حرب الخرطوم.. “شفشفة” ورصاص من كل مكان

من الطابق العلوي في مدينة أم درمان، ينظر “مدثر” للدخان المتصاعد من مكان ليس بعيد عن مقر سكنه غربي العاصمة، وهي مناطق تشهد قتالًا ضاريًا بين الجيش والدعم السريع يقترب من اتمام شهره الثامن.

خلفت الحرب في السودان وفقا لموقع (ACLED) الأمريكي المعني برصد ضحايا الحروبات، نحو (12) ألف قتيل في صفوف المدنيين، وتشريد (6.5) مليون شخص داخليًا وخارجيًا.

بينما “مدثر” مستغرق في مشاهدة سحب الدخان التي ترتفع إلى أعلى كان بعض المارة يصدرون بعض الأصوات وهم يتسامرون أثناء الحركة، ويطلق عليهم شعبيًا اسم (الشفاشفين) أي اللصوص.

وكان هؤلاء الأفراد الذين يتحركون في جماعات قد تصل في بعض الأحيان إلى عشرة أشخاص، كما يقول مدثر يتصيدون المنازل الخالية من السكان والتي هجرها المواطنون تجنبًا للقذائف التي تسقط بين الحين والآخر على رؤوس المدنيين، في حرب وصفها مسؤول في منظمة دولية إنه لم يشاهد مثلها في العالم.

بينما تستمر المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم، من اللافت بشكل يومي سماع دوي المدافع، واعتاد السكان العالقون بين خطوط النيران على هذه الأصوات، ولدى البعض قدرة التمييز عما إذا كانت قذائف المدافع أو الطيران أو الدبابات أو الرصاص الذي يطلقه الجنود أثناء الحركة في الشوارع الرئيسية.

لم تمنع الحرب أم منى وهي سيدة تعمل قابلة في مدينة أم درمان من البقاء في منزلها لاستقبال الحوامل اللائي وصلن مرحلة الولادة. تقول منى التي درست الإعلام وتفرغت للعمل في التجارة، إن بعض الشبان قرروا حماية الحي من اللصوص.

وكان هؤلاء الأفراد الذين يتحركون في جماعات قد تصل في بعض الأحيان إلى عشرة أشخاص، كما يقول مدثر يتصيدون المنازل الخالية من السكان والتي هجرها المواطنون تجنبًا للقذائف التي تسقط بين الحين والآخر على رؤوس المدنيين، في حرب وصفها مسؤول في منظمة دولية إنه لم يشاهد مثلها في العالم.

بينما تستمر المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم، من اللافت بشكل يومي سماع دوي المدافع، واعتاد السكان العالقون بين خطوط النيران على هذه الأصوات، ولدى البعض قدرة التمييز عما إذا كانت قذائف المدافع أو الطيران أو الدبابات أو الرصاص الذي يطلقه الجنود أثناء الحركة في الشوارع الرئيسية.

لم تمنع الحرب أم منى وهي سيدة تعمل قابلة في مدينة أم درمان من البقاء في منزلها لاستقبال الحوامل اللائي وصلن مرحلة الولادة. تقول منى التي درست الإعلام وتفرغت للعمل في التجارة، إن بعض الشبان قرروا حماية الحي من اللصوص.

كانت هذه الفتاة عائدة من سوق صغير يقع قرب الحي بعد أن تزودت بالخبز والطعام من هناك، وفي بعض الأحيان تمر بنقاط عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع حيث يتوجهون بالأسئلة إلى المارة، وفي بعض الأحيان لا يكترثون، وحسب منى فإن تأهيل الجنود يلعب دورًا في التعامل مع المدنيين أثناء الحرب.

حينما بدأ القتال كان الاعتقاد السائد لدى بعض السودانيين الذين غادروا المنازل في العاصمة الخرطوم أن الحرب قد تستمر أسبوعًا إلى أسبوعين ثم يعودون، لكن في الوقت الحالي فإن القتال يكمل شهره الثامن دون أي أفق يلوح أمام الساعين إلى إطفائه.

رغم الحرب تبدو معالم المدن في العاصمة الخرطوم وكأنها تحتفظ بالمباني والشوارع كما هي رغم الأدوات والمباني المهدمة في بعض الأحياء، ويقول مدثر إن المعالم لا تزال صامدة لكن لم نخرج إلى وسط الخرطوم الأكثر تضررًا.

وتركزت المعارك العسكرية في الأسابيع الأولى للحرب في منطقة وسط الخرطوم قرب القصر الجمهوري ومجلس الوزراء والقيادة العامة والمؤسسات الحكومية الواقعة في شارع النيل ووسط السوق العربي، وأدت العمليات العسكرية في تلك المناطق إلى تدمير أجزاء واسعة منها أو العبث بالمحتويات والمكاتب الحكومية وإتلاف السيارات.

ولم يمنع الرصاص والمدافع “الشفشافين” من البحث عن “الغنيمة” حتى في أكثر المناطق سخونة، وتعكس هذه الرغبة مدى حالة الفقر التي وصل إليها هؤلاء الباحثون عن المال بين خطوط النار.

يقول عامل في منظمة دولية إنسانية زار العاصمة الخرطوم عدة مرات في إطار مهام إنسانية إن الحرب في السودان لا يمكن وصفها بالحرب العادية، بينما يمكن أن نقول إن الأضرار بالمعالم العامة أقل، فإن الإضرار بالمدنيين كان مرتفعًا جدًا وهناك من ماتوا بصورة بشعة.

ويضيف قائلًا: “في العادة في الحروب حول العالم يسمح بدفن الموتى خلال المعارك دون اعتراض طريق المشيعين، أو تعريض حياتهم للخطر، في السودان لم يحدث هذا الأمر مطلقًا؛ تُرك بعض الموتى في الطرقات”.

الترا سودان

مقالات ذات صلة