ابراهيم عربي يكتب : (الجنرال كباشي) … زيارة سرية للإمارات ..!

ظلت المعلومات ترشح بقوة عن زيارات سرية قام بها عضو مجلس السيادة الجنرال شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش إلي الإمارات الإسبوع الماضي ، مع الأسف فقد تضاربت المعلومات وتباينت بين المصادر نفسها فقد أكدت لي شخصيات أثق في معلوماتها سرية وواقعية الزيارة ..!، بينما نفت لي شخصيات موثوقة أيضا عدم صحة تلك المعلومات ..!، فأصبحنا في حيرة من أمرنا ..!، ولا يفك هذا اللغز إلا الجنرال كباشي نفسه أو مكتبه بالنفي أو بالإيجاب ..!.

ولكنني لمحت في وقتها أو قريب منها الجنرال كباشي من بعيد في بورتسودان ، وبالطبع فركت عيناي مرتين للتأكد ..!، فلم أجد تأكيدا للزيارة السرية ولا نفيا قاطعا لذلك ..!، فيما لم يصدر رسميا حتي الآن ما ينقي أو يؤكد ..!.

في الواقع لم إلتق في بورتسودان بالجنرال كباشي أو مكتبه ، حيث إنقطع التواصل بيننا منذ الإفطار الرمضاني مساء الجمعة 14 أبريل الماضي قبل يوم من إندلاع الحرب اللعينة وهو يودع الدكتور فولكر بيرتس رئيس بعثة (يونيتامس) المستقيل ، ويقول له ردا علي سؤال منه ..! ، يادكتور خليكم من السياسة ..!، الإفطار دا إجتماعي ، أمشوا في الإجتماعيات بين الناس ..! فوقعت صاعقة علقما مرا علي فولكر حيث تجرع الرجل ريقه ..!.

إلا أن المعلومات رشحت الآن قوية تؤكد أن الزيارة السرية المعنية للفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة إلي الإمارات قد تمت بالفعل الإسبوع الماضي لساعات محدودة وبطلب من قيادة دولة الإمارات لساعات محدودة مثلما كان مطلوبا ..!.

في تقديري إن تمت هذه الزيارة إلي الإمارات بهذه السرية فعلا ، لابد وأن يكون وراءها وكلاء المخابرات الإسرائيلية لانها زيارة تتقاطع عندها المصالح وما أكثرها ..!، ولكن لماذا زيارة سرية للجنرال كباشي إلي الإمارات وفي هذا التوقيت بالذات ..؟! .

كتبنا مقالا منتصف أكتوبر الماضي عبر هذه الزاوية تحت عنوان (الإمارات تعالوا بالباب عديل ..!) وقلنا أن جهات مسؤولة كشفت عن مؤشرات مادية ميدانية تؤكد دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لقوات الدعم السريع المتمردة التي تقاتل الجيش ،وبل سلحتها بأحدث القاذفات والبنادق والصواريخ والمدرعات والمسيرات ولم ينفي الأشقاء في الإمارات ذلك حتي الآن ..!.

ولربما زيارة الجنرال كباشي للإمارات كانت في ذات الإطار إن تمت فعلا ..!، وبالطبع فإن الجنرال كباشي مؤتمن لدي الشعب السوداني ويثق فيه كثيرا ، ولا اعتقد ذلك من فراغ ..!، بل من واقع عدة مواقف مشهودة للرجل ، وبالتالي لا أعتقد الجنرال كباشي نفسه يجهلها ..!.

علي كل جاءت الدعوة الآن رسمية ولكنها موجهة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من منظمة الإيقاد وأيضا من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للقرن الإفريقي ، للمشاركة فى الإجتماع الرئاسي رفيع المستوى حول المناخ والسلام والأمن فى المنطقة والتي تستضيفها دبي في الثالث من ديسمبر المقبل .

علي أي حال فإن السياسة هي فن الممكن وأصبح العالم عبارة عن تكتلات مصالح وعلاقات دولية وإقليمية وحتي السياسة الداخلية فيها ومافيها من المصالح ، لا سيما وأن العالم مبني علي مثل هذه العلاقات وتبادل المصالح المشتركة فلماذا إذا زيارة سرية للجنرال كباشي ..؟! ، فالشقيقة الإمارات في حاجة للسودان وبلاشك السودان في حاجة أيضا للإمارات فلماذا الدخول من الشباك مادام الباب مفتوحا لأي مصالح مشتركة وفقا لسياسة (win to win) .

الرادار .. الخميس 23 نوفمبر 2023 .

مقالات ذات صلة