قوى سياسية ومدنية تعلق على نتائج مفاوضات جدة وتدعو لاتفاق سريع على وقف إطلاق نار
رأت قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة توصل طرفي النزاع في السودان إلى اتفاق في الملف الإنساني خطوة إيجابية في مفاوضات جدة ودعت للاسراع في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وتتوسط السعودية وأميركا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية ـ إيقاد، بين الجيش والدعم السريع اللذان يتقاتلان منذ منتصف أبريل الماضي.
واعتبر عضو مجلس السيادة السابق والقيادي في قوى الحرية والتغيير محمد الفكي سليمان الاهتمام بالملف الإنساني في مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع خطوة متقدمة في الطريق الصحيح والالتفات إلى أوجاع السودانيين الذين تحملوا عبء الحرب.
وقال الفكي لـ “سودان تربيون” إن ملايين السودانيين في دارفور والخرطوم يحتاجون العون الإنساني العاجل من دعم غذائي واعادة تشغيل المستشفيات وتسهيل الوصول إليها.
وأضاف “نثمن هذه الخطوة ونطلب مواصلة الجهد للوصول لوقف إطلاق نار. بلادنا تستحق السلام والاستقرار”.
ووصف الأمين السياسي في حزب المؤتمر السوداني وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير شريف محمد عثمان بيان الخارجية السعودية بالإيجابي حول ما تم الاتفاق عليه بين وفدي القوات المسلحة والدعم السريع.
واعتبر في تصريح لـ “سودان تربيون” أن ما تم الاتفاق عليه خارطة طريق لبناء الثقة بين طرفي القتال.
وأضاف أنه وضعت إجراءات عملية من أجل الوصول لوقف إطلاق نار حيث شمل الاتفاق ثلاث نقاط إيجابية هي تكوين آلية مشتركة مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، آلية تواصل بين الجيش والدعم السريع، القبض على الفارين من السجون من عناصر النظام البائد وإجراءات متعلقة بالخطاب الإعلامي.
وأشار إلى أن كل هذه الخطوات في حال تم الالتزام بها وتنفيذها ستكون مدخل لإيقاف الحرب.
من جانبه، قال الناطق باسم حزب التحالف السوداني شهاب إبراهيم إن الاتفاق الذي تم في جدة اليوم أقل من طموحات وتوقعات السودانيات والسودانيين في إيقاف الحرب.
وأكد الطيب لـ “سودان تربيون” أن ما تم التوصل إليه يظل خطوة إيجابية لوصول المساعدات للنازحين واللاجئين في دارفور والخرطوم ومدن السودان الأخرى، وإلى كل الذين يعانون من التشريد بسبب الحرب.
وكشفت الوساطة في بيان عن التزام طرفي النزاع بالانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال الإغاثة وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور العاملين في المجال الإنساني.
واتفق الطرفان، وفقا للبيان، على مطلوبات لبناء الثقة شملت إنشاء آلية تواصل بين قادة الجيش والدعم السريع وتحسين المحتوى الإعلامي وتخفيض حدة اللغة الإعلامية بين الطرفين واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع، واحتجاز الهاربين من السجون.
في ذات السياق رحب المركز الحقوقي الموحد بالتقدم الملحوظ في الملف الإنساني وملف الفاريين من السجون في مفاوضات جدة بين طرفي النزاع.
وأشار المركز في بيان إلى اتفاق الطرفين على احتجاز الفارين من السجون والذين يصل عددهم إلى 21 ألف سجين، بينهم سجناء محكومون بعقوبة الإعدام والسجن المؤبد وآخرين متهمون بجرائم تصل الى نفس العقوبة، وبينهم قادة النظام السابق المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية.
وتاسف البيان على عدم وصول الطرفين لاتفاق لوقف العدائيات الأمر الذي من شأنه توفير الحماية اللازمة للمدنيين في ولايات السودان المختلفة وحث الطرفين للمضي قدما لاسكات الرصاص للأبد، وفقا للبيان.