حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب : اجتماعات الآلية الأفريقية بالقاهرة..
الآلية الأفريقية الرفيعة وصلت القاهرة بداية هذا الأسبوع والتقت بالمكونات السياسة السودانية –بما فيها المؤتمر الوطني- على مدار ثلاثة أيام ثم غادرت. طرحت مبادرة بخطوط عريضة لبنود تتلخص في وقف اطلاق النار و العدائيات ثم العمليةِ السياسية.
هذه البنود بحثتها الآلية الأفريقية شفاهة ولم تسلم أية أوراق للذين التقتهم،والمثير للدهشة انه الأطراف السياسية السودانية لم تطلب من الآلية توثيقا مكتوبا لما تقدمه، و من جانبها القوى السياسية السودانية طرحت رؤى عريضة أغلبها مكرر و لا يحمل جديدا فهى دائما مهتمة باثبات وجودها فى مثل هذه اللقاءات بالظهور والتقاط الصور التذكارية ولا شئ أكثر.
و بالضرورة ستعود الألية الأفريقية إلى أديس أبابا لتمارس عملها الروتيني المكتبى ربما لعدة أسابيع قبل اَن تظهر ببيان لتثبت أنها موجودة و تتنفس وخلال هذه المدة يحترق الشعب السودانى بنار الحرب ويفقد مزيداً من الأرواح والدمار فى انتظار حلول قد تتأخر أولا تأتى.
هذا عبث و مضيعة للوقت.. كل المكونات السياسية شريكةِ فيه..و لن يكون هناك فرق بين من يقتل الشعب بالبندقية أو باضاعة الوقت و هدر الأمل في عشم الحلول الساسية..
خوض لجة المعترك السياسي أصبح فرض عين، اما أن تعمل القوى السياسي بكل نكران ذات لايقاف الحرب عبر التسوية السياسية أو تعلن و تعترف بفشلها السياسى فتفتح الباب أمام ديكتاتورية ماحقه آتية لا ريب فيها..
الوقت ليس فيه ترف الانتظار.. فالاجتماعات الدائرية المفرغة من المضمون ما عادت تجدي ومن الأفضل أن تتجه الجهود نحو الحل العملي العاجل..
إذا كانت القوى السياسية راغبة وقادرة على اخراج السودان من نفق الحرب فإن عليها أن تتوافق على حكومة مدنية تتولى قيادة مفاوضات السلام بين القوى العسكرية ثم قيادة الفترة التي تلي الحرب.
بعبارة أخرى ليس مطلوبا من القوى السياسية بعد اليوم ان تخرج ببيانات او مبادرات أو غيرها من المسميات التي تدمنها ، بل مطلوب اثبات قدرتها على الحل بالتوافق على حكومة، تصبح هي رأس الخيط الذي تنساب معه بقية الخطوات المفضية للخروج من نفق الحرب.
على القوى السياسية أن تختبر قدرتها على انتاج الحل بالاتفاق على رئيس وزراء يتولى هو تشكيل الحكومة.. هل هذه الخطوة معقدة أو صعبة؟
من هنا يبدأ الحل العملي .. بدلا من اضاعة الوقت في جولات بلا جدوى.