أقلام .. كتب/ماهر النهري .. الجيش يتأهب لوضع نهايات المعركة
من كسلا وخشم القربة البرهان يضع خياراته لتسوية الأزمة حرباً أو سلماً ولكي تكون أي الخيارات مرضية لابد أن توافق رغبات السودانيين الذين ينادون بأن تكون حقوقهم التي فقدوها في الحرب جند مهم في أي تسوية متوقعة فهنا نجد أن الفريق البرهان قد عزف على وتر حساس به يمكن له أن يصعد إلى الأعالي ويدخل التاريخ من أبواب الشعب لا دور الأحزاب السياسية ومن أبواب قلوب المواطنين البسطاء المغلوبين لا من أبواب مكاتب وزارة الدفاع إنه القائد الذي يمسك الزناد والقلم بيد واحدة على عكس النشطاء وأنصاف السياسيين المتجولين في العواصم العربية والافريقية للبحث عن حلول مشروطة لا تلبي تطلعات الشعب السوداني الذي يبحث عن العدالة الإنتقالية في المواطنة والتنمية وممارسة العمل السياسي والتوظيف ووضع حلول لازمات البلد بالقدر الذي يحافظ على سيادة السودان وتماسك شعبة ووحدة أراضيه .
السيد/ البرهان أرسل رسائل مهمه للغاية والتركيز عليها مطلوب لفهم الواقع مع العلم بأن كثير من المياة قد جرت تحت الجسر في مسعي من العسكريين لإيجاد حلول نهائية لإحداث إختراق في جدار العلاقة بين سياسيو “تقدم” ومليشيا الدعم السريع من جهة والجيش والشعب السوداني من جهة أخرى عبر منبر جدة وإجتماع المنامة ومحاولات دول الجوار من خلال القمم التي عقدت في كل من القاهرة وأثيوبيا وشاد وكينيا ( الإيغاد والاتحاد الافريقي ) وكل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح لعدم توافق المليشيا على شروط منبر جدة فالإشارة هنا من واقع التحليل بأن السيد/ البرهان قد وصل لقناعة بأن الخارج لا يعول عليه مهما تصالح مع السودان وتوصل لقناعة بأن تراضي السودانيين في الجلوس في حوار جامع هو الذي يمكن أن يضع إطار لتسوية جذرية لأزمات السودان .
ثقة البرهان وتعويله على الداخل وصرف نظره عن إيجاد حلول عبر وسطاء يعتبر موقف قوي ويؤكد بأن البرهان قد نفض يده من قاذورات الخارج إن كانوا دول جوار أو غيره وأن ذلك يقرأ في سياق مهم بأنه ومن غير المستبعد أن تكون بعض من دول الجوار قد حدث تغيير في مواقفها السابقة خاصة بعد زيارة البرهان إيران .
بشكل عام فإن مؤشرات خطاب البرهان تضمن نقاط قوة صلبة داخلية وخارجية فالداخلية تتمثل في التقدم في الميدان والتصدع والانهيار في قوة المليشيا بالموت والإستسلام والهروب والإختلافات بين قادة المليشيا بسبب الغنائم والقيادة والسيطرة إضافة إلى نظرة السودانيين لعناصر المليشيا بأنهم رباطه وقطاع طرق ، أما الخارجي يتمثل في زيارات البرهان لكل من إيران والجزائر مع الأخذ في الإعتبار بأن الدب الروسي غير بعيد ترتيبات الزيارتين .