عيد الإستقلال وإستصراخ العقل .. أ.د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
تحتفل بلادنا بعد أيام بذكرى عيد الاستقلال المجيد، من أجله هب الشعب بهمة شماء لم تتعثر، وتصدى دون ريث معلنا الحرية من أصدق منبر.
هو عيد نعتز فيه بما حققه جيل صادق وطنى ووفاءً لقادة تلك المسيرة، وما تم انجازه فى تلك السنوات يعتبر المهاد الحقيقى لجمهورية السودان حيث ترقت الحياة السياسية فى مختلف دوائرها وترسخت القيم وإزداد التلاحم بين أفراد المجتمع وثوقًا يستمد قوته وشدة آسره من موروث نضالى حافل وواقع متغير متجدد ورؤى إجتهادية.
ولكن ما الذى حدث اليوم؟ إجتث الفكر ومنهج الإستقلال من سياقه واضحى منقطعًا عن مجتمعه مفضيا الإنبتات والعقم وهو ما نعيشه الآن من سلوكيات وسلبيات إعتمدت النظريات المسقطة والنماذج الفارغة وأغضت من حقائق المجتمع وسننه، الأمر الذى أدى الى تردي الأوضاع
خاصة إبان فترة حكم الحرية والتغيير وتحالفها مع الدعم السريع ومشاركتها فى مخطط دويلة الإمارات وأصبحوا ضد هذه المناسبة.
وما شاهدناه وسمعناه دليل قاطع..
لقد تحمل المجتمع ضروبًا من الفوضى وعدم الإستقرار وسبب ذلك عدم وجود السياسى المتمرس صاحب النظرة الوطنية، كان البعض من الوزراء ليس لديهم الخبرة الكافية فى العمل السياسى وإمكانياتهم لا تمكنهم أو تملكهم الحقيقة ومنهم من يحاول طمسها، لا يملكون فكرا متقصيًا أومستوعبًا ولا تخطيطا محكما ولا منهجية يتصل من خلالها السياسى والإقتصادى والإجتماعى والثقافى كما تقتضى أحكام الوصل بين الفكر والعمل بين النظر والتطبيق، فإزدهرت صناعة الكلام والجدل الفارغ.
المتأمل لتلك المرحلة يشعر باليأس الشديد والامور تسير من سئ الى أسوأ والخيانة تدفع البلاد لحافة الهاوية حتى ظن البعض أننا لسنا فى دولة طبيعية وكنت دائما أشير الى أن الحلول الفعلية لن تأتى إلا بإستصراخ العقل لأنه السبيل الوحيد لإستعادة الهيبة الحقيقية للدولة ونتمكن من إزالة الصدأ الذى تراكم على صدور البعض حتى لا يسبق وهج السلطة وقر المسؤولية.. إننا نحتاج الى قراءة التاريخ والحاضر لتأمين المستقبل.
والحمد لله لقد فهم المواطن واقعه الحالى وإلتف حول قواته المسلحة وجهاز المخابرات العامة والشرطة
فهى عندى لحمة وطنية كنا نفتقرها، والحمد لله أصبح الواقع حاضر فى قلب الذكرى والمستقبل منه نأتى فكرا واليه نعود أثرا.
أبدا ما هنت ياسوداننا يوما علينا..
* (أستاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية بالأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية)