البرير: تصريحات البرهان انفعالية ومنفصلة عن الواقع
انتقد الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير خطاب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمس الخميس أمام ضباط منطقة البحر الأحمر العسكرية. وقال البرير إن خطاب البرهان جاء على نسق خطاباته “الانفعالية والمنفصلة عن الواقع”.
وقال الواثق البرير في بيان نشرته صفحة حزب الأمة القومي على “فيسبوك” إن لغة البرهان “التهديدية” للقوى السياسية في خطابه أمس تؤكد “انغماسه في أجندة فلول النظام البائد وتعبر عن مشروع العودة إلى الحكم عن طريق الحرب”.
وكان قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قد أشار خلال مخاطبته ضابط منطقة البحر الأحمر العسكرية أمس الخميس إلى أن الجيش يقاتل لدحر “المليشيا المتمردة” وهزيمتها ومن أسماهم “أعوانها من القوى السياسية” التي قال إنها تسعى إلى حكم البلاد على “أشلاء الشعب السوداني”.
وانتقد البرهان قوى سياسية –من دون أن يسميها– قائلًا إنها “ظلت تطلق الشعارات والأكاذيب التي تستهدف وحدة الصف الوطني والقوات المسلحة”. وأشار إلى أن “معاوني المليشيا” ينشطون في “نشر الأكاذيب” بشأن استهداف الجيش للمدنيين بالطائرات كلما حقق الجيش انتصارًا.
وتتهم قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي النظام البائد بإشعال الحرب في السودان للعودة إلى الحكم، وهو ما ظل يردده قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في خطاباته المصورة وبياناته منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل الماضي. في حين يقول قادة الجيش إن قوات الدعم السريع تستهدف الاستيلاء على السلطة في السودان، ويستدلون بانتهاكاتها ضد المدنيين وبأعمال النهب والسرقة التي وقعت في مناطق سيطرتها، مع الإشارة إلى ارتباطاتها الإقليمية ومصادر إمدادها العسكري.
وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير إن “هجوم البرهان على القوى المدنية لا يقرأ إلا في إطار سعيه لزيادة الاستقطاب السياسي بين المدنيين، والانخراط في الشأن السياسي”، واصفًا تصريحاته بـ”المضطربة والمتناقضة”، ومشيرًا إلى أن البرهان “قال في أكثر من مناسبة إن القوات المسلحة ليست لديها أي نزعة للاستمرار في حكم السودان، وأنه يمضي قدمًا نحو إيقاف الحرب واستكمال المسار الانتقالي”، لكن البرهان –وفقًا للبرير– سرعان ما يتراجع عن خطاباته لمصلحة “مشروع الإسلاميين الداعي إلى استمرار الحرب ورفض الحل السياسي، وتوعد القوى المدنية التي ترفض الحرب”.
وأشار الواثق البرير إلى “تراجع البرهان مرارًا عن التزاماته في اتفاق جدة، وقمة الإيقاد الأخيرة التي شارك فيها”، قائلًا إن ذلك يؤكد أن “الإسلاميين هم من يديرون هذه الحرب وهم من أشعلوها، وهم من يسعون لاستمراراها، وهم من يعملون على إضعاف القوات المسلحة، عبر تدمير قدراتها بإقحامها في هذه الحرب العبثية، ويرفضون الحل السياسي”.
وأعرب البرير عن “أسفه الشديد” على أن تأتي تصريحات البرهان “العدوانية” لتعقد المشهد أكثر لا سيما وأنها جاءت “متسقة تمامًا مع بيان الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي” – حسب البرير.
ودعا البرير قائد الجيش إلى التحلي بالمسؤولية والشجاعة الكافية وإدراك حجم معاناة الشعب السوداني وما يتعرض له جراء هذه الحرب، لافتًا إلى أن “هذا الخطاب المؤسف يبث مزيدًا من الإحباط للشعب السوداني الذي تكاثرت عليه المحن وهو ينشد السلام والاستقرار والأمن” – حسب تعبيره.
وأشار الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير إلى ما حدث في ولاية الجزيرة من “انتهاكات لحقوق المدنيين وتشريد ونزوح” وإلى “المآلات القاسية لتوسيع الدعم السريع لدائرة الحرب في المناطق الآمنة”، لافتًا إلى أن هذا القرار “ينافي التزاماتها السابقة” بعدم توسعة رقعة الحرب، وهو أمر “مدان ومرفوض” – حسب قوله.
وجدد القيادي في قوى الحرية والتغيير الواثق البرير التأكيد على موقفهم “الرافض لاستمرار هذه الحرب”. وكرر الدعوة لقادة القوات المسلحة والدعم السريع إلى اتخاذ “القرار الشجاع الذي يؤدي إلى إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار والتحول الديمقراطي” – حسب تعبيره، مشددًا على أنه “لا خيار سـوى السلام”. وأردف البرير: “آن الأوان لهذه الحرب المدمرة أن تضع أوزارها فاستمرارها ملح أجاج”.