تصاعد المواجهات في الخرطوم وسنار ومدن اخرى

تشهد ميادين المعارك في السودان هذه الأيام تصعيدا كبيرا بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، خاصة في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، الخرطوم وبحري وأم درمان، فضلا عن ولايات الجزيرة وسنار وشمال كردفان وشمال دارفور.

واللافت في هذه المعارك أنها تدور حول مواقع مدنية، مثل مصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري ومصنع سكر سنار الواقع غرب ولاية سنار، حيث اتخذت قوات الدعم السريع هذه المواقع نقاط تمركز لها كما فعلت آنفا في مقر الإذاعة والتلفزيون قبل دحرها من هناك.

وشهدت مصفاة الجيلي لتكرير البترول أول أمس الجمعة معارك تمكنت على إثرها قوات الجيش السوداني، التي تحركت من قاعدة المعاقيل العملياتية جنوب شندي، من تحقيق تقدم كبير نحو المصفاة.

حصار محكم
ويقول مصدر عسكري سوداني إن قوات الجيش تمكنت من فرض حصار محكم على المصفاة التي اتخذتها قوات الدعم السريع “قاعدة عسكرية”، وفق تعبيره.

وأضاف “قواتنا تحاصر المصفاة شمالا بواسطة القوات القادمة من قاعدة المعاقيل العملياتية، وجنوبا بواسطة معسكر سلاح الأسلحة بالكدرو شمال بحري، وشرقا بواسطة قوات قاعدة حطاب العملياتية”.

وأكد المصدر أن الجيش تمكن أيضا من السيطرة على معسكر جبل جاري شرقي المصفاة، مشيرا إلى أن هذا المعسكر يضم “مستودعات إستراتيجية” وكانت تحرسه قوة من الدعم السريع زرعت عددا من الألغام لوقف تقدم الجيش.

وشدد على أن “الزحف مستمر نحو المصفاة إلى حين طرد جميع قوات التمرد منه”.

في المقابل، قال الدعم السريع -في بيان صحفي- إن قواته متمسكة بمواقعها في مصفاة الجيلي، ونصبت كمينا لقوات الجيش القادمة من قاعدة المعاقيل، وأوقعت بها خسائر.

معارك بسنار
وفي ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، تدور معارك منذ أكثر من أسبوعين حول مصنع سكر سنار الذي تحصنت به قوات من الدعم السريع، وجعلته قاعدة انطلاق للهجوم على مدينة سنار حيث يوجد مقر الفرقة 17 التابعة للجيش السوداني.

وتعرضت قوات الدعم السريع في هذا المحور خلال اليومين الماضيين لضربات جوية وقصف مدفعي مكثف من قبل عناصر الجيش، أتبعه هجوم بري.

ويقول الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية عمار حسن عمار الموجود في محاور القتال حول المصنع إن الجيش بدعم من كتائب المقاومة الشعبية يخوض معارك ضد ما وصفها بـ”المليشيا المتمردة” غرب سنار.

وأشار إلى أنه جرى طردها من عدة قرى في المنطقة، مثل ود البخاري والكبرة وشندي فوق، كانت تخضع لسيطرتها وقامت بتشريد أهلها، وفق تعبيره.

وأضاف عمار “الجيش وكتائب المقاومة الشعبية ألحقوا خسائر كبيرة بالتمرد في الأرواح والعتاد غرب سنار، والمعركة مستمرة وصولا لحاضرة ولاية الجزيرة مدني وطرد التمرد منها”.

مداخل الخرطوم
من ناحية أخرى، توعد عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا بفتح كل الطرق المؤدية للعاصمة الخرطوم، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد فتحها جميعا.

وتسيطر قوات الدعم السريع على عدد من المداخل المؤدية إلى العاصمة باستثناء مدخل شمال أم درمان المتاخم لولاية نهر النيل، حيث تحكم قبضتها على مدخل العاصمة الجنوبي بعد سيطرتها على مدينتي جبل أولياء والقطينة التابعة لولاية النيل الأبيض، كما تسيطر على المدخل الجنوب الشرقي بعد سيطرتها على ولاية الجزيرة، والمدخل الغربي بعد انتشارها في مناطق حمرة الشيخ ودار حامد غربي أم درمان.

وتشهد الطرق المؤدية للعاصمة قتالا ضاريا حيث تقدم الجيش عبر مجموعات عسكرية لفتح الطريق جنوبا حيث دارت اشتباكات في قرى ود الزاكي ونعيمة القريبة من القطينة، كما تنشط في فتح الطريق بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.

وقال مصدر عسكري سوداني إن هذه المجموعات تنشط غرب تندلتي لطرد قوات الدعم السريع وفتح طريق يربط شمال كردفان مع أم درمان عبر ولاية النيل الأبيض.

كما تشهد مناطق شرق الجزيرة التي تربط الخرطوم بشرق السودان عمليات عسكرية نشطة، ويؤكد مصدر عسكري أن المعارك مستمرة في المنطقة، وأن الجيش حقق تقدما في محلية أم القرى الواقعة شرق مدني التي يعمل على دخولها وإعادة السيطرة على طريق الشرق التي تصل الخرطوم بشرق السودان.

وأضاف أن “طرد قوات الدعم السريع من شرق مدني مسألة وقت فقط”.

الأبيض والفاشر
وغربي البلاد، تشهد مدينتا الأبيض بولاية شمال كردفان والفاشر بولاية شمال دارفور معارك مستمرة بين الجيش والدعم السريع حيث تخطط هذه الأخيرة للسيطرة على قواعد الجيش، ممثلة في الفرقة الخامسة مشاة بالأبيض والسادسة مشاة بالفاشر.

وشن الدعم السريع فجر الاحد هجمات على الأبيض من الناحية الغربية، وأشار مصدر عسكري سوداني إلى أنه مع ساعات الفجر الأولى “تحرك الجيش، واشتبك مع قوات الدعم السريع غرب الأبيض، وتمكن من تطهير محيط المدينة، واستولى على عدد من المركبات القتالية”.

مخازن أسلحة
على صعيد آخر، شن سلاح الجو السوداني فجر الاحد ضربات جوية على مخازن أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع بمدينة كبكابية شمالي دارفور بهدف قطع الإمدادات عنها.

وبحسب مصدر بسلاح الجو السوداني، فقد تمكن الجيش أمس السبت من توجيه ضربات محكمة ودقيقة على معسكرات للدعم السريع في جنوب دارفور، مثل معسكر دوماية ومعسكر كشلنقو ومعسكر شديدة.

وأضاف أن الضربات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع، وقطعت الإمدادات عن قواته التي تستعد لمهاجمة الفرقة السادسة بمدينة الفاشر، مشيرا إلى أن الجيش يرصد بدقة خطوط إمدادها بغرب السودان، ويعمل باستمرار على تدميرها.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة