الحرب وعدم صرف الرواتب يثقلان الموسم الدراسي في السودان
ظروف معقدة تعيشها العملية التعليمية في السودان بعدما دُمِّرت كل البنى التحتية، وسُرقت وأُحرقت غالبية المؤسسات، إضافة إلى امتلاء المدارس في الولايات بالنازحين من مناطق الحرب التي ما زالت مستمرة بين الجيش والدعم السريع في أنحاء متفرقة من البلاد خاصة ولاية الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
وناشد خبراء وتربويون الجهات الحكومية توفير مرتبات المعلمين ثم الوصول لصيغة مرضية لانطلاقة العام الدراسي والبحث عن بدائل لسكن النازحين والقاطنين بالمدارس، وتوفير المناهج والمعلمين وفتح باب التعيين والاستفادة من المعلمين النازحين من الخرطوم لسد النقص، مع مراعاة مسائل وإجراءات انتقال الطلاب النازحين من الولايات غير الآمنة.
وانتقدت أحزاب وكيانات محلية قرار فتح المدارس ولوحت بمقاومة القرار بأساليب متعددة، وبينت فى حيثيات انتقادها أنه ينتقص من حق الطلاب المتأثرين بالحرب ويدخل البلاد في أزمة جديدة ربما تؤدي إلى تقسيم السودان.
ويرى تربويون في أحاديث مع “العربي الجديد” استحالة عودة النشاط المدرسي في ظل الخلل الأمني الواضح في عموم البلاد، كما أن استئناف العام الدراسي له متطلبات أساسية من بينها توفير الاحتياجات للعملية التعليمية وهي غير متوافرة حالياً، وسط نزوح الآلاف من الأسر والمعلمين والتلاميذ إلى جهات متعددة داخل البلاد وخارجها، إلى جانب امتلاء معظم مدارس الولايات بنازحي الخرطوم، علاوة على تدمير كل مؤسسات الدولة التعليمية بما فيها المدارس.
ويقول الخبير التربوي معاوية عثمان لـ “العربي الجديد”، إن قرار فتح المدارس غير موفق وسيواجه بعقبات كثيرة فالأجدر بالحكومة العمل على وقف الحرب أولاً.
فيما يعتبر الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان أن استئناف الدراسة صعب جدا في غالب الولايات إما بسبب الأمن أو بسبب استضافة النازحين القادمين من مناطق الحرب في المدارس، وكذلك بسبب غياب التجهيزات المطلوبة للعملية التعليمية مثل طباعة الكتب المدرسية وتجهيز مستلزمات الدراسة.
أما التعليم الجامعي فهو في أزمة حقيقية، بحسب الخبير الاقتصادي، لأن الوزير حال دون فتح الجامعات قبل شهر وبرمجت الجامعات نفسها على تجميد العام الدراسي ولذلك لن تقبل الجامعات بفكرة استئناف الدراسة حالياً. إلا أنه يرى أن الحكومة صرفت رواتب العاملين في الدولة بمن فيهم المعلمون من دون صرف المرتبات المتراكمة، وعليه لم تعد المرتبات هي سبب أزمة توقف عجلة التعليم بل الأمن.
ووجه مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي بإعادة فتح الجامعات، واستئناف الدراسة في جميع المدارس بالولايات الآمنة وغير المتأثرة بالحرب.
وأكدت لجنة المعلمين السودانيين في بيان صحافي وجود حزمة عقبات تواجه بدء الدراسة، تشمل عدم صرف رواتب المعلمين منذ اندلاع الحرب واتخاذ عدد كبير من المدارس في الولايات كدور لإيواء النازحين.
وقالت اللجنة إنها حصرت عدداً مقدراً من المدارس في ولايات الجزيرة ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض تستغل الآن كمساكن للمواطنين الفارين من مناطق القتال، ما يتطلب من الدولة توفير مساكن بديلة، مشيرة إلى عدم توافر مستلزمات العملية التعليمية.