الهندي : الاستقلال مكانة لاتتأتي الا لذوي البصائر والنهي ومن هم عاملون عليه ، وبإيديهم محابرهم تخط أسفار المجد والكرامة
أكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الشريف حسين الهندي أن أرض السودان الّتي تفيض بالخيرات الحسان ، وفيها من الكرامة ما عند أهلها من طيب المعشر ونبل السّجايا ، ائتلفنا في هذا اليوم الأغرّ مستذكرين تلكم الأيّام الّتي كان السودانيين ملتفّين حول أنفسهم ، يمهدون إلى استقلال ذي قرار مكين ، وقد أسرجوا كلّ ذلول وعنود، وركبوا الصّعب من أجل تحقيق هذا المنال ، فلم تستعص أمامهم مُنية ، بل نهدوا إلى رؤوس الآكام وتربّعوا عليها، وها هو الشعب السوداني العظيم يوشّح بتوقيعه السّامي وثيقة الاستقلال في الاول من ينايرعام ستّة وخمسون وتسعمائة وألف ، الذين ما لانت عزائمهم ، ولا خارت قواهم ، لأنّ لهم قلوبًا مؤمنة بالله وبحبّ وطنهم ومرابع صباهم ومعاهد شبابهم.
وأكد الهندي أن الاستقلال مكانة لا تتأتّى إلا لذوي البصائر والنهى ، ومن هم عاملون عليه وبأيديهم محابرهم تخطّ أسفار المجد والكرامة والعلم ، ولا ينسوْن أغصان الزّيتون لبثّ السّلم والحب ، ونبذ خطاب الكراهية ، فالمجتمع السوداني مجتمع متجانس متحابّ ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أفراده بالحمّى والسهر ، فلا مكان فيه إلا للمؤْثرين، أمّا محبّو الأَثَرَة ، فليسوا منّهم في شيء ، وشيم السودانيين قبل الاستقلال وبعده راسخة ذوات جذور ، وهم يعيشون على الثّرى السوداني الجميل، ولكنّ مكانهم الثّريّا ، ولا يرضى أحدهم إلا السّماء منزلا ، واصالة شعبه الذي تناسلت فيه الشهامة والنبالة كابرًا عن كابر ، فأنعم بشعب نسلته أصلاب الرّجال الباهرة ، وأرحام النّساء الطاهرة ، وقد عجمت عود الأصالة من كلّ سجايا الفضل ، كيف لا وهم الّذين يذودون عن حياض الحقّ.
وأضاف الهندي إنّ من سوء الطّالع أن نذكر حزينين أنّنا نشهد هذا اليوم في ظروف حرجة بسبب الحرب الكارثية بالذّكرى الثامنة والسّتون لاستقلال السودان الحبيب .
ولا بد لي أيضا آن اشيد بكل فخر واعتزاز بالشعب السوداني الذي سطر أروع الامثله في التعاضد والتلاحم مع قواته المسلحة الباسلة ، ويساهمون يدا بيد في الدفاع عن السودان .
واليوم ونحن نحيي استقلال السودان المجيد يحدونا الأمل والتفاؤل والثقة والعزيمة باستمرار هذه المقاومة الشعبية ليحتل السودان المكانة الدولية المرموقة ويحظى بالمصداقية والاحترام التي يستحقها بين دول العالم .
وفي هذه المناسية الجليله يطيب لي ان أقرأ عليكم أجمل التّهاني بهذه الذّكرى الّتي تضوّع عطرها الفوّاح ، في الوقت الذي يستنشق به الشعب السوداني عبق الحريه بعد ان انجز ثورته العظيمه التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال والتي قدم بها ارواح شهدائه رخيصة من اجل الوطن ، داعين الله العليّ القدير أن يحفظ بلدْنا وشعبنا من كلّ مكروه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.