اتُهم بمحاولة تمرير اتفاق “المنامة”.. كباشي يثير غضب الإسلاميين
اثارت تصريحات الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة، في القضارف عن المقاومة الشعبية، وحديثه عن ضوابط جديدة، ردود فعل كثيرة ومتباينة، حول ماهية التصريحات والقصد منها وهل هذا هو التوقيت المناسب؟، فكباشي الذي اختفى طويلا عن الأنظار او بالأحرى عن التصريحات السياسية او المقابلات، تحدث خلال مخاطبته تخريج دفعة من قوات تحرير السودان قيادة مناوي، بالقضارف اليوم، الخميس، عن المقاومة الشعبية والاستنفار والمستنفرين، حيث قال: يجب أن لا تُستغل معسكرات المقاومة الشعبية في أي مكان، ويجب أن لا تتحول لسوق سياسي وأي سياسي عاوز يدخل المعسكرات يجي بجلابية الوطن وأي زول يجي بشعار سياسي أو لافتة سياسية لا يدخل المعسكرات وهي غير مقبولة، ولا يحب أن يُرفع شعار أو يافطة غير شعار القوات المسلحة”.
رأى البعض أن تصريحات كباشي انما تأتي في إطار تنافس محموم بين قيادات الجيش وعلى وجه التحديد بين “كباشي وياسر العطا” لجهة ان هناك خلافات حامية تدور في الخفاء بين الرجلين حول الترتيبات المناسبة لحسم المعركة سواء سلما او حربا، وبحسب المعلومات أن كباشي الذي قاد المفاوضات سرا مع الدعم السريع في مباحثات المنامة المشهورة، أصبح أكثر ميلا للتفاوض والحل السلمي وانهاء الحرب عبر مفاوضات مع الدعم السريع، وصوب البعض اتهامات لكباشي بانه أصبح من المقربين لدولة الإمارات التي زارها سرا في أوقات سابقة قبل بدء المفاوضات في البحرين، بينما يشير أخرون إلى ان ياسر العطا يقود خطا مغايرا لما يراه كباشي بحيث يدعم خط الحسم العسكري وعدم التفاوض مع الدعم السريع، إلا بعد تحرير الخرطوم ومدني، وهو عبر عنه في تصريحات كثيرة خلال الأيام الفائتة أبرزها قوله “إنه لا مجال لما وصفهم بـ”آل دقلو” والقادة الكبار بالدعم السريع، في أي عمل سياسي لان العمل السياسي أصبح بعد الحرب بأمر الشعب وليس بالتفاوض ولا مجال لهم في المؤسسة العسكرية، لأنها نظيفة وشريفة وامينة ونزيهة”، وبحسب تحليلات أن الزيارات المتتالية لقادة الجيش إلى المناطق العسكرية بالتتابع، تشير إلى هذه الفرضية لكونهم يتنافسون على إظهار مواقفهم من خلال التعبير عنها في تصريحات.
وهناك من يرى أن تصريحات الكباشي في القضارف قصد بها الإسلاميين الذين يقاتلون في صفوف المستنفرين، تحت راية كتائب البراءة أبن مالك، والذين يديرون عملا خاصا بهم ولديهم منشورات وصفحات خاصة وفيدويهات تحمل شعارهم، وهو ما أثار حفيظة كباشي الذي بحسب تصريحات سابقة انه اعترف امام مخابرات 3 دول بان الحرب يقودها الإسلاميين، وهو ما دفع بعض القيادات الإسلامية إلى مهاجمته لكونهم اعتبروا ان تصريحات كباشي عن الاستغلال السياسي للمقاومة الشعبية، موجه اليهم، دون غيرهم، بينما يعتقد البعض أن كباشي قصد بعض المظاهر التي طرأت في ميدان المعركة من بينهم مجموعة غاضبون التي انتظمت في صفوف الجيش للقتال لكنها تحاول من حيث إلى آخر اظهار بعض الفيديوهات والصور التي يعبرون عنها بشعاراتهم من داخل المواقع العسكرية، ومن بينها ما حدث في منطقة كرري العسكرية من مظاهرات لمستنفرين يطالبون بالمدنية.
يقول الصحفي أحمد البلال الطيب يقول في منشور على تويتر، إن حديث الكباشى بالقضارف حول السلام والمفاوضات أثار ردود فعل متباينة، غير مطلوبة بهذه المرحلة، بين مؤيد ومعارض ومشكك ومنتقد، واضاف “من وجهة نظرى ماقاله ليس فيه مايعيب، نعم نحن مع السلام وليس الإستسلام والإذعان، نعم للمقاومة الشعبية تحت مظلة الجيش”.
ويتفق الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد، مع الفريق الكباشي في انه لابد أن تخضع المقاومة الشعبية لإمرة وإشراف القوات المسلحة ولابد أن تبتعد الأحزاب السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار عن معسكرات وسلاح المقاومة الشعبية”.
وأضاف في تعليق على تصريحات الكباشي “حتى الآن لم تبلغ المقاومة الشعبية ذروة اللياقة المطلوبة للمشاركة الفاعلة في جبهات القتال ولاتزال المقاومة الشعبية في طور الإستنفار والسبب في تأخير قطار المقاومة عن الإنطلاق هو قيادة الجيش ومن ضمنها الفريق الكباشي نفسه، قيادة الجيش تتعامل مع تسليح المقاومة الشعبية بحذر ميكانيكي أبطأ سرعة التدافع الشعبي لمناصرة الجيش ودحر عصابات التمرد “.