صراعات وأزمات إدارية تهدد المريخ وتقلق جماهيره
تسببت الصراعات الإدارية بنادي المريخ في قلق بالغ لجماهيره، ووضعت مستقبل النادي على محك صعب، بعد صدمة الإقصاء من دوري أبطال أفريقيا مؤخرًا، فضلًا عن توقف النشاط المحلي، ليدخل الفريق في سبات طويل، ويتهدده خطر رحيل عدد من أفضل عناصره.
ويُعاني المريخ من صراعات طاحنة، بدأت في عام 2018، عقب مغادرة الرئيس جمال الوالي، الذي استمر 15 عامًا في رئاسة النادي، ليبدأ فريق الكرة سلسلة من التراجع استمر طويلًا.
و يستعرض في الأسطر التالية، الصراعات الإدارية التي تُهدد مستقبل النادي ، في ظل الأزمة الحالية بالخرطوم.
تأخير فترة الإعداد ورحيل المدرب نبيه
تسببت الصراعات داخل مجلس نادي المريخ في تأخير فترة الإعداد للموسم الحالي، بعد أنّ تأخر قرار المجلس بالمشاركة في دوري أبطال أفريقيا، كما أثر في فترة الإعداد للموسم وتحديد المدرب.
ووصلت حدة الصراعات إلى مرحلة متأخرة، بدرجة قادت عضو المجلس محمد الفاتح المقبول بوصف أيمن مبارك رئيس النادي بـ”الديكاتور” الذي يتجاهل بقية الأعضاء، ويتخذ القرارات بمفرده، لتؤدي الصراعات الداخلية إلى محصلة اعتبرها البعض “كارثية”، بعد الإقصاء من البطولة الأفريقية، وتخلي النادي عن مدربه المصري أسامه نبيه بعد 3 أشهر فقط، ومن دون أن تطأ أقدامه السودان، بعد أن قاد الفريق في 4 مباريات فقط.
ثورة أعضاء الإدارة وتهديدات اللاعبين
قاد عدد من أعضاء المجلس ثورة على رئيس النادي، وعقدوا اجتماعًا مؤخرًا، أسفرت محصلته على الاستغناء عن بعض الموظفين المقربين من رئيس النادي وتحويلهم للتحقيق. وأفادت مصادر موثوقة لـ”winwin” أن أعضاء المجلس يعتزمون مواصلة الثورة، وتعهدوا بمزيد من القرارات التصحيحية في الساعات القادمة.
كما بات المريخ مهددًا بفقدان أفضل نجومه، بعد أن دخل بعضهم في فترة حرة تتيح لهم التوقيع لأي ناد، مع استمرار تعاقدهم حتى فترة الانتقالات الصيفية القادمة، وانتهى تعاقد 3 لاعبين، هم ضياء الدين محجوب، ووجدي عوض، واحمد عبد المنعم.
ويأتي ذلك، من دون أن يعلن المجلس عن التفاوض معهم لتمديد تعاقدهم، لاسيما وأن عقوبة الحرمان من التعاقدات ما تزال مستمرة، بعد أن فشل المجلس في تسديد مستحقات المدرب السابق للفريق، دييغو غارزيتو، ما يهدد النادي بمزيد من العقوبات.
بالموازاة مع ذلك، تخشى الجماهير رحيل مصطفى كرشوم الذي يصنفه خبراء كأفضل مدافع سوداني في الوقت الراهن، وينتهي تعاقد اللاعب في شهر إبريل/ نيسان من العام المقبل، ما يعني أنه سيدخل الفترة الحرة في الميركاتو الشتوي، ونصب نادي الهلال شراكه على اللاعب لتدعيم صفوفه، وتجريد غريمه من أفضل مدافعيه، وتوجيه ضربة إدارية قاسية في سباق معهود بين القطبين.
مطالب باستقالات جماعية
واعتبر إسماعيل حسن الصحافي المعروف، أن المريخ يعيش في عمق الأزمة، وقال في حديث خاص مع “winwin”: “اعتقد أن النادي يعيش أزمة إدارية حقيقية، لقد تسببت الصراعات في إلحاق أضرار بالغة بالنادي في الفترة الماضية، ونخشى أن تتواصل فتتسبب في مزيد من الأضرار”.
ووضع الصحافي الذي يتقلد رئاسة تحرير صحيفة “مريخابي” الحلول، وقال: “لا مجال للعناد والمكابرة والتمسك بالاستمرار، على أعضاء المجلس مراعاة مصلحة النادي وتقديم استقالات جماعية، ومن ثم تكوين لجنة تسيير وطوارئ برئاسة جمال الوالي”، مؤكدًا أنّ “الرئيس السابق يعد الشخصية التي يتفق عليها جميع أبناء النادي”، وحذر حسن من مغبة استمرار المجلس الحالي، وأتم بقوله: “المريخ في طريقه إلى الهاوية، ما لم يتم تدارك الأوضاع الإدارية المتردية”.
فيما كشف الإعلامي السموأل عبد الباقي بأن المريخ يعاني من أزمة إدارية، السبب فيها المال، وقال في حديث خاص لمنصة “winwin”: “إدارة النادي لا تملك المال، والأندية السودانية تعاني من عدم وجود موارد ومداخيل ثابتة، وتعتمد بالكامل غلى دعم الأفراد”.
وأردف: “المريخ يعاني من قضايا قانونية وصراعات تسببت في تأخير تسلم الإدارة الحالية لمكافآت التأهل لمرحلة المجموعات في نسختها الماضية، كما يواجه النادي أزمة تراكم الديون”، مُضيفًا بقوله: “الصراع على دستور النادي تسبب في أزمة حقيقية بسبب المشاكل التي رافقته”.
وشدد عبد الباقي على أهمية التحرك بأعجل ما تيسر لتدارك الوضع، محذرًا من الخطر الذي يتهدد النادي، بقوله: “الفريق يواجه خطرًا داهمًا، اعتقد أنّ تدخل رموز النادي أولوية قصوى، مع توحيد الصف وتوجيه الجهود بما يخرج النادي من أزمته الحالية”.