عمار العركي يكتب : أبوظبي وأم جرس ،علاقة آثمة

1.الثلاث اشهر الأولى للحرب ، كان التمرد تحت الضغط التشادي الفرنسي ، بعد سماح تشاد للجيش الفرنسي بالانتشار على حدودها مع السودان وضرب مناجم مليشيا الدعم السريع هناك ، وفرض واقع جديد على الأرض ومزيد من التضييق والحد من الدعم الإماراتي للمتمردين فى الخرطوم عبر تشاد ، تزامناً مع إقتراب المعارضة الأفرواوسطية نحو العاصمة بانغي للقضاء على سيطرة فاغنر والإمارات هناك.

2. سارعت “الامارات” لإغراء وإستمالة الرئيس التشادي الشاب “محمد كاكا” بدعوته لزيارتها ، وبالفعل زار ديبي الصغير “أبوظبي” ، وباع ذمته وكرامته واستلم الثمن مقابل التنازل عن ” أم جرس” مبلغ “مليار ونصف” مع ضمانات الحماية المستقبلية من اي تهديد قد يطيح بكرسيه وسلطته جراء اشباع نزوات وغزوات ومغامرات الإمارات ، خاصة أن تحالفه ودعمه لمليشات الدعم السريع سيؤلب عليه قبيلته الحاكمة والمؤثرة ” الزغاوة” ، والذي هو على خلافات معها من قبل ذلك.

3. الفتى الشاب محمد.ادريس ديبي المُلقب ب”كاكا” ،والتي تُعني عند التشاديين ( الجدة) وهي والدة ابيه الرئيس المقتول غدراً وغيلة “ادريس ديبي” ، وهي التي قامت بحضانته وتربيته بسبب ما هو متداول بكثافة في الأواسط التشادية بأنه إبن ادريس ديبي “بالتبني”.

4. بعد “تسعة شهور ” من زيارة “كاكا’ الاولى “لابوظبي” وإتمام صفقة “أم جرس” ،وبعد نمو وتغذية المليشيا الارهابية بواسطة “الحبل والامداد السري” لأم جرس ، ذهب الحرام حيث أتى ، “فالامارات وكاكا” الأن يدفعان أثمان العلاقة غير الشرعية بشكل أكثر خطورة وتهديداً لمستقبل “كاكا” في حكم تشاد ، وموقف الامارات العدائي وتسببها في اطالة امد الحرب ودعمها للإرهاب وتهديدها للامن والسلم الاقليمي والدولي.

5. كذلك الإمارات حار بها الدليل بعد أن فعلت المستحيل وقدمت الغالي والنفيس سياسياً وعسكرياً ، ووفرت المال والرجال والسلاح والعلاقات الاقليمية والدولية للتمرد وجناحه السياسي “قحت” … الخ بلا طائل وجدوى.

6. الآن ، وبعد الإصابة بضغط الجنين الحاد وعقب انفصال المشيمة وانقطاع الأوكسجين ، شد “كاكا” رحاله صوب “ابوطبي” من تلقاء نفسه وليس مدعواً ، يرجو لقاء “سيده” عسى أن ينجيه من كربه العظيم.

7. كاكا في ابوظبي من غير دعوة بعد أن خضع للإمارات وتورط في دعم واسناد تمرد الدعم السريع العدو التاريخي لقبيلته الحاكمة في تشاد ،، الامر الذي زاد الانشقاق والخلاف بين كاكا والقبيلة ، زاد عليه “صراع الأقارب” المنافسين لكاكا في الإنتخابات الرئاسية القادمة ، مما جعل “كاكا” يقتل المنافس له “يحي ديلو” ويعتقل عمه “صالح ديبي” وكل العناصر الموالية لهم من أبناء الزغاوة او أنصار حزب “يحي” السياسي.

8. اضافة لغضبة “الزغاوة” الخاصة فهنالك غضبة شعبية عامة وعارمة بسبب دعم كاكا للتمرد في السودان ، ورفض الوجود الفرنسي في تشاد بعد طردها من مالي والنيجر.

*خلاصة القول ومنتهاه:*

* الزيارة السابقة للرئيس التشادى محمد ديبي من أبوظبى محملاً بالأموال والعطايا والمساعدات والإتفاقيات الإستثمارية ، مع وعود بزيادة الغلة مستقبلا. مقابل تسخيره في تتفيذ المخطط الإماراتي لخراب السودان.

* نتوقع هذه المرة ان يعود “محمد كاكا” محملاً بالخيبة والإحباط ومزيد من الضغط عليه لمواصلة تقديم خدماته حتى وان أدى ذلك لزيادة اشتعال جبهته الداخلية ، فالإمارات لا يأتي من ورائها الا الخراب والإحتراب ، والخروج من مستتفع العمالة والإرتزاق ليس كدخوله.

مقالات ذات صلة