اتساع دائرة المعارك في مدن الخرطوم والاشتباكات تعود لمحيط سلاح المدرعات
يوما بعد يوم، تتسع دائرة الحرب في السودان، المستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي، دون أي أفق للحل السلمي يحقن دماء السودانيين.
الاشتباكات المستمرة تزامنت أيضا مع نزاع قبلي شهدت منطقة “أبيي” أدى لمقتل أكثر من 50 شخصا في نزاع قبلي
وأفادت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، بأن قوات “الدعم السريع”، هاجمت بالأسلحة الثقيلة “سلاح المدرعات” التابع للجيش السوداني، جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدى لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وطبقا للمصادر ذاتها، فإن قوات “الدعم السريع” استخدمت في هجومها على “سلاح المدرعات” الدبابات والمدافع.
بينما قال بيان مقتضب للجيش السوداني، اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إن قوات “سلاح المدرعات” بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم، “طاردت قوات الدعم السريع من محرقة نيرانه التي حصدت العشرات في عملية استباقية”.
وظلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تدور بين الفينة والأخرى حول سلاح المدرعات، منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
معارك شرق النيل
ومع تسارع وتيرة القتال، قالت مصادر عسكرية لــ”العين الإخبارية”، إن الجيش السوداني، قصف بالمدفعية الثقيلة، مواقع لقوات “الدعم السريع”، في عدد من الأحياء جنوبي العاصمة الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القصف العشوائي، أدى إلى تدمير منازل كليا وجزئيا، مع توقف كافة مظاهر الأحياء السكنية جراء الرصاص المتطاير، وتحليق الطائرات الحربية فوق سماء المنطقة.
وقال المواطن السوداني أسعد عبد الله إن “القصف العشوائي، تسبب في تدمير عدد من المنازل، وانقطاع الكهرباء والمياه.”
وأشار عبد الله في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن المنطقة تعاني العطش منذ أسابيع طويلة، بسبب الاشتباكات المستمرة، كما أن المواد الغذائية شحيحة للغاية، وغالبية الأسر الموجودة نفدت مدخراتها المالية، ولن تستطيع شراء مستلزماتها الضرورية.
معارك أم درمان
كما أبلغت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، أن الجيش السوداني، أحرز تقدما كبيرا في محاور مدينة أم درمان غربي وشارع النيل، واستاد الهلال.
وأكدت المصادر العسكرية، أن الجيش السوداني، استخدم بكثافة المسيرات في الهجوم على قوات الدعم السريع التي تنتشر في مساحات واسعة بمدينة أم درمان.
وتقول إحسان عبد اللطيف، إن أحياء مدينة أم درمان القديمة، تشهد أسوأ كارثة إنسانية، إثر الاشتباكات المتواصلة طيلة الأيام الماضية.
وأوضحت عبد اللطيف في حديثها لـ”العين الإخبارية”، “الأحياء السكنية تعاني الجوع والظلام والعطش.”
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع”، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
هجمات أبيي
ومع توسع دائرة العنف، قالت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، إن أكثر من 50 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا وإصابة أكثر من 60 آخرين، في هجمات بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان.
كما قال وزير الإعلام في منطقة أبيي، بولس كوك، في تصريحات إعلامية، إن مجموعة مسلحة من ولاية (واراب) في جنوب السودان نفذت غارات على منطقة أبيي، ما اضطر السلطات المحلية فرض حظر التجوال على خلفية الوضع الأمني المتردي.
بدورها، قالت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا)، إن جنديا غانيا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في أبيي قُتل عندما تعرضت قاعدتها في بلدة “أجوك” لهجوم في ظل استمرار أعمال العنف، حيث لجأ مئات المدنيين النازحين إلى قاعدة القوة الأمنية المؤقتة.
وتأسست قوة “يونيسفا” في يونيو/حزيران 2011، وهي مكلفة برصد التوتر بين السودان وجنوب السودان، ويسمح لها باستخدام القوة لحماية المدنيين والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية في “أبيي”.
يذكر أن “أبيي”، الغنية بالنفط حصلت على وضع خاص ضمن اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين السودان وجنوب السودان، في 25 سبتمبر/أيلول 2003.
وتعد “أبيي” جسرا بين شمال السودان وجنوبه، وتسكن في شمالها قبائل المسيرية العربية، أما جنوبا فتستوطن قبائل الدينكا الأفريقية.
وكالات