بعد تدمير جسر “شمبات”.. خبير عسكري يوضح تأثيره على سير المعارك
على الرغم من استمرار المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع بمنبر جدة لم تتوقف العمليات الميدانية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني فجر السبت عن تدمير جسر “شمبات” الرابط بين مدينتي بحري وأم درمان من قبل الدعم السريع. وقال بيان الجيش إن العملية تأتي في إطار “المشروع التدميري لمقدرات البلاد وبنيتها التحتية”، قبل أن يوضح أن تدمير الجسر جاء نتيجة التقدم الميداني لقواته ولا سيما في جبهة أم درمان.
خبير عسكري وفقا لـ”الترا سودان”: تدمير جسر “شمبات” سيؤثر على سير المعارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم وقد يغير من طبيعتها
ولم تمضِ لحظات حتى خرجت صفحات الدعم السريع ببيان اتهمت فيه القوات المسلحة بتدمير جسر “شمبات”، واصفة العملية بأنها “جريمة حرب ضمن مخطط تدمير البنى التحتية”.
وقال الخبير العسكري والضابط السابق في البحرية السودانية عمر أرباب، إن تدمير الجسر سيؤثر على سير المعارك وقد يغير من طبيعتها. ويضيف أرباب: “التأثير بكل تأكيد سيكون سلبًا على إمداد الدعم السريع، باعتباره –أي الجسر– الشريان الرئيس لإمدادها بالقوات والسلاح، مع وجود خطوط أخرى تمثل خط إمداد عن طريق جبل أولياء وشرقي البلاد”.
وأضاف الخبير العسكري عمر أرباب: “لكن يبقى السؤال، كيف ستكون ردة الفعل على هذه الخطوة؟”، لافتًا إلى أن تدمير الجسر “نقلة نوعية للعمليات”، ومرجحًا أن تزيد من شراسة المعركة وتدفع الدعم السريع إلى الهجوم على جسور أخرى لتعويض تأثير فقدان جسر “شمبات” إلى جانب الهجوم على مواقع ومناطق عسكرية في أم درمان مثل سلاح “المهندسين” وغيره، وهو ما يعني “مواجهة أشرس في الأيام المقبلة” – بحسب الأرباب.
وشُيّد جسر “شمبات” النيلي في تموز/يوليو من العام 1965. ويعد أحد أهم الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم، والعمود الفقري لمدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، رغم وجود جسور أخرى. وظل جسر “شمبات” تحت سيطرة الدعم السريع وكان خط إمداد رئيس لقواته منذ اندلاع الحرب في 15 نيسان/أبريل الماضي. ويقع الجسر على مقربة من الوحدة الطبية التابعة للدعم السريع والتي تتخذ الجهة الشرقية مقرًا لها.
واستحوذ تفجير جسر “شمبات” على اهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في السودان في وقت حرص فيه بعض المتابعين على إعلان أسفهم وحسرتهم على تدمير البنية التحتية للبلاد، في حين شارك بعضهم ذكرياته مع الجسر الذي يعد معلمًا سياحيًا في المدينة علاوةً على قيمته الاقتصادية الكبيرة.