حديث المدينة.. عثمان ميرغني يكتب :صائدو الكراسي ..
إذا أراد فريق الهلال أو المريخ ترفيع منافستهما في المنافسات الخارجية فانهما يهتمان بتسجيل أفضل اللاعبين حتى ولو كان ذلك بالشراء من الأسواق الدولية.. الأمر ذاته ينطبق على المنتخب القومي مع اختلاف نوعي في أن البحث هنا عن اللاعبين السودانيين أصحاب المهارات أو من يمكن تطوير قدراتهم..
في السياسة، هناك أيضا ملعب ولاعبون.. ونفس المعادلة، ارتباط النجاح بقدرة اللاعبين السياسيين على اللعب، وكلما انحسرت قدرات اللاعبين السياسيين فإن المصيبة هنا لن تكون خسارة مباراة كرة قدم أو بطولة أو كأس بل خسارة وطن بأكمله، كما يحدث الآن..
بكل أسف مهما أحسنّا الظن في النوايا لكن ذلك لا يعوض خسارة النتيجة. ساستنا أنعم الله عليهم بحب وطنهم والتطلع لخدمته، لكن حبهم لا يعني قدرتهم على تحقيق آمال شعبهم.. فقيادة الوطن أشبه بقيادة طائرة حديثة معقدة، كيف لمن لا يحسن أو لا يقدر على ذلك أن يجلس في كابينة القيادة اعتمادا على حبه للركاب ويتوقع أن ذلك يكفي للاقلاع بها؟
بكل صراحة نحن نحتاج لطرح سؤال مباشر لا يقبل التذويق، هل ساستنا فردا فردا – وليس بمبدأ “جبر دا في كسر دا”- هل هم قادرون على ادارة الوطن، فمهمة الأحزاب أن تحكم، وكل حزب هو مشروع حزب حاكم، وكل سياسي مشروع حاكم، هل هم قادرون على مهمة قيادة الوطن بسلامة نحو آفاق يتطلع إليها شعب السودان صاحب الأرض والوعد؟
الاجابة “لا تحتاج إلى بطل” على عنوان مذكرات الجنرال شيرازكوف قائد التحالف في حرب الخليج الثانية؛ فالنظر إلى واقع السودان بعد قرابة 70 سنة منذ الاستقلال تبادلت فيه الحكم أنماط سياسية مختلفة وكانت النتيجة النهائية صفرا كبيرا وخيبة أكبر.
لن يتغير حاضر ومستقبل السودان إلا بارتقاء ساسته بمنهج تفكيرهم، فالقصور في الفهم والخيال هو الذي يجعل السياسي مجرد “صائد كراسي” يوظف كل جهده للوصول إلى الكرسي وما أن يبلغ مراده حتى يكتفي من الغنيمة بالجاه.
يتصارع الساسة للوصول إلى الكرسي صراع الثيران، ويحطمون كل شيء من أجل لا شيء..
لابد من اصلاح الملعب السياسي باصلاح اللاعبين الساسة.. اصلاحا حقيقيا وليس مجرد تصوير مجازي تعالجه الشعارات والخطب المنمقة..
كيف نصلح الملعب السياسي والساسة؟ سأقول لكم.