عمار العركي يكتب : إزدواجية العمالة والجنسية بين الدهشة والإندهاشة

• والجيش الذي أُريد له التفكيك والإنقسام ، ها هو في قمة التماسك والإلتحام بعضه ببعض وشعبه الذي تسلح في إنضمام ، والوطن بدأ يستبشر ويتهيأ لذهاب غُمة وظُلمة (عشرة شهور) سارعت (نطفة الخيانة والعقوق) التي نمت في رحم العمالة الخارجي ، فسارع أبكارهم (حمدوك وعرمان وبقية النُطف وولادة الندم) وبإصرار ممارسة (الدياثة والعُهر السياسي) يطلبون ود ودعوة سيدتهم (النرويج) بعد طرد سيدتهم ومدعوتهم الأولي ( البعثة الأممية) لإعادة انتاج سيناريو الإغتصاب وهتك عرض الوطن من جديد بعد فتح حدوده على مصرعيها لتسهيل الإغتصاب والهتك والقتل والارهاب.

• رغم هذه الدناءة والدياثة السياسية لم يرضي عنهم أسيادهم وسيداتهم فبالامس (مسحت الامريكية ماري كاثرين في) بهم أرضية غرفة اجتماعها بهم في أديس ابابا ، واليوم الغى سيدهم (انطونيو غوتيريش) الغاضب اجتماعه مع حمدوك في اديس ابابا ، قبل أن يهرب عرمان من المسح بالأرض الي (البحرين وبحر ابيض) متذرعا و متعلقاً علي أكتاف الكباشي – اطال الله عمره وأبقاءه ترساً وحاجزا وطنيا ضد عودتهم وعودة طاريهم وإطارهم.

• المُحير والمدهش أن العملاء والخونة والطابور الخامس عادوا مجدداً لتنفيذ ما اجتمعوا وخططوا ودبروا ووقعوا عليه في “اديس ابابا” بكل حرية وإريحية ، نتيجة للتهوان والتراخي وغض الطرف عنهم دون إبداء أي مقاومة ؟ اومكافحة؟ او ملاحفة؟ اومُسآلة لهم ولمن يتأمر معهم.
• خلاصة القول ومنتهاه ، لم نجدها إلا فيما كتبناه قبل اربعة شهور من الحرب حين كانت (حيرتنا ودهشتنا) في بداياتها بسبب جرآءة و(قوة عين) عمالة حملة الجوازات الاجنبية ومزدوجي الجنسية والجاسوسية والخونة وبائعي الوطن والوطنية في سوق من (يدفع) جهاراً نهاراً.
• وقلنا حينها كما قيل لسيدنا عمر أن نادي يا (سارية الجبل) ، وقلناه في حينها يا (يا برهان جهاز المخابرات)

إزدواجية العمالة والجنسية بين الدهشة والإندهاشة الخرطوم – 18 يناير 2023م

• أهم خمسة قضايا “مدهشة” ضمن ورش الإتفاق الإطاري السياسى الجارية بالخرطوم ، ثلاثة : ازالة التمكين والاصلاح الأمني، بإعتبارها اكبر معيقات ومهددات لخطة “اللعب الأجنبي ” بمقدرات ومكتسبات ووحدة البلاد.
• كتاب (لعبة الأمم The Game of Nations) لكاتبه “مايلز كوبلاند” عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية – كشف فيه عن أسرار “ديبلوماسية” ما وراء الكواليس في المنطقة العربية، واختراق المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لأنظمة الحكم فيها، متضمناً أسرارا تتعلق بأزمات سياسية بقيت في طي النسيان، دفع البعض لإعادة تقييم مواقفها، حيث قال “مايلز” :(الأمم كقطع شطرنج تحركها وزارة الخارجية الأمريكية، وبحسب سيناريوهات تتفق و ‘لعبة الأمم).

• ورغم قناعتي الشخصية بأن الكتاب في حد ذاته (تكتيك ومناورة ضمن اللعبة)، والذي كان مؤلفه رجل المخابرات الامريكي فى سوريا يعمل تحت غطاء (قنصل بلاده) فترة بروز المهدد الوجودي على اسرائيل وازالتها بسلاح (الوحدة العربية) ، فبالتالي سارع العميل “مايلز” بتأسيس فكرة الكتاب كتكتيك مخابراتي مُدهش ، ضمن اسس اللعبة من جهة ، وفك الخناق عن إسرائيل من جهة أخرى، وذلك بعد مضي 20 عاماً من مشاركته فى تأسيس وكالة المخابرات الأمريكية في العام 1949م – المطبخ الرئيسي للعبة ، وليس وزارة الخارجية الامريكية التي أشار اليها الكاتب “مايلز” – تضليلاً وتمويهاً بأنها المطبخ ، ومن يدير اللعبة.

• الكاتب تبرع بمعلومات حقيقية عن اسلوب و ومهارات اللاعب الأساسي – المخابرات – فى تجنيد العملاء والمصادر الذين وصف الكاتب ان أخطرهم وانفعهم ( العميل المزدوج) والعميل ( مزدوج الجنسية)، والخطورة والنفع قد تنقلب للعكس حال ارخاء القبضة عن عنق العميل ، او ان يكون العميل “أذكى” من اليد القابضة على عنقه.

• على سبيل المثال القريب والحاضر ، الاسبوع الماضي حمل العديد من الأخبار”المدهشة” ، جراء ‘اللعب على الأمم ” وتطورات أداء “العمالة والجنسية المزدوجة” ففي ايران أعلنت السلطة القضائية (الإيرانية)، عن تنفيذ حكم الإعدام بحق جاسوس جهاز الاستخبارات البريطاني (SIS) (علي رضا اكبري)، الذي يحمل (الجنسيتين الإيرانية والبريطانية)، بالتجسس لصالح مخابرات بريطانيا مقابل مبالغ مالية تقدر بمليون و805 آلاف يورو و265 ألف جنيه إسترليني و 50 ألف دولار، مما جعل كل اوربا فى حالة (غضب هستيري مدهش) ضد إيران، حيث أصدرت بريطانيا وأمريكا والدول الأوروبية بيانات متعددة تندد بالإعدام، كما استدعت بريطانيا سفيرها لدى طهران.

• الطريف في الامر ان المخابرات البريطانية “اندهشت” من الغضب والحزن “الأوربي الزايد عن حدوده” ، فالجاسوس (اكبري) كان أذكى ، مستوصى خيراً وتواصلاً لما بعد سابع جار،وآذان الجارة العجوز بريطانيا فى طرش.
• صحيفة “الشروق الجزائرية ” ان وزير الصناعة الجزائري الأسبق، فرحات آيت علي،”أدهش” الصحيفة بكشفه أن سفير فرنسا السابق في الجزائر(كزافييه دريانكور)، كان “يبتز” كبار المسؤولين الجزائريين، و”يصطادهم” عبر منحهم التأشيرة والإقامات وكشف معلومات مهمة عن تحرك السفير “وطريقة ابتزازه للمسؤولين الجزائريين بالتأشيرة” ولا زالت “الصيدة” في خدمة الصياد رغم تركه “الاصطياد” .

• فى ليبيا اول امس ، قال رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” إن الخلاف مع المجلس الأعلى للدولة يتركز في النقطة الخاصة بترشح “مزدوجي الجنسية” لمنصب رئيس الدولة وأضاق عقيلة : «ربما لو كنا في بلاد مستقرة قد نضع قاعدة لا تعطي الحق في الترشح إلا لاثنين أو ثلاثة.. أما نحن في حالة من الانشقاق، ويجب أن ننظر في الظروف المحيطة بنا، وهذا شبيه بحال السمكة الفريسة عندما تحاول الافلات من سنارة الصياد.

• السودان، بدوره ، كان من طلائع الأمم التي ” لعبت وتلعب ” به المخابرات وجربت فيه كل انواع “اللعب والصيد” ودونكم إرشيف الصحافة السودانية فى 2013م م التى وثقت لقضية “مدهشة” استمرت لنحو عام ونصف، والتى عرفت بـقضية (جواسيس وزارة الخارجية)، وذلك بعد أن احالت نيابة أمن الدولة ‘اربعة متهمين” الى المحكمة بتهم وجرائم تجسس “مُدهشة” و مكتملة الأركان والأدلة والإثباتات بالتجسس والتخابر لصالح مخابرات خارجية.

• رغم نجاح جهاز الامن في تقديم ملف وافي ومستوفي إجرائياً وقانونياً، ووسط “دهشة” الإعلام المتابع اسقطت المحكمة في 14يوليو2016 عن الشبكة تهمة التجسس فى مواجهة موظفي الخارجية ، وادانتهما بالسجن والغرامة – ووسط “دهشة” أكبر من الأولى – وقبل انقضاء فترة سجنهم يتدخل الرئيس البشير (بتأثير من دائرته القريبة) ويصدر قرار (بالعفو) عنهم ويأمر بإطلاق سراحهم (فوراً) دون اي حيثيات ؟ هذا قبل الإجراءات الإدارية – الأكثر “إدهاشا” من الدهشة الثانية – التي طالت تيم الجهاز ( الصياد) الذي قام پإصطياد (السمكات الأربع).

• خلاصة القول ومنتهاه :-

• وزارة الخارجية في اي دولة، هي محور الارتكاز وسنتر (لعبة المخابرات) ، وهي بمثابة ( مزرعة تربية الاسماك) ، بعد أن أصبحت عملية الصيد عقيمة ومتخلفة وبطيئة مقارنةً مع المتغيرات وعامل الوقت.

• عملية الإصلاح الأمني والمخابراتي الجارية حالياً ماهي الا (سياسية تجميلية).لتغيير الجلد ووصبغه باللون السياسي الآخاذ “والذى بيده القلم، لا يكتب نفسه ظالماً” والقلم فى السودان بيد “السفارات والمخابرات و “كل” مزدوجي العمالة و “بعض” مزدوجي الجنسية” ، بينما لا زال دود العمالة والجنسية المزدوجة يتوالد ويتكاثر وينخر – تحت الجلد – في عظم ولحم البلد على مرأى ومشهد،” لتتواصل الدهشة والإندهاشة”.

• عندما اشتد الخطر وبات المصير حتمياً نادي سيدنا عمر منبها (يا سارية الجبل) حيث كان الجبل الحامي الوحيد من بعد الله للمسلمين ، والأن نقول (يا البرهان جهاز المخابرات مع كل الصلاحيات )، فهو العلاج الوحيد الحاسم لعملاء والخونة وبائعي الوطن ، ودون ذلك فلا نندم اونتحسر علي ضياع وذهاب وطن (كان) اسمه السودان.

مقالات ذات صلة