حزب التحرير : هل استطاع الاستعمار الأمريكي أن يوقع واجهة الاستعمار الإنجليزي قوى الحرية والتغيير في الفخ مرة أخرى؟!

بيان صحفي

أوردت وسائل الإعلام يوم الثلاثاء 2/1/2024 نص الإعلان الختامي لمباحثات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”؛ (الوجه الجديد لقوى الحرية والتغيير)، وقوات الدعم السريع، الذي تم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والموقّع عليه من رئيس الوزراء السابق حمدوك رئيس الهيئة القيادية لـ”تقدم”، ومحمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، حيث اتفق الجانبان على “أن مشروع خارطة الطريق وإعلان المبادئ يشكل أساسا جديدا للعملية السياسية التي تنهي الحرب وتؤسس للدولة السودانية…”.
إن لقاء “تقدم” الوجه الجديد لقوى الحرية والتغيير بقوات الدعم السريع، والاتفاق معه يعني أن أمريكا قد نجحت في ربط عملاء أوروبا والإنجليز (قوى الحرية والتغيير) وورطتهم في جرائم الدعم السريع، والفظائع التي ارتكبت في حق المواطنين من قتل، وترويع، وتشريد، وانتهاك للأعراض، وسلب للأموال، والممتلكات… وما أوقع قوى الحرية والتغيير في هذا الفخ إلا مغامراتها وتعجّلها للعودة إلى السلطة، ولم تتعظ من الفخ الذي نصب لها سابقا في الوثيقة الدستورية، ووقعت فيه في العام 2019 من قبل المجلس العسكري ومن ورائه أمريكا، حين جعلت رئاسة مجلس السيادة الأولى للعسكر، والثانية للمدنيين بعد 21 شهرا. وقبيل انتهاء فترة العسكر في رئاسة مجلس السيادة كان انقلاب البرهان في تشرين الأول/أكتوبر 2021 وبتأييد من حميدتي.
ثم كانت خديعة الاتفاق الإطاري في 15/12/2022 والذي إذا تم التوقيع النهائي عليه والذي كان مقررا في نيسان/أبريل 2023 لآلت السلطة الفعلية لقوى الحرية والتغيير، وهو ما لا يمكن أن تسمح به أمريكا، فكانت مسرحية صراع الجنرالين، البرهان وحميدتي، التي كانت نتيجتها هذه الحرب اللعينة التي أهلكت الحرث والنسل، وسعت في الأرض فسادا.
إن أمريكا نجحت في جر قوى الحرية والتغيير إلى مستنقع الدعم السريع الآسن وبدل أن يقربهم ذلك من السلطة سيبعدهم عنها تماما تحت تأثير نقمة أهل السودان المنكوبين بجرائم الدعم السريع.
فيا أهل السودان، يا من أكرمكم الله بالوحي العظيم: كيف ترضون لأنفسكم أن تلدغوا من جحر الاستعمار الواحد مرتين، بل مرات ومرات، والنبي ﷺ قال: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» فإن العملاء كأسيادهم لا يهمهم أمر الناس، ولا أمنهم، فلا يهمهم إلا أن يجلسوا على الكراسي وأسيادهم يديرونهم، فلا تغرنكم كلمات النفاق والتضليل من هنا وهناك بأنهم حريصون على السودان وأهله، فيكفينا هوانُ ثمانٍ وستين سنة من حكم المستعمر عبر وكلائه. فلنعد إلى الله تائبين، ولشرعه محكّمين في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ التي ستحافظ على وحدة السودان مع غيره من بلاد المسلمين، وتقتلع نفوذ الكافر المستعمر من بلادنا، وتؤسس لحياتنا على أساس الإسلام العظيم.
وعلى المخلصين من أهل القوة والمنعة أن يوقفوا هذا العبث، ويستردوا سلطان الأمة المغتصب، الذي يصطرع عليه الجنرالان خدمة للاستعمار الأمريكي! فالواجب هو رد سلطان الأمة المغتصب إليها، لتجعله تصحيحا لمسارها، وخدمة لعقيدتها بإقامة دولتها؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ فهي وحدها الطريقة الشرعية لتطبيق أنظمة الإسلام، واقتلاع نفوذ الكافرين، والتحرر من ربقة الاستعمار.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الأربعاء ٢١ جمادى الآخرة ١٤٤٥
٠٣/١/٢٠٢٤م
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

مقالات ذات صلة