تغييرات مرتقبة فى الحكومة الاثيوبية والحزب الحاكم
رصد عبدالقادر الحيمي
أعلن الحزب الحاكم فى اثيوببا ” الازدهار ” بداية الاسبوع الحالى عن استقالة ” دمقي موكنن حسن ” عن جميع مناصبه فى الجهاز التنفيذى فى الدولة والحزب الحاكم. جاء ذلك الاعلان خلال اجتماعات اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية للحزب الحاكم والذى عقد مؤتمره السنوى والذى استمر ثلاثة أيام.
أعلن الحزب يوم الجمعة الماضية عن استبدال دميكي موكنن حسن بتمسجن ترونيه الذى يشغل مدير المخابرات العامة الاثيوبي NISS .وقد نشر الحزب الحاكم فى موقعه بمواقع التواصل الاجتماعي: ” إنه عملا بمبدا حزب الرخاء وممارسة الخلافة، قامت اللجنة المركزية للحزب بالاجماع بتوديع نائب رئيس حزبنا ” ديمقى مكنن ” بشرف “.
تنتهج اثيوبيا سياسة الاصلاح فى الحزب الحاكم والجهاز التنفيذى للدولة عبر تقييم الاداء التى يخضع لها الجميع فى الدولة والحزب ويقال حتى رئيس الوزراء يخضع لها وتقول مصادر الحزب الحاكم ان التقييم يعتمد على الحياد والمهنية وعادة فى ختام الاجتماع السنوى للحزب تصدر تعيينات جديدة بالاحلال والابدال فى الحزب الحاكم والحكومة.
اكدت مصادر صحفية ان دمقى موكنن نائب رئيس الحزب ، نائب رئيس الوزراء ، وزير الخارجية اعتزم تقديم استقالته ” لاسباب صحية ” الا أنه طلب منه ارجائها لتقديمها فى المؤتمر العام للحزب لكى لاتخضع لتاويلات وتفسيرات تربك المشهد الداخلى المضطرب أصلا .
هناك ثمة مطالبات باجراء اصلاحات وعمليات تطوير لجهاز الامن والمخابرات الاثيوبي حتى يستعيد كفائته وقوته التى كان عليها خلال حقبة التقراى عندما ترأسه ” قيتاتشو أسفا ” الذى يلقب بالاسطورة وجعل منه احد اقوى وأكفأ اجهزة المخابرات فى القارة. يبدو ان تقييم ادأء ” تمسقن طرونيه” اطاح به من منصب قيادة المخابرات الاثيوبية.
شغل دمقى مكنن منصب نائب رئيس الوزراء منذ العام 2012 ثم اسندت اليه وزارة الخارجية فى نوفمبر 2020 مع بداية الحرب ضد التقراى وذلك فى تعديل وزارى اجراه ابى احمد عندما اقال وزير الخارجية وقتها ” قدو اندرا قاتشو ” – معتقل تحفظيا فى منزله حاليا –
عمل دمقى مكنن فى موطنه اقليم امهرا مفوض لجنة الاخلاق ومكافحة الفساد وكان ايضا رئيس مكتب الشؤون الادارية والامنية بالاقليم ثم بدأ يلمع ونجمه يصعد، ففي مابين عامى 2005 – 2008 شغل منصب نائب الرئيس ثم رئيسا لمكتب بناء القدرات فى اقليم امهرا .
على المستوى الفيدرالى عينه الرئيس الراحل ملس زيناوى وزيرا للتعليم ، لكن اكبر انطلاقة مهنية له داخل الحزب الحاكم آنذاك ، الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الاثيوبية ” EPRDF” عندما عينه رئيس الوزراء السابق ” هيلي مريام ديسالين ” نائب رئيس الحزب الحاكم وبالتالى وفقا للدستور الاثيوبي نائب رئيس الوزراء.
صار دمقى مكنن الشخصية الحزبية الابرز فى موطنه اقليم امهرا واحد ابرز المخططين لسياسة اقليم امهرا ومطالب الامهرة القومية – وهو ما انعكس اثر تلك السياسات المخططة لاحقا على الفشقة – بعد تنصيبه رئيسا لحزب لحركة الامهرا الوطنية الديمقراطية ” ANDM” ( اسمه الجديد حاليا حزب امهرا الديمقراطى ADP) وذلك فى سبتمبر 2010 واستمر نائبا للحزب الحاكم ونائبا لرئيس الوزراء ديسالين حتى العام 2019 عندما حلاهما ابي احمد وعينه نائبا لحزب الازدهار ، وفى مؤتمر الحزب العام السنة الماضية بدأ نجم دمقكى مكنن حسن فى الافول عندما انتخب الحزب بالاجماع آدم فرح نائبا اول لرئيس الحزب الحاكم مع احتفاظ دمقى مكنن بمنصبه نائبا ثانيا لرئيس الحزب الحاكم ابى احمد.
ستشهد الايام المقبلة تعيينات واسعة فى الحكومة الاثيوبية سوف تشمل تعيين مدير جديد لجهاز الامن والمخابرات الاثيوبي NISS ووزارة الخارجية واحتمال وزارة التعليم وايضا ستشمل احتمال رئيس اركان الجيش الاثيوبي .
انا شخصيا اترقب من سيتولى خارجية اثيوبيا !!! هى من حصة الامهرة لذلك ركزت على ايراد سيرة ديمقى مكنن لانه من المعروف ان سياسة اثيوبيا تجاه النزاع الحدودى فى الفشقة تخطط وتدبر فى ” بحر دار ” وليس اديس ابابا .
ففى ظل الصراع الحالى والحرب التى يخوضها اقليم امهرا عبر جيشه الشعبى ” فانو ” انتهى التحالف بين ابى احمد والامهرة وتحول الى عداء وحرب ذات بعد اقليمي ، رغم ان هذا التحالف اتى به رئيسا للوزراء وحقق له الصمود امام قوات التقراى ولولا الامهرا كاد ان يطيح به التقراى .
التوازنات العرقية والتحالفات المتغيرة والمتبدلة هى من تحدد قيادات الدولة الاثيوبية وليس تقييم الادأء.