جبريل إبراهيم : حققنا موسما زراعيا ناجحا جدا يغطي جزءا كبيرا من حاجاتنا
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم، في حديث للأناضول:
-تركيا حققت طفرة في الاقتصاد ووفرت وظائف للشباب بصور كبيرة ورفعت دخل الفرد
-أي شراكة استراتيجية مع تركيا في مجال الزراعة ستكون لصالح البلدين
-حققنا موسما زراعيا ناجحا جدا يغطي جزءا كبيرا من حاجاتنا من الغذاء
قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم، إن تركيا حققت قفزة نوعية في الاقتصاد، ووفرت وظائف كثيرة للشباب، ورفعت راتب الفرد، مؤكدا أن بلاده تريد أن تستفيد من هذه التجربة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الوزير السوداني في إسطنبول، على هامش ملتقى دعم تعافي القطاع الزراعي في السودان، الذي بحث مواضيع عدة، منها إيجاد تسهيلات لعمل الشركات التركية والمستثمرين في القطاع الزراعي السوداني، وسبل تجاوز العقبات التي تعترض القطاع.
تجربة تركيا ناجحة بقيادة أردوغان
وأوضح إبراهيم أن “تركيا دولة تملك تجربة ناجحة جدا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان خلال فترة وجيزة، حيث حققت طفرة كبيرة جدا في الاقتصاد، ووفرت وظائف للشباب بصور كبيرة، ورفعت الدخول للأفراد”.
وأضاف: “نريد أن نستفيد من هذه التجربة، لاسيما أنها اعتمدت على الزراعة من جهة، وعلى التصنيع من جهة أخرى، كما اعتمدت على التجارة الخارجية، فهي كلها تجارب في غاية الأهمية”.
وأكد قائلا: “نحن نعتقد أن أي شراكة استراتيجية مع تركيا في مجال الزراعة، ستكون لصالح البلدين والشعبين إن شاء الله”.
صعوبات اقتصادية في السودان
الوزير السوداني تطرق لحالة الاقتصاد والصعوبات المالية التي تعاني منها بلاده في ظل الصراع الداخلي المستمر فيها.
وقال إبراهيم: “الحرب بطبيعتها تؤثر سلبا على أي اقتصاد، خاصة إذا كان هذا الاقتصاد من الاقتصادات النامية”.
وأضاف: “الحرب تعطل الإنتاج وحركة النقل والاستثمار، ومن الطبيعي جدا أن الحرب تجبر البلاد على استيراد مدخلات كثيرة، يمكن إنتاجها محليا في أوقات السلم”.
الوزير ذكر أن ذلك أدى إلى “ازدياد الطلب على العملة الأجنبية مقابل انخفاض الطلب على العملة المحلية، وتتآكل العملة المحلية نتيجة ذلك، ولذلك للحرب آثار سلبة بلا شك”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
موسم زراعي ناجح
وعن واقع الزراعة في بلاده، قال: “بفضل الله تعالى، حققنا موسما زراعيا ناجحا جدا، وهذا يغطي جزءا كبيرا من حاجاتنا من الغذاء، ونستطيع أن نصدر ونحصل على عائد كبير”.
وأوضح أن “تصدير الثروة الحيوانية مستمر بصورة منتظمة حتى الآن، والإنتاج من الذهب مستمر أيضا بصورة طيبة جدا، ولذلك تبدو الأوضاع طيبة ومبشرة وتمشي إلى تحسن”.
وحول موقفه من تجاوز العقبات في البلاد، أبدى الوزير السوداني تفاؤله بالقول: “بلا شك”، مبينا أن “معرفة المشكلة نصف العلاج، فنحن الآن نعرف ما هي مشكلتنا، وبالتالي نبحث عن العلاج، ونعتقد أن العلاج ليس بمستحيل، بل هو أمر ممكن وسيتحقق”.
وكان الوزير أفاد في ملتقى تعافي القطاع الزراعي في السودان، السبت، بأن بلاده أنتجت من الذرة والسمسم ما يكفي حاجتها، مؤكدا أن الجهد يتركز حاليا لإنجاح موسم القمح.
متطلبات تجاوز الأزمة
وردا على سؤال حول المتطلبات لتجاوز الأزمة في السودان، قال الوزير: “نحن بحاجة إلى بناء الإنسان والبنية التحتية بصورة أساسية، وأن ننفق أكثر على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، وعلى الأمومة والطفولة أيضا”.
وشرح سبب ذلك بقوله: “لنضمن جيل جديدا قادر على تحمل المسؤولية بمستوى أكثر تقدما، من المستوى الموجود الآن”.
وأضاف: “في ذات الوقت نحتاج إلى طرق وسكك حديدية ومطارات وموانئ، كما نحتاج إلى كهرباء وشبكة مياه نظيفة واسعة، حتى نبني قاعدة صحيحة للتنمية الاقتصادية القادمة”.
وختم حديثه بالقول: “نركز في الاتجاهين: بناء الإنسان، والبنية التحتية، حتى نتمكن من تحقيق النهضة”.
وانعقد في مدينة إسطنبول التركية، السبت، ملتقى دعم تعافي القطاع الزراعي في السودان، حيث بحث مواضيع عدة، منها إيجاد تسهيلات لعمل الشركات التركية والمستثمرين في القطاع الزراعي السوداني، وسبل تجاوز العقبات التي تعترض القطاع.
ويأتي الملتقى في إطار مبادرة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لتحسين أوضاع الأمن الغذائي المحلي والإقليمي في السودان، بقيادة مدير عام المنظمة العربية لدعم التنمية الزراعية وجهود التعافي المبكر للقطاع الزراعي في السودان، إبراهيم الدخيري.
وانعقد الملتقى التشاوري لرجال الأعمال والشركات الزراعية والمؤسسات المالية السودانية والعربية والتركية، بحضور وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم، وعدد من السفراء وقادة العمل المصرفي في السودان وتركيا، بتنظيم من مبادرة “نداء الوطن للعون الإنساني والإعمار”.
وتهتم هذه المبادرة بتقديم العون الإنساني بالتنسيق مع المنظمات العاملة والجهات المنظمة لتغطية الاحتياجات العاجلة، كما تهتم بالعمل في مجال إعادة الإعمار وتعويض البنى التحتية المدمرة، وتم الإعلان عنها سابقا في إسطنبول.