صحيفة لندنية : “تقدم” تعول على تفاعل مصري هائل لإنهاء الصراع السوداني
تقدم تفرض نفسها في المعادلة السودانية القائمة
تعبر الزيارة التي بدأها رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية تقدم السودانية عبدالله حمدوك إلى القاهرة، الجمعة، عن تحول في موقف القوى المدنية تجاه مصر، وتعوّل على تفاعلها بشكل أكبر بما يخدم جهود وقف الحرب التي تصطدم بممانعة قيادة الجيش السوداني.
وقالت تنسيقية “تقدم” في بيان لها إن حمدوك سيتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان، وأن الزيارة تأتي في سياق العمل على إطفاء نار الحرب، وبحث سبل الوصول إلى حل سياسي يؤسس لسلام مستدام، يتطلب توافر إرادة الفاعلين وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتيسير بلوغ هذه الغاية سريعا.
ومن المقرر أن يعقد حمدوك خلال زيارته التي تستمر يومين لقاءات مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وعدد من المثقفين والصحافيين والكتاب المصريين وعدد من الفاعلين السودانيين المتواجدين في القاهرة.
وجاءت زيارة حمدوك إلى القاهرة في وقت تتزايد فيه تحركات دول الجوار للوصول إلى هدنة إنسانية في السودان خلال شهر رمضان، وتزامنًا مع استمرار المشاورات في مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع قرار تقدمت به بريطانيا يدعو إلى هدنة في رمضان للحرب المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي بين قوات الجيش والدعم السريع.
أماني الطويل: القوى المدنية باتت أكثر فهما لأهمية الدور المصري
أماني الطويل: القوى المدنية باتت أكثر فهما لأهمية الدور المصري
يرى مراقبون أن العديد من الاجتماعات التي عقدت مؤخرا، بعضها بين مكونات سياسية سودانية وجهات مصرية، وبعضها في إطار تحركات إقليمية عبر دوائر مختلفة، وغالبيتها وصلت إلى نقاط مشتركة تدفع نحو التسوية السياسية. وقالت مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أماني الطويل إن زيارة حمدوك إلى مصر مهمة، ولها دلالات عدة ترتبط بجسر الهوة التي أثارت تساؤلات كبيرة بين مصر والقوى المدنية السودانية، وهي تعبر عن نوع من التوافق الإقليمي بين القاهرة، وعواصم أخرى في المنطقة معنية بالملف السوداني ولها مواقف مؤيدة لقوات الدعم السريع.
وأضافت الطويل في تصريح لـ”العرب” أن القوى المدنية باتت أكثر فهمًا لأهمية الدور المصري لتسوية الأزمة في بلدهم، وقد بنى البعض من مكوناتها مواقف على فهم شعبوي خاطئ لدور القاهرة، وذلك له مؤثرات تاريخية، وفي كل الأحوال ما يحدث الآن تطور إيجابي على مستوى الحكمة والرشادة السياسية للقوى المدنية. وأشارت الطويل إلى أن مصر تمتلك أدوات تمكنها من أن تلعب دورا مهما لوقف الحرب، وتحجيم الصراع في السودان، وعلى دراية بطبيعة الأوزان العسكرية التي ترتبط بصعوبة ترجيح كفة طرف على آخر، ما يجعل هناك فرصة للمزيد من التفاعل مع الأزمة.
ولدى القوى المدنية قناعة بأن مصر أكثر انفتاحًا على المجموعات السياسية التي تواجدت بكثافة على أراضيها منذ اندلاع الحرب، وأن الفترة الماضية كانت شاهدة على لقاءات عدة مع هذه المكونات، ما ترك انطباعاً جيدا بأنها يمكن أن تلعب دورا مهما لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتصارعين، والقوى المدنية المستقلة. ويؤكد مراقبون أن التهديدات المتصاعدة التي تواجهها مصر بسبب حركة اللجوء المتسارعة إليها من السودان تفرض عليها التحرك لوقف الحرب، وهناك تقديرات تشير إلى إمكانية وصول مئات الآلاف الآخرين حال امتد الصراع إلى ولايات سودانية أكبر، خاصة في الشرق، وحال دخلت البلاد في مجاعة كبيرة.
المعز حضرة: القاهرة لديها قدرة على تفكيك الكثير من عقد الحرب الراهنة
المعز حضرة: القاهرة لديها قدرة على تفكيك الكثير من عقد الحرب الراهنة
ولوّحت منظمات دولية إلى خطورة تصاعد المجاعة في السودان، وأن ذلك سوف يدفع إلى تفاعل أكبر مع هذا الملف، وثمة مكونات سودانية على قناعة بأن مصر تسعى لمساعدتهم جديا لحل أزمتهم، وأن مصلحتها الرئيسية في اتجاه التهدئة. ووجهت تنسيقية تقدم في بيانها الشكر للدولة المصرية على استضافتها لمئات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا إليها من جحيم الحرب، وقالت “نأمل أن تكون هذه الزيارة خطوة في تكثيف الجهود لوضع حد للحرب الطاحنة التي يجب أن تتوقف فورا”.
وذكر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير المعز حضرة أن زيارة حمدوك تأتي أهميتها من أنه شخصية سياسية لها تأثير في المشهد السوداني، ومن دولة مهمة مثل مصر، فهي على رأس الدول التي تأثرت سلبًا من الحرب.
وأوضح حضرة في تصريح لـ”العرب” أن مصر قدمت مبادرات ومواقف يمكن توظيفها لفرملة الصراع، وأبرزها استضافة القاهرة مؤتمر دول جوار السودان، والمشاركة كطرف وسيط فاعل في اجتماعات المنامة الأخيرة بين وفدين من الجيش والدعم السريع.
العرب اللندنية