أقلام .. كتب/ماهر النهري .. تقدم:المحرش مابكاتل
ما بين مرض حمدوك وإعتذار الرئيس سلفاكير عن لقاء وفد ” تقدم ” الذي وصل جوبا يوم أمس هذا الإعتذار يحمل عدة إحتمالات في غاية من الأهمية أولها يتمثل في أن للأمارات النية في نفض يدها من الأزمة السودانية ومن ثم ترى أن التخلص من حمدوك ورفاقة رغبة منها في إعادة العلاقات مع الخرطوم من جديد ، وثانيها يقراء في سياق آخر وهو ان الامارات تريد إخراج تقدم في ثوب آخر برئاسة جديدة وما يعضد ذلك بروز خلاف بين ياسر عرمان وبقية أعضاء الوفد وبناءاً على ذلك أنه من غير المستبعد أن تكون الامارات قد تفاهمت مع عرمان بأن يكون البديل وان يكون ميلاد الجسم الجديد في جوبا لإعتبارات تكمن في أواصر العلاقة بين عرمان والحكومة الجنوبية إضافة إلى العلاقة المتميزة بين الامارات والحكومة الجنوب سودانية وإنه لو لم تثبت أي من الإحتمالين لا مفر ل ” تقدم ” إلا وأن يتفرقوا شتاتاً في الدول العربية منها والأفريقية والدولية كل فرد في تقدم يذهب ووجهته التي تحقق له الأمن والمأوي وحفنة من الدريهمات التي لا تسد الرمق ولا تعالج المريض وتصبح تقدم بحاضرها وماضيها ليس إلا ظاهرة مرضية تعافى منها السودان ويصبح جناحها العسكري المليشيا إلا ظاهرة أجرامية تقوم الحكومة بمكافحتها والسيطرة عليها بواسطة قوات الشرطة ومثل هذه الظواهر سرعان ما تختفي عندما تفعل الدوريات وتزود أقسام الشرطة بالمعينات اللآزمة .
بهذه المعطيات ومن واقع مستجدات الميدان فإن كل من تقدم ومليشيا التمرد قد غاب نجمه فهل هؤلاء سيلتقيان في كنف دولة أخرى ؟ المحرش ما بيكاتل لقد تشابهت المواقف بين الكفيل والمكفول وأن عدم مقدرة المليشيا في تحقيق نصر على القوات المسلحة رغم الأموال والعتاد اللوجستي من الأسلحة والذخائر من طرف الأمارات قد أصاب قادة دولة الإمارات بالخوف من الإفلاس خاصة وأن الصرف على مليشيا الدعم السريع أصبح يوازي الصرف على الدولة وقد حذر وزير مالية دولة الإمارات حاكمها محمد بن زائد من مغبة ذلك وطالبه بالتريث .
قحت إعتبرت تصريحات البرهان كمدخل لها في إعادة تدوير أجندة وأطروحات الأمارات الوكيل الحصري لإسرائيل في المنطقة .
السيد/ البرهان ظل منذ أن إستلم منصب رئيس مجلس السيادة كان حريص على تسليم السلطة للمدنيين الذين يختارهم الشعب السوداني عبر إنتخابات حرة ونزيهة ، وظلت قحت وقتها تتنصل عن مسؤوليتها السياسية والاجتماعية تجاه منسوبيها الاقربيين ناهيك عن مجموع الشعب السوداني وتمني نفسها بأنها يمكن أن تغير الكثير عبر تماطلها وإصرارها على إطالة أمد الفترة الانتقالية لإحداث التغيير الذي يمكنها من قيادة السودان وليتسنى لها ذلك قامت بتشكيل بعض اللجان وكان أهمها ( لجنة تفكيك نظام الإنقاذ ) وكان غائبا على قحت بأن إطالة أمد الفترة الانتقالية لن يقبله الشعب السوداني وسيجد معارضة من بعض القوى السياسية وهذا ما حدث فعلاً .
تصريحات السيد/البرهان في كسلا الهدف الأساسي منها إثبات أن القوات المسلحة غير راغبة في السلطة وأنها على وعدها الذي قطعته على نفسها والخاص بإدارة الدولة خلال عمر الفترة الانتقالية وفق ما تتطلبه الأوضاع داخليا وخارجيا مع عدم الخوض في تحديدها وهذه الإشارة تفهم ضمنيا بأن الجيش غير معني بالسياسة وإنما أي ترتيبات تخص الحكم والسياسة هي من صميم الأحزاب السياسية قديمها وحديثها يمينها ويسارها .
بهذه المعطيات جاز لنا أن نقول بأن السيد/البرهان قد أبرى ذمته وترك الحبل في يد القوى السياسية بما فيها تقدم ولكن الشي المحير أن تقدم إعتبرت نفسها هي المعنية بترتيب الأمور دون غيرها مع تناسي قتامة الأوضاع وصعوبتها وتعقيداتها وتقاطعاتها الداخلية والخارجية وأزمانها ومراحلها ومعرفة المهم من الأهم إضافة إلى جراحات الشعب السوداني التي حدثت بسببها والتي قام بها جناحهم العسكري مليشيا الدعم السريع .
الخلاصات ” قحت وتقدم ” جناح سياسي والدعم السريع كجناح عسكري مكملان لبعض قد تجاوزهم الزمن بسبب المرارات التي حدثت الأحداث ومهما حدث من تغيير في الموازين في الداخل والخارج لأن ما يجري في الداخل كفيل بتغيير قناعات الخارج حتى ولو بعد حين .
تحياتي .