حكاوى من صمود بواسل الجيش في صبيحة غدر المليشيا يوم 15 أبريل 2023.. قصة اللواء طلال الذي قصف برج القيادة والسيطرة للدعم السريع
فجر الخامس عشر من أبريل حينما هاجمت قوات الدعم السريع على منزل القائد العام للجيش، واستبسل الحرس الرئاسي في صد الهجوم، لدرجة جعلت البرهان نفسه يستخدم قناصته لصد الهجوم، حيئذٍ لم يقتصر هجوم الدعم السريع على بيت الضيافة والقيادة، حيث هاجمت قوات حميدتي في لحظةٍ واحدةٍ، معظم مطارات السودان، في مروي كان ضابط برتبة عميد ويعمل قائد ثاني للفرقة 19 مروي يسقط مغدوراً برصاص الدعم السريع وهو الذي كان ينشط في قيادة وساطة بين قيادة الفرقة وقوات الدعم السريع التي تُحاصر مطار مروي، حيث أطلق عليه النار من الخلف بعد مغادرته اجتماع للدعم السريع بمحيط مطار مروي، ثم امتدّت النيران لكل المطار وتدميره وتدمير كل الطائرات الموجودة به، ولأنّ المطارات بحسب حمدان تمثل علامة فارقة في معركة الاستيلاء على السلطة، حيث خرج مزهواً في الفضائيات قائلاً إنه سيطر على كل المطارات بالسودان، وإنّ الطيران لا يستطيع أن يقلع من أي مطار في السودان بعد سيطرتهم على مطار مروي والأبيِّض والشهيد صبير بالجنينة ومطار نيالا. بينما كان المطار الحربي بالخرطوم تحت كثافة نيران الدعم السريع ولم يسلم من ذلك حتى مطار الخرطوم الدولي.
وقبلها احتلت قاعدة النجومي الجوية بجبل أولياء بعد السيطرة على عدد من المطارات، ظن حميدتي أنّ ساعة النصر حانت، وأنّ العنصر الفعّال (الطيران) لن يكون فعّالاً بعد اليوم.
لكن في قاعدة وادي سيدنا الجوية بأم درمان، كان قائد القاعدة اللواء طلال علي الريح يجتمع مع ضباط الجوية للتدخُّل الحاسم عبر طائرة واحدة فقط لم تكن مُؤهّلة بالشكل المطلوب، وهي ذات الطائرة التي تحدّث عنها حميدتي في مُقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر” قائلاً إنها تعرضت لنيرانهم ولا يدري أنّها سقطت أم لا، ولكنها لن تهبط في مطار بالسودان.
قبل ذلك، جمع اللواء طلال علي الريح جنوده وأبلغهم إنه من يقود الطائرة بنفسه، وقتها كادت نيران الدعم تلتهم قاعدة وادي سيدنا الجوية بعد اشتباكات عنيفة بمقر الفرقة التاسعة المحمولة جوّاً، قدم فيها الشهيد عثمان مكاوي ورفاقه تضحيات فاقت حَدّ الخيال، وتمكّنوا من صد الهجوم وطرد الدعم السريع من مقر التاسعة المحمولة جوّاً.
حينما سألت اللواء طلال علي الريح عن واقعة قيادته للطائرة بنفسه، قال لي نعم قُدتها بنفسي حتى احتمل المسؤولية كاملةً أمام الشعب السوداني وأمام ضباطي، وحتى لا يتحمّل أيِّ ضابط مسؤولية فشل المُهمّـة، لأنّ الطائرة واحدة فقط وليس بحالة جيدة، وأشار لي أنّه قام بتسديد أولى الضربات إلى برج القيادة والسيطرة بالخرطوم، ثم بقية معسكرات القوات المحلولة،
فكانت هذه العملية علامة فاصلة في حرب الخامس عشر من أبريل.
عبدالرؤوف طه السوداني