“تقدم” تجيز خارطة لإنهاء الحرب بالسودان ومراقبون ينصحون بكتلة واسعة
قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان المعروفة اختصارًا بـ”تقدم” إنها ستعمل على دفع الجهود السلمية في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية للوصول إلى مرحلة وقف العدائيات بين الجيش السوداني والدعم السريع.
قال باحث إن “تقدم” بحاجة إلى خلق اصطفاف كبير وسط المدنيين لإنهاء الحرب في السودان ومقاومة دعاتها
وذكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في بيان صحفي اليوم الأربعاء اطلع عليه “الترا سودان” أنها خاضت “نقاشات مستفيضة” خلال الأيام الماضية، للخروج بتصورات عملية تعجل بإنهاء القتال في البلاد ووضع حد لما وصفته بالكارثة الإنسانية التي قال البيان إنها وقعت على الملايين من أبناء الشعب السوداني وبناته.
وقال البيان إن المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أجاز مشروع خارطة طريق إنهاء الحرب وتحقيق السلام وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام في السودان.
وأشار البيان إلى أن الخارطة قدمت “مقترحات عملية” بشأن دعم جهود منبر جدة للوصول إلى وقف عدائيات يطور إلى “وقف شامل لإطلاق النار بآليات مراقبة فعالة”، وسبل ربط هذه الجهود بعملية “سياسية شاملة لا تستثني أحدًا سوى المؤتمر الوطني/الحركة الإسلامية وواجهاتها”.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) إن خارطة الطريق ترتكز أيضًا على كيفية الوصول إلى الحل السياسي عن طريق التفاوض وتستند إلى “مبادئ أساسية تحقق السلام الشامل والتحول المدني الديمقراطي المستدام” – حسب تعبير البيان.
وأوضح البيان أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ستشرع فورًا في “حراك داخلي وخارجي واسع” لطرح الأفكار التي احتوتها الخارطة والدفع بجهود الوصول إلى “حل سياسي سلمي تفاوضي يضع حدًا للحرب”.
وتكونت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من نقابات ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة وأحزاب سياسية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتهدف –بحسب بياناتها– إلى إنهاء الحرب في السودان واستعادة الديمقراطية.
وقال الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد في حديث إلى “الترا سودان” إن خارطة الطريق المجازة من المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية حتى مع عدم الكشف عن بنودها، “خطوة على الطريق الصحيح”.
ويرى مجاهد أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في حاجة إلى أن تتقدم نحو الأحزاب الرافضة للتوحد معها وأن تحاول مجددًا مع ما أسماها “القوى العريقة” مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث وتنسيقيات لجان المقاومة – حسب قوله. وأردف: “هذه الحرب أكبر من قدرات الأحزاب منفردة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، وعلى الجميع التوحد لإنهاء القتال، بما يضمن تحقيق سلام حقيقي على الأرض”.
وقال مجاهد أحمد إن السلام الذي يأتي “مصنوعًا من الخارج” عادةً ما يكون منقوصًا، لافتًا إلى أنه يتعين على الأطراف المدنية أن تعمل على صناعة “سلام حقيقي على الأرض” بما يضمن تكوين “جيش موحد بعيد عن الانتماء السياسي، وتأسيس دولة متوازنة في التنمية”.
وقال مجاهد إنه لا يدري مدى إمكانية تحقيق حراك داخلي من القوى المدنية في ظل ما أسماها “عسكرة الحياة العامة في السودان” خاصةً في الولايات البعيدة نسبيًا عن الحرب، “لكن لا بد من المحاولة وخلق تأثير لإنهاء القتال” – أردف مجاهد.