الإعلان عن علاج جديد وفعال لمرض المايستوما
كشفت أول تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية في العالم لعلاج مرض المايستوما أو ما يُعرف بالورم الفطري، عن نتائج واعدة وفعالة في علاج هذا المرض المنتشر في العديد من بلدان إفريقيا وآسيا والأمريكتين. وأظهرت التجارب أن عقار Fosravuconazole “فوسرافوكونازول” ذو قدرة علاجية آمنة وأكثر فعالية، بحسب التجارب والدراسات التي أجرتها مبادرة أدوية الأمراض المهملة (DNDi ) ومقرها في جنيف بالتنسيق مع مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم وشركة (Eisai) إيساي اليابانية للأدوية.
وتم الإعلان عن نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية من قبل منظمة البحوث الطبية غير الربحية “مبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi) في المؤتمر الأوروبي الـ 13 للطب المداري والصحة الدولية ( ECTMIH ) إكتميه، الذي ينعقد في مدينة أوتريخت بهولندا في 20-23 من نوفمبر الجاري.
وذكر أستاذ الجراحة بجامعة الخرطوم ومدير مركز البحوث الطبية البروفيسور أحمد الفحل أن جرعات العلاج الجديد لمرض المايستوما أقل بكثير من الدواء المستخدم حاليا وقال “يجب تناول حبتين فقط من “فوسرافوكونازول” مرة واحدة في الأسبوع، مقارنة بأربعة حبات يوميا للإيتراكونازول”، وأضاف الفحل ” هذا يقلل من عبء تناول الحبوب للمرضى بشكل كبير، ثماني حبات فقط في الشهر مقابل 120 حبة الحالية ، إن هذا سيحسن بشكل كبير الالتزام والراحة للمرضى”.
إلى جانب الجرعة الوحيدة مرة واحدة في الأسبوع أكدت رئيس برنامج مرض المايستوما في (DNDi) الدكتورة بورنا نياوكي أن عقار فوسرافوكونازول به العديد من المزايا مقارنة بالعلاجات الحالية، وقالت نياوكي “ليس له أي تأثير غذائي ، لذلك لا داعي للقلق بشأن تناوله قبل أو بعد الوجبة.
ويحتوي الدواء أيضا على الحد الأدنى من التفاعلات مع الأدوية الأخرى، وهو أمر مهم بشكل خاص لسكان جنوب الصحراء الكبرى الذين قد يعانون من أمراض مصاحبة مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو السل، وقد يتناولون مجموعة من الأدوية المتعددة. كل هذا يجعل من دواء “فوسرافوكونازول” خيارا علاجيا بديلا مثاليا للمايستوما.”.
قدمت DNDi وشركاؤها نتائج التجربة السريرية إلى المجلس الوطني للأدوية والسموم في السودان، نظرا لأهمية الصحة العامة لهذا المرض المهمل، ووافقت وزارة الصحة في السودان على استخدام دواء “فوسرافوكونازول” في ظل ظروف خاضعة للرقابة لعلاج المرضى الذين يعانون من المايستوما الذين يتلقون الرعاية في مركز البحوث الطبية. ومع ذلك، فإن النزاع المستمر في البلاد قد يعيق المرضى السودانيين من الحصول على العلاج اللازم.
واعتبر رئيس شعبة التعلم العميق للأحياء البشرية والميكروبات ودفاع المضيف ورئيس مختبرات أبحاث تسوكوبا في منظمة إيساي باليابان دكتور كابي تسوكاهارا أن الدواء الجديد إنجازا هاما سيسهل من عملية العلاج للمرض، وقال إن “المايستوما مرض استوائي نوعي ومهمل يؤثر بشكل غير متناسب على السكان الأكثر ضعفا. لقد حققنا إنجازا هاما من خلال تطوير دواء فوسرافوكونازول ، والذي سيبسط علاج المايستوما الفطرية بخصائصه الدوائية الملائمة. وسنعمل مع شركائنا لجعل فوسرافوكونازول متاحا لجميع الذين يحتاجون إليه وفي أقرب وقت ممكن”.
مرض المايستوما أو مايسمى بالورم الفطري هو عدوى مزمنة تسببها البكتيريا أو الفطريات، وهو أحد أكثر الأمراض إهمالا في العالم ومستوطن في العديد من بلدان إفريقيا وآسيا والأمريكتين، ويستأثر السودان والمكسيك على أكبر عدد من الحالات التي أبلغ عنها في جميع أنحاء العالم.
وينتقل المرض عن طريق الزرع، أي من خلال وخز الشوكة أثناء المشي بقدمين حافيتين، ويؤثر المرض بشكل أساسي على الفئات العمرية اليافعة، حيث يشكل الأطفال حوالي 20-25 ٪ من جميع مرضى المايستوما ، وفقا لمركز البحوث الطبية.
وقال أستاذ الجراحة بجامعة الخرطوم ومدير مركز البحوث الطبية البروفيسور أحمد الفحل: ” إن الورم الفطري يصيب أفقر السكان في المناطق النائية، أولئك الذين يتنقلون حفاة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، ومعظمهم من العمال الميدانيين والأطفال”.
وأضاف الفحل “يمكن أن يمثل علاجه تحديا بسبب الأدوية باهظة الثمن وغير المتوفرة في كثير من الأحيان والتي لها أيضا آثار جانبية خطيرة، ويستمر العلاج لعدة أشهر، ويمكن أن يسبب المرض مضاعفات خطيرة تصل حد الموت في الحالات الشديدة، وغالبا ما يكون الحل الوحيد هو البتر.