتقالات والاحتجازات التعسفية دون اتباع الاجراءات القانونية امرا شائعا مما ادى الى انقطاع التعليم والمهن والحياة الطبيعية للعديد من الشباب فى اديس ابابا. كثيرا ما قامت وكالات انفاذ القانون تحت ستار العمليات الامنية باحتجاز الشباب على اساس عرقهم وانتمائاتهم المزعومة لفانو دون ادلة قوية وكثيرا ما تتم الاعتقالات دون اوامر قضائية) .ويواصل الدكتور قائلا :
( من الضروري تنفيذ الاصلاحات التى تضمن سيادة القانون واحترام حقوق الانسان ، وادراج جميع المجموعات الاثنية فى النسيج السياسي والاجتماعى فى اثيوبيا وعدم الاقصاء. ويشمل ذلك انهاء الممارسات غير العادلة وتعزيز الحوار لمعالجة الاسباب الجذرية للصراع العرقى فى اديس ابابا وخارجها