الدبيبة على خط أزمة السودان بمبادرة..هل تنجح المبادرة الليبية الوليدة؟
على طريق السودان المُلبد بالأشواك تعثرت طرق الحل السياسي، وارتفع صوت السلاح عاليا، مما أدى إلى فشل المبادرات التي طُرحت من وسطاء محليين ودوليين، لتصفير الأزمة التي بدأت رحاها قبل أشهر.
إلا أن صوتا من الجارة الشمالية الغربية للسودان أعرب عن استعداده لاستضافة الفرقاء المتناحرين، أملا في الوصول إلى حل للأزمة المتفاقمة، وتقريب وجهات النظر، بما يؤدي إلى إحلال السلام في البلد الأفريقي.
فقبل أيام من زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إلى العاصمة الليبية طرابلس الأسبوع الجاري، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى زيارة ليبيا.
فهل تنجح المبادرة الليبية الوليدة؟
المبادرة الليبية الوليدة التي خرجت من بلد يعاني انقساما سياسيا، تباينت وجهات النظر بشأنها، ففيما رأى فريق أنها لن تقدم جديدا، معتبرين إياها بمثابة المناورة التي تسعى من خلالها حكومة الدبيبة منتهية الولاية إلى إثبات شرعيتها الدولية، وإيجاد دور لها على الساحة، شدد فريق آخر على أهميتها، باعتبارها نابعة من بلد يعاني تبعات الأزمة التي قاربت على دخول عامها الثاني.
ويقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة الدكتور يوسف الفارسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الدبيبة يحاول استخدام المبادرة التي قدمها كـ«ورقة مناورة تكسبه زخما دوليا»، متوقعا أن تتعثر تلك المبادرة التي لم يكشف عن كامل تفاصيلها في جمع الطرفين على مائدة التفاوض في العاصمة طرابلس.
الأمر نفسه، أشار إليه الباحث السياسي الليبي إدريس احميد، مؤكدا «صعوبة نجاح حكومة الدبيبة في حل الأزمة السودانية، كون طرابلس لا تمتلك أوراق ضغط على الأطراف المتحاربة».
وأوضح الباحث الليبي، في حديث لــ«العين الإخبارية»، أن حكومة السودان اعترضت على استقبال الفريق حميدتي في عدة دول أفريقية، مما قد يدفع الفريق البرهان إلى إلغاء زيارته المرتقبة إلى العاصمة طرابلس.
ماذا قال الفريق الآخر؟
في حديث لـ«العين الإخبارية»، توقع المحلل السوداني عثمان ميرغني أن تستطيع ليبيا التأثير على أحد الأطراف السودانية المتحاربة، إلا أنه «لن يكون كافياً للوصول إلى صيغة تحقق السلام والتوافق بين الطرفين».
وأكد المحلل السياسي السوداني «ضرورة إنجاح اللقاء القادم، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتدهور»، مشيرا إلى أنه «في حال تحلي رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالمسؤولية تجاه المواطن قبل شهر رمضان، فإنه يمكن الوصول إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات».
وبحسب المحلل السوداني، فإنه «في حال نجاح الحكومة الليبية وضع الطرفين على طاولة المناقشات معاً، فإنه يمكن تمهيد الطريق نحو اتفاق سلام يستكمل بعد ذلك عبر منبر جدة أو منبر آخر».
الأمر نفسه أشار إليه عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان محمود إبراهيم، مؤكدا أهمية ليبيا كدولة محورية وجار للأزمة السودانية، إضافة إلى أنها «تعاني من تأثير النزوح من السودان إلى أراضيها».
وأضاف عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن التحركات الليبية هدفها تمهيد الطريق للسلام، مشيرا إلى أن ليبيا من أكثر الدول التي تدرك المخاطر التي تحيط بالسودان في الوقت الحالي، خاصة في ظل معاناتها السابقة من الحروب والاقتتال.
واعتبر السياسي السوداني ليبيا «أنسب مكان» لجمع طرفي النزاع في السودان بسبب وجود روابط جيدة وصداقة، سواء مع الفريق البرهان أو حميدتي، متوقعا تلبية الدعوة من الطرفين وعدم اعتراض أو تخلف أحد الأطراف.