مصادر :زيارة رسمية لنائب وزير الخارجية الروسـي إلى السودان الأحد القادم
كشفت مصادر رفيعة لـ”الشرق”، الخميس، عن استعداد وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية لزيارة السودان، الأحد، لمناقشة العديد من القضايا الثنائية وتطورات الصراع في البلاد.
وقالت المصادر نفسها إن طائرة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف ستحط في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، مترئساً وفد بلاده للقاء المسؤولين السودانيين، وبحث تطورات الأوضاع والحرب المستمرة بين القوات المسلحة والدعم السريع، على أن تستمر الزيارة لمدة يومين وفق البرنامج المخطط لها.
وكانت روسيا على خط المشاورات السياسية لحل الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عام. كما حافظ الكرملين على علاقات ودية مع المؤسسة العسكرية في السودان.
واندلع الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل 2023، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية، كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
وفي وقت سابق قال سفير روسيا في الخرطوم أندريه تشيرنوفول، إن السودان لم يتمكن بعد من استكمال إجراءات التصديق على اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان.
وخلال فبراير من هذا العام التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم، وناقش معه قضية القاعدة الروسية.
تنافس روسي أميركي
في يونيو 2021 كشفت مصادر عسكرية سودانية لـ”الشرق”، عن إعادة انتشار القوات البحرية السودانية في قاعدة ” فلامنجو” بميناء بورتسودان بعد مغادرة آخر جندي من البحرية الروسية، وقالت المصادر حينها إن القيادة العسكرية اتخذت قراراً بالحد من انتشار الوجود الروسي في قاعدة “فلامنجو” بالبحر الأحمر، واقتصاره على سفن الاستطلاع فقط.
وكانت موسكو أعلنت عن مشروع اتفاق مع الخرطوم، لإنشاء مركز لوجستي للأسطول الروسي على الساحل السوداني في البحر الأحمر.
وينص المشروع على أن توافق الخرطوم على إنشاء ونشر مركز لوجستي روسي على أراضيها، وتطوير بنيته التحتية وتحديثه، لتتيح صيانة السفن الحربية الروسية وتموينها واستراحة أفراد طواقمها.
كما كان من المقرر أن يصبح المركز المقترح، وفقاً لإعلان موسكو، قادراً على استيعاب السفن المزودة بتجهيزات نووية، على أن لا يزيد عدد السفن الراسية في وقت واحد على 4، وأن لا يتجاوز الحد الأقصى لعدد أفراد المركز 300 شخص.
كان الرئيس السوداني السابق عمر البشير، قدّم خدمات للأميركيين، تضمنت بناء أكبر قاعدة للتنصت في ضاحية سوبا جنوبي الخرطوم، لمساعدة قوات القيادة العسكرية الإفريقية “أفريكوم” في مهماتها بالمنطقة.
ويشار إلى أنه في العام 2019، وقع الجانبان الروسي والسوداني على اتفاقية لإنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان.
ويُشكل السودان محطة تنافس روسي أميركي أوروبي، إذ تزامنت زيارة لافروف في فبراير الماضي مع وصول 6 مبعوثين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ما اعتُبر مؤشراً على مستوى التنافس المتصاعد بين الكرملين وخصومه الغربيين داخل القارة الإفريقية.
ويعدُ السودان أحد الدول الإفريقية التي عززت روسيا علاقاتها معها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.