عثمان ميرغني : واشنطن تنوي التحرك على 3 محاور في السودان
رأى الصحافي والمحلل السياسي عثمان ميرغني، في حديث لـ”الشرق”، أن واشنطن تنوي التحرك على 3 محاور هي، توحيد المبادرات المتعددة في منبر واحد هو منبر جدة، لأنه الوحيد المتفق عليه، بينما هناك خلافات وتوترات وشكوك بشأن الوساطات الأخرى، لا سيما وساطة “إيقاد” التي لا يمكن أن تنجح بأي حال بعد اتهام السودان لبعض دولها بالانحياز إلى الدعم السريع.
أما المحور الثاني للتحركات الأميركية، يتمثل في “جمع طرفي النزاع على طاولة المفاوضات، والعمل على نزع العوامل التي تؤجج القتال، بما في ذلك وقف التدخلات الخارجية وإمدادات السلاح، وهو ما كررته الإدارة الأميركية في عدة تصريحات، وأشار إليه بيريللو أيضاً”، وفقاً لميرغني.
ويتمثل المحور الثالث في تسريع المسار الإنساني، والذي أوضح ميرغني أن ذلك بهدف ضمان وصول المساعدات، ومواجهة الوضع المتأزم وخاصة في إقليم دارفور ومعسكرات اللاجئين.
ولهذا الغرض اقترح المبعوث الأميركي 18 أبريل موعداً لاستئناف منبر جدة، بحيث يأتي مباشرة بعد المؤتمر الإنساني الذي تستضيفه فرنسا في 15 أبريل، لبحث الوضع الإغاثي لضحايا الحرب في السودان، وتحريك المساعدات بعد التحذيرات المتتالية من الأمم المتحدة بأنها لم تتلقَ سوى 4% فقط من المساهمات العاجلة التي طلبتها.
“مهمة صعبة”
وفي ما يتعلق بأداء المبعوث الأميركي الجديد، اعتبر ميرغني أن “بيريللو أبدى في شهره الأول حماسة واضحة ومتوقعة لمهمته التي بدأها بجولة إقليمية واسعة ولقاءات متعددة مع الأطراف المدنية السودانية، لكنه حتماً سيكتشف، إن لم يكن قد اكتشف بعد، حجم تعقيدات الأزمة وصعوبة مهمته، بسبب ضغط العامل الزمني في عام الانتخابات الأميركية، وانشغال إدارة بايدن بحربي غزة وأوكرانيا. إضافة إلى أنه يفتقر الخبرة الكافية في الملف السوداني، ومهمته ستكون أصعب في ظل عدم وجود سفارة بالخرطوم، بعد توزيع طاقم السفارة على عدد من العواصم بعد الحرب”.