*أقلام .. كتب ماهر النهري : تداعيات زيارة البرهان للجزائر
تعيين مبعوثيين دوليين للسودان مضر ولا يصب في صالح السودان بسبب تقاطعات مصالح الدول وسيزيد من تعقيد الازمة وإطالة أمد الحرب ولنا في ليبيا واليمن خير شاهد ودليل ، فلو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء وإستعرضنا كل الأزمات والحروب التي وقعت في دول الدول الافريقية والآسيوية أي ( الدول المهمشة ) والتي تتعمد فيها الدول العظمي الضغط على الحكام بالقدر الذي يجعلهم يتنازلون عن سيادة بلدانهم بمغريات المواقف في أروقة مجلس الأمن والامم المتحدة والإتحادات والمنظمات الدولية والاقليمية والاموال لضمان إستمرارية في ظل نظام عالمي يهيمن عليه قطب واحد يترنح ما بين الإنحدار إلى الهاوية والإنهيار بضغط من دول أخرى ترى في النظام الحالي عدم الحيادية في المواقف وتحقيق قدر من العدل الذي يجعل العالم أكثر أمن وإستقرار .
زيارات السيد/ رئيس مجلس السيادة الافريقية والعربية الإقليمية لها مضامين عدة منها ما هو مربوط بشرح الأزمة بشكل مفصل ، ومنها ما هو مربوط بالدعم اللوجستي المتعلق بالحرب وإيجاد السند الدولي والإقليمي الذي يحفظ للسودان توازنه ويحفظ للجيش قوته وتماسكه بالقدر الذي يمكنه من حفظ السودان من الانهيار والتقسيم أو التشليح .
زيارة السيد/ البرهان إلى الجزائر من أولى نتائجها الإصطفاف الذي حدث في جلسة مجلس الأمن يوم أمس بخصوص جرائم الدعم السريع في الجنينة أظهرت وبشكل واضح مدى إهتمام المحور الأمريكي الغربي والمحور الشرقي الذي يضم روسيا والصين وفرنسا والجزائر بالسودان مع إختلاف طريقة تسوية الأزمة وأهدافها ومن واقع التعاطي الدولي والاقليمي للأزمة تظهر نوايا المحور الغربي الذي يسعى للهيمنة وبسط يده على موارد السودان من خلال إطالة أمد الحرب وعدم الحرص على نهايتها لأن بعض من الدول والمنظمات الغربية أثبتت دعمها العيني والمعلوماتي للدعم السريع وهذا الطرح أثبته الجناح المدني السياسي المكمل للدعم السريع والممثل في ” تقدم ” برئاسة حمدوك .
على البرهان الالتفاف على مخططات الغرب والمدنيين في ” تقدم ” فعليه الإتجاه شرقاً وعقد إتفاقات إستراتيجية بالقدر الذي يحافظ على بقاء الدولة وتماسك منظوماتها العسكرية والشرطية والأمنية كما هو حاصل في سوريا .