السودان.. هدوء حذر في جبهات القتال بالخرطوم وسط تدهور أوضاع المدنيين
ساد هدوء حذر جبهات القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، في الوقت الذي تتفاقم معاناة السكان مع تردي أوضاع الخدمات.
وقال سكان لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، التي تشكّل العاصمة الكبرى، قلّت خلال اليومين الماضيين.
وشكا حسن موسى، وهو أحد سكان مدينة أم درمان، من انقطاع التيار الكهربائي منذ 4 أيام، ما أثّر في شبكات الاتصالات وإمدادات المياه. وقال: “أصبحنا معزولين عن العالم، ولا نعرف كيف نتواصل مع أهلنا”.
وأشار موسى إلى سماع أصوات إطلاق نار متقطع وسط أم درمان، في الوقت الذي هدأت أصداء المدفعية التي تنطلق من معسكرات الجيش شمال المدينة باتجاه مواقع تمركز قوات الدعم السريع.
“تخريب الخزان”
وكثّف الجيش هجماته على قوات الدعم السريع في وسط مدينة أم درمان خلال الأيام الماضية لقطع طريق إمداداتها من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث، فيما هاجمت “الدعم السريع” الجيش في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم على الحدود مع ولاية النيل الأبيض وسط البلاد.
والاثنين، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة الكاملة على منطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم، بما في ذلك قاعدة “النجومي” الجوية والدفاع الجوي، إلى جانب الخزان الذي يحوي جسراً صغيراً على بعد 44 كيلومتراً جنوبي الخرطوم، وذلك بعد معارك شرسة مع الجيش استمرت أكثر من أسبوع.
والأسبوع الماضي، تبادل الطرفان الاتهامات بتخريب جسر خزّان جبل أولياء، الذي أنشئ عام 1937 على نهر النيل الأبيض.
وأكدت قوات الدعم السريع حرصها الشديد على أمن وسلامة خزّان جبل الأولياء وتوفير كافة الضمانات والتسهيلات اللازمة لعودة كافة الفرق الفنية والهندسية العاملة في السد، لا سيما البعثة المصرية ومباشرة عملها الفني الخاص بعمليات الرصد المائي على النهر.
وقالت قوات الدعم في بيان عبر منصة (إكس) الثلاثاء، إن ضمان سلامة خزان جبل الأولياء والسماح بدخول المهندسين والفنيين يأتي على سلم أولوياتها والتزاماتها بكافة الاتفاقيات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الموقّعة مع مصر.
وأضاف البيان: “نحن أيضاً نؤمن وبشكل قاطع بضرورة التنسيق مع مصر للاستفادة من المياه، وسلامة الخزانات في مواقع سيطرة قواتنا لفائدة شعبينا من الموارد المائية”.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.