عمار العركي يكتب : الود سيد الشغال والصفقة الإماراتية
1. في واحد من مشاهد المسرحية المصرية التاريخية ( الود سيد الشغال) ، كان عادل امام يمُثل دور الود سيد إبن (الطبقة الشعبية الكادحة الفقيرة) والذي يتعرض لإبتزاز من عمر الحريري الذي يُمثل دور ( الطبقة الغنية الإنتهازية ).
2. ملخص المشهد أن عمر الحريري يعرض (صفقة) على (الود سيد) بلعب دور الزوج ( المُحلِل) لإبنته المُطلقة ثلاث مرات حتى تعود لزوحها الاول مصطفى متولي ، وذلك مقابل قيمة الصحون القيمة التي كسرها (الود سيد) والموقع عليها (نابليون بونابرت) ، قرر(الود سيد) بدفع القيمة من راتبه ولكن عندما علم بقيمة المبلغ اندهش وتلعثم في نطق المبلغ الخرافي ، كإندهاش كل من اطلع على مبالغ (الصفقة الاماراتية الخرافية ) مع (مصر).
3. وتتواصل فصول المسرحية على خشبة (مسرح الشعب) ، وتحكي مشاهدها عن سيطرة (الود سيد الشغال) الشعبي البسيط والفقير المعدم على مقاليد الأمور ، ويعلو من قاع ليسمو ويسود على (رؤوس أشهاد الطبقة البرجوازية الانتهازية) التي تعتقد أن المال يشتري الشعوب او بإمكانها أن تبيع وتشتري وتستثمر في مقدراته وحقوقه.
4. كل من قرأ سيناريو الصفقة الإماراتية المليارية (التاريخية) مع مصر وعندما وصل مرحلة (قراءة الأرقام والمبالغ الخرافية ) ، صُعق وتلعثم في ذات تلعثم (الود سيد الشغال)، وطلب مني البعض التعليق والتحليل ، رغم الغموض (السياسي) للصفقة الإقتصادية.
5. ولمزيد من محاولة فهم سيناريو المسرحية على خشبة (مسرح الواقع) سأفسح ما تبقى من مجال المقال لبعض نصوص سابقة في مقالنا المنشور بتاريخ 28 ديسمبر 2023م بعنوان ( المقاومة الشعبية السودانية تُهدد المشروع الامريكي الاماراتي في القرن الإفريقي) :-
6. الذاكرة السياسية القريبة لمنطقة القرن الافريقي تقول بفشل (المشروع الامريكي الاماراتي) المخطط له عقب ثورات الربيع العربي وتموضع الامارات ونفوذها في المنطقة باسم دول ( التحالف العربي)، الذي من خلاله تمكنت من تحييد مصر وابعادها من المنافسة كذلك قطر و تركيا بالحصار والمقاطعة و الانفراد بالنفوذ والتأثير في المنطقة.
7. هذا الفشل كان سببه الرئيس هي السياسة الاماراتية العقيمة القائمة على (سياسية الدفع المادي)، وشراء الحكومات والرؤساء ، والناتجة عن عدم فهم الإمارات لطبيعة المنطقة وتعقيداتها وشعوبها الذين افشلوا خططها ومشاريعها السياسية والاقتصادية في كل دولة وطأتها قدم الإمارات وحاولت النفوذ فيها.
8. فالبرلمان الشعبي في “الصومال” طرد شركة الموانيء الإماراتية رغم تحالف الامارات مع الرئيس الصومالي السابق “محمد عبد الله فرماجو”، مما جعل الامارات تسعى في جلب الاعتراف الدولي والاقليمي “بجمهورية أرض الصومال” الانفصالية والمعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دولياً في القرن الإفريقي.
9. كذلك الشعب “الجيبوتي” الذي ضغط على الرئيس الجيبوتي ” اسماعيل عمر قيلي” وأجبره على فض اتفاقيات ادارة ميناء “دوارليه”.
10. بدوره الشعب “الارتري” المتضرر من ايجار الامارات لميناء “عصب” بعد مقتل مواطن ارتري في تظاهرة تندد بمنحها الميناء قبل ان يلغي الرئيس الارتري “اسياسي افورقي” اتفاق الإيجار لعدم التزامها بتنفيذ التزامات الاتفاق.
11. تواصل الرفض الشعبي في المنطقة لكل مساعي الامارات ، ففي السودان كان الرفض الشعبي في بورتسودان الذي اجبر البشير الغاء الاتفاق مع واجهتها وشريكتها الشركة الفنلندية وارجاع مبلغ مقدم التعاقد، وتكرر الرفض الشعبي الذي افشل صفقتي ابوعمامة والفشقة ، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر.
12. تفجر “المقاومة الشعبية السودانية” المتنامي، غير في ميزان المعادلة ، وخلطت المقاومة الشعبية جميع الأوراق بما فيها اوراق الولايات المتحدة ، وتعدي التأثير الداخل السوداني الى الخارج على مستوى المنطقة برُمتها.
13. “امريكا” محبطة من تصرفات وعبث “الامارات” ، وهي تعلم ان تأثير المقاومة الشعبية السودانية سيمتد ويعم جميع شعوب المنطقة بما فيها الدول التي تدين حكوماتها وشعوبها لها وللامارات مثل تشاد ، اثيوبيا ، كينيا ، وهو ما تترقبه وتنتظره كل من “روسيا والصين” ، إن لم يكن تعملان عليه وتأجيجانه.
14. ( المقال كاملا على الشبكة العنكبوتية ، وان كنا حينها قد حجبنا (عمداً) فشل استثمارات الامارات في (قناة السويس) و (توشكي الزراعية ) ، ولكننا الان نلمح فقط لصفقة (تاريخية) سابقة قبل عشرين عام – ضمن استثمارات الامارات في مصر بإنشاء ( مدينة زايد) على ارض (توشكي) الزراعية، كتجربة فاشلة على الرغم من مساعي انجاحها منذ بدايتها وحتى الآن).
*خلاصة القول ومنتهاه:*
• لا تنشغلوا عن المقاومة الشعبية بمشاهدة ومتابعة مسرحية (الود سيد الشغال) المكررة والمحفوظة وقوموا لمقاومتكم يرحمكم الله.