عبد القادر على الحيمي .. لماذا قصف مطار ” أم جرس “؟
7 نوفمبر 2023
عبد القادر على الحيمي
لماذا قصف مطار ” أم جرس “؟
أم جرس او أم جاراس هى عاصمة ولاية ” أندى ايست” شمال تشاد وعلى مقربة من الحدود السودانية وتعتبر اكبر مدينة فى الولاية وبها قيادة المنطقة العسكرية الثامنة. وهى اصلا واحة صحراوية الا انها شهدت تطورا ونموا عمرانيا هائلا فى السنوات الاخيرة. وبنى بها الرئيس الراحل أدريس ديبي مطارا حديثا وكان كثير الزيارت اليها وتعد احد معاقل قبيلته ” الزغاوة”.
الوجود الاماراتى فى أم جرس
الحضور الاماراتى والاهتمام المتزايد بالمدينة ومطارها الحيوى ليس لغزا بقدر ما يثير الجدل ويطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات حول استخدام الامارات مطار ام جرس للتحكم بمسار احداث الحرب فى السودان بدعمها العسكرى والسياسي لاحد طرفي النزاع مما ادى لبروز ورقة الحرب السودانية فى عمق الصراعات السياسية الحادة بين الاطراف السياسية التشادية وايضا داخل افراد قيادات المجموعة الاثنية الحاكمة وانقسامهم بين معارض ومؤيد للدور الاماراتى فى استخدامه مطار ام جرس للدعم العملياتى واللوجستى لقوات الدعم السريع السودانية.
هناك انشطة اخرى تقوم بها الامارات فى ام جرس حيث نظم فى سبتمبر الماضى إتحاد الامارات لسباق الهجن سباقا للابل لوجود اعداد كبيرة منها فى المنطقة .
من هى الجهة التى قصفت مطار ام جرس ؟
للآن لم تتبنى اية جهة عن قصفها لمطار ام جرس والقصف تحديدا استهدف برج المراقبة. بينما راجت فى وسائل التواصل السودانية ان وزير الدفاع المقال قواته هى من قامت بمهاجمة المطار واعتقال اماراتيين الخ …
الصحفيين والناشطين التشاديين حتى المعارضين للرئيس محمد ديبي والملقب ” محمد كاكا” ينفون ذلك تماما ويستبعدون ان وزير الدفاع السابق داؤد يحيي ابراهيم الذى استقال من منصبه اثر تداول مقطع فيديو عن فضيحة جنسية فى مكتبه لان من تشوهت سمعته فى وسائل التواصل الاجتماعى لايمكن له ان يقوم بذلك العمل فى المطار.
رغم ان الحكومة التشادية نفت ان يكون برج المطار قد تعرض للقصف ، يرى العديدين فى تشاد ان ما يحدث فى ام جرس ان هناك تيار شعبى عريض غير راضى عن المساعدات الاماراتية ويؤكدون انها ترسل اسلحة للدعم السريع عبر غطاء المساعدات. ويطالبون ايضا بضرورة وقف الحكومة دعمها للمتمردين السودانيين ووقف الجسر الجوى الاماراتى للمساعدات ويحذرون من ان هذا المطار لن يبقا سليما وقد يكون سببا لجر تشاد الى الحرب.
يقول المعارض التشادى ” عبد الرحمن ” : ان العلاقات السودانية التشادية تشهد منحنى آخر مع كل تقدم لقوات الدعم السريع على الارض واستيلائها على مدينتى نيالا والجنينة يعطى اشارات للقوات المسلحة السودانية ان تشاد تفتح حدودها لتقديم الدعم والعون لطرف معادى لها فى الحرب. كما ان الجانب التشادى لم يعطى اهتمام لخطورة ما تشعر به القوات المسلحة السودانية وبالتالى طغى على الانقلابيين فى الحكومة التشادية المغريات الاماراتية من عتاد عسكرى وقروض من دون فوائد.
لذلك ان لم تتدارك الحكومة التشادية الصراع القائم في السودان فقد تمتد عواقبه داخل الاراضى التشادية.
يرى المراقبين ان تحول الصراع المرير على السلطة فى تشاد الى العنف قد صار مسألة وقت .
هناك فصيل من الزغاوة رافضة لتولى محمد كاكا للسلطة فى تشاد بعد مصرع والده الرئيس الراحل ادريس ديبي ، وهناك منافسين عديدين له داخل القبيلة والعائلة يرفضونه ولا يعترفون به حاكما لتشاد وقد تظاهروا عدة مرات ضده فى ام جرس.
ثمة مؤشرات عديدة ان الاوضاع تزداد صعوبة على محمد كاكا وان هناك جنرالات فى الجيش غير راضين عن سياسة الحكومة تجاه الحرب فى السودان.