قضايا دولية .. كتب-فقيري حمد .. معالي الوزير علي الصادق أصلح ما افسده الانقاذ و انجز ما اعجز عنه حمدوك

لم تكن علاقة السودان بجمهورية ايران وليدة سلطة الانقاذ بل هي علاقة ممتدة منذ الخمسينات و قد زودت ايران القوات البحرية السودانية بعدد من السفن الحربية ابان حكومة الفريق عبود. كانت علاقة البلدين في تطور مضطرد حتي ١٩٨١حيث ضرب الرئيس جعفر النميري اسفينا في علاقة السودان بايران بانحيازه للعراق في الحرب الخليج الاولي.

مع انتخاب الامام الصادق المهدي رئيسا لوزراء السودان ١٩٨٦ بدأ اولي زياراته بايران و نحج في إعادة العلاقات بين البلدين بقوة ثم جاء انقلاب الانقاذ ١٩٨٩ و استثمر هذة العلاقة دعما سياسيا، و تصنيعا حربيا و مددًا عسكريًا للقوات السودانية.

في العام ٢٠١٦ و العلاقة في ذروتها اعلن وزير خارجية الإنقاذ بروفسور ابراهيم غندور قطع علاقات السودان مع ايران بحجة ان ايران لم تحمي السفارة السعودية في طهران و انها تزرع الفتنة الطائفية في المنطقة. بهذة الاسباب الواهية قلب نظام الانقاذ ظهر المجن لايران منحازا للحلف العربي الشرير في عاصفة الحزم .

بانحياز البشير غير المدروس لمحور الشر و تورط السودان في حرب اليمن خسر شعب السودان سند و دعم قوة اقليمية ذات شوكة و مهابة و علاقات اخوية متينة ضاربة الجذور قوية المشاعر و الوشائج مع شعب اليمن السعيد.

مع سقوط حكومة البشير كان متوقعا ان تسارع الحكومة الانتقالية بعودة علاقات السودان بايران القوة الاقليمية الاولي لكن لم تكن لرئيس وزراء حكومة قحت د. عبد الله حمدوك وزيرات خارجيته خبرات عميقة و قدرات تحليلية في العلاقات الدولية مثل التي كانت للامام الحقاني الصادق المهدي تمكنهم من معرفة اهمية ايران فضلا عن ذلك ظلت الحكومة الانتقالية وفق مشيئة محور الشر العربي ياتيها رزقها سحتا من الامارات .

مع قدوم الوزير علي الصادق الي دست وزارة الخارجية استعادت الوزارة بعدها المهني و وهج الدبلوماسية الرزينة كونه دبلوماسي عريق متمكن من اصول الدبلوماسية المنجزة للفوز المشترك و التعاون الانمائي .

معالي الوزير علي الصادق وضع اجندة وزارته وفق المصالح العليا للدولة و بدا يعمل دون ضوضاء علي اعادة العلاقة مع ايران الدولةالمحورية الاولي في الشرق الاوسط.

المغرضين و المرجفين في قنوات الضلال و صحف العمالة تذرعوا بالوقت للاخذ من هذا الانجاز الدبلوماسي العظيم. هولاء نقول لهم كان البعد الاستراتيجي حاضرا في ذهن معالي وزير الخارجية و هو يختار الوقت المناسب لاعادة العلاقة الدبلوماسية مع ايران القوة الاقليمية الضاربة.

تعود علاقات السودان بايران في وقت صحيح حاسم ،وقت تكالبت فيه قوي الشر علي بلادنا،هددت قوي العدوان سيادتنا و استباحت قوي البغي دماءنا و ديارنا و مقدراتنا و تخاذل بعض الذين كنا نعدهم من الاخيار و جاء وقت اختبار الصداقات و العلاقات .العلاقة مع ايران ليست عارضة كما اراد ان يبخسها بعض الصحفيين بل استراتيجية كونها القوة الاقليمية المهمة التي تشكل حضورا عسكريا و سياسيا قويا في المنطقة . فضلا عن ذلك ايران وفية لتحالفاتها مخلصة لأصدقائها و قد هزمت سياسيات امريكا و الغرب في العراق ،سوريا ،اليمن وثبتت النظام السوري في ظل عزلة دولية و عربية و مكنته من الصمود.

منذ مجيئه الي كرسي الوزارة ادرك علئ الصادق بخليفته الدبلوماسية العميقة ان هذة المرحلة العصبية من تاريخ بلادنا تحتاج دبلوماسية التهدئة و الاحتواء التي تمكن من تفكيك حلقات المؤامرة.

بدبلوماسية التهدئة و الاحتواء نجح معالي وزير الخارجية من تم تفكيك مؤامرة الايقاد دون ان يقطع السودان علاقاته من اي من دول المنظمة جريا علي تاريخ السودان الناصع في حسن الجوار.من جانب اخر يتبع السودان مع الامارات دبلوماسية المرونة و التهدئة و ينشط دبلوماسية وراء الكواليس و يحرص علي عدم نقل عدوان الامارات الي منبر الجامعة العربية حرصا علي وحدة الصف العربي في هذا المدلهم.

امل و قد نجح الوزير علي الصادق في اصلاح ما افسده الانقاذ و في انجاز ما عجزت عنه حكومة حمدوك و احدث اختراقات دبلوماسية مهمة بقي امامه الدفع بسفير مقتدر الي طهران ، سفير عميق ليس في البعد الدبلوماسي فحسب بل المعرفي و الثقافي قادر ان يشكل حضورا سودانيا قويا في الفضاء الايراني

مع سفير مقتدر لابد من ملحق اعلامي له عمق سياسي و ثقافي متعدد اللغات قادر علي تسخير القنوات العربية ذات الصلة بايران مثل الميادين ،المنار و العالم وغيره لمحاصرة الجزيرة و العربية و الحدث و المدعية طيبة.

د. فقيري حمد

مقالات ذات صلة