مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : سحق المليشيا بالأبيض للمرة العاشرة،،، والهجانة هي مدرعات السودان الغربية.
حققت الفرقة الخامسة مشاة هجانة بالأبيض يوم أمس الأحد انتصارا باهرا ضمن سلسلة انتصارات متتابعة حققتها في مواجهة مليشيا الدعم السريع والتي حاولت لأكثر من عشرة مرات اقتحام الابيض وبارا، بيد انها لم تنجح وتكبدت خسائر فادحة في كل هجماتها بسبب بسالة وصمود وشجاعة طلائع الفرقة الخامسة مشاة (هجانة) بقيادة اللواء الركن فيصل محمد الحسن وضباط وضباط صف وجنود الفرقة، وتمثل فرقة الهجانة درع السودان الغربي بل هي المدرعات الغربية للجيش السوداني ، فبهذا النصر الجديد الذي تحقق فجر الأحد بعد اقتحام المليشيا لأطراف المدينة من محورين إذ حاولت في المرة الأولى عبر تجمعات قادمة من الدبيبات والمجلدات اقتحام المدينة من الاتجاه الغربي مربع ١٣ الوحدة باتجاه الشركة الصينية، الا ان أبطال الهجانة قد لقنوها درسا قاسيا وتم سحق المليشيا فلجأت الي الهجوم مرة أخرى بالاتجاه الشرقي بقوة قادمة من ام روابة الا ان الهجانة كانت صامدة فتم دحر المليشيا للمرة الثانية ، خلال نفس اليوم ، وكعادة اهل الابيض فقد خرجوا شيبا وشبابا ، نساءا ورجالا محتفين بأبطال الفرقة الخامسة هجانة، وقد كانت احتفالات عفوية، وقد كست الوجوه فرحة ونشوة بالنصر المؤذر تم خلاله توزيع الحلوى والمشروبات و الأطعمة لأبطال القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من شرطة مخابرات ومقاومة شعبية ، فهم بحق أبطال استطاعوا ان يعيدوا البسمة والبهجة الي وجوه اهل شيكان والذين قد غاب الفرح عنهم ازمان وازمان ، وجاءت هذه الفرحة لتعيد ذكرى الايام الجميلة واحتفالات واهازيج اهل الابيض بانتصارات هلال شيكان في البطولات الأفريقية حين كان ابوستة سدا منيعا وتابلوهات وأهداف الجناح الطائر الانيق مهند الطاهر فكانت الابيض وقتها ترقص فرحا لانتصاراتهم .
اذن هجانة الابيض _ بارا عصية على الانكسار وطالما حاولت المليشيا لأكثر من عشرة مرات ان تستلم هذه المدينة التاريخية والتي يشكل موقعها بعدا استراتيجيا هاما بالفهم الأمني والعسكري من الناحية اللوجستية ، لذلك ظلت المليشيا تحاول وتحاول ولكن بفضل الله ثم صمود أبطال الفرقة الخامسة مشاة هجانة لم تجد المليشيا الا الخزي والعار والهزائم المتتالية.
فهؤلاء لايقرأون التاريخ بل ربما لايعرفون معنى تاريخ اصلا . و مصطلح الهجانة يعود إلى راكبي الجمال والخيول ويعود تاريخ أنشاءها الي العام 1896 م في عهد الخديوي عباس حلمي, وقد تم تكوينها من ضباط وجنود مصريين بالإضافة إلى لواء من الضباط والجنود السودانيين تحت قيادة اثنين من الضباط الانجليز وهما العقيد لوزي قائدا والمقدم هنري قائد ثاني و تطورت الهجانة من كتيبة الي لواء ومن ثم إلى فرقة ، وكان الهدف هو حماية الحدود والانتشار في المواقع الصحراوية التي يصعب على وحدات المشاة تغطيها.
وكانت قوات الهجانة مقسمة الي بلوكات بموجب عدد ١٥٠ ضابط وجندي في كل بلوك ، وبعد إعادة الاحتلال البريطاني للسودان بعد هزيمة جيش الخليفة عبدالله التعايشي، تمت إعادة عدد كبير من القوات المصرية التابعة الهجانة ولسد النقص تمت الاستعانة بعدد إضافي من الجنود السودانيين من منطقة ابودليق تحديدا وبعض مناطق حلفا القديمة ، وقد تم اختيار منطقة بارا لتكون قاعدة عسكرية لوحدة الهجانة ومنها بدأ تاريخ ناصع لهذه القوات الباسلة والتي شاركت بفاعلية في كل الحروبات التي خاضها الجيش السوداني.
وان كان الكثيرين قد تغنوا لبارا وليمونها وللأبيض و كردفان عامة وخيرها البرة ، فأن الهجانة هي عنوان هذا المجد والخير الذي يحميه هؤلاء الابطال، لان اي خيرات تحتاج للأمن والأمان ، و الهجانة تعني العزة والصمود والشجاعة ، ولو كانت تدرك المليشيات تدرك معنى الهجانة وتاريخها لما حاولوا الاقتراب مجددا من هذه الفرقة التي تحدث عن رجال كالأسود الضارية ، فهؤلاء الأسود حين يدافعون عن الابيض وبارا و كردفان فهم لايقصدون الدفاع عن كيان فقط بل هو دفاع عن تاريخ ناصع البياض ومجد تليد يحكي عن بطولات سطرت بأرض شيكان منذ أكثر من قرن من الزمان .