حديث المدينة.. عثمان ميرغني يكتب :مراسلون بعد الحرب..
من أول ما يجب على القوات المسلحة السودانية فعله بعد الحرب، تأسيس فرع خاص في الكلية الحربية للاعلام العسكري، يلتحق به الدارسون بعد تخرجهم من الكلية الحربية كأي طالب حربي عادي ثم بعد ذلك يواصلون درساتهم ليتخصصوا في دبلوم عالي للاعلام العسكري.
خريجو هذا التخصص الجديد يوزعون على المؤسسات الاعلامية كافة، الحكومية والخاصة ليؤسسوا أقساما خاصة بالاعلام العسكري في كل المؤسسات الصحفية والاعلامية..ويكون من مهامهم كل الأخبار التي تتعلق بالقوات النظامية ولا يسمح مطلقا لغيرهم تناول أخبار هذه المؤسسات الحساسة.
وتعدل قوانين الصحافة والمؤسسات الاعلامية بحيث يمنع تماما لأي صحفي تداول أخبار المؤسسات النظامية الا عبر هؤلاء المراسلين العسكريين، الذي يسمح لهم تخصصهم وخبرتهم واتصالهم المباشر بالقوات النظامية التحقق من الأخبار أو المعلومات أو المواد الصحفية قبل النشر.
و بالطبع سيثور سؤال عن مهامهم في الأوقات التي لا تمارس فيها القوات النظامية أي نشاط، بالطبع مهمة هؤلاء المراسلين الصحفيين لا تتوقف على أوقات الشدة والأزمات والقتل والتدمير، بل لديهم مهام أكبر خلال أوقات الاسترخاء وغياب العمليات الحقيقية.
خلال فترة السلم يتولى المراسلون العسكريون مهما ترفيع العلاقة بين المؤسسات النظامية والمجتمع، عبر برامح خاصة ممتدة تصنع تلاقيا ايجابيا منتجا و فاعلا.. فالعلاقة بين المؤسسات النظامية والشعب تتطلب رفع الوعي بمنتهى الجدية لصالح تعزيز الثقة بينهما، كما أن القوات المسلحة بالتحديد ستستفيد من برامح رفع التوعي بالعلاقة بينها والشعب في سرعة حشد الدعم الشعبي وقت الأزمات..
من الحكمة التخطيط لسودان ما بعد الحرب من الآن..