عبدالقادر_الحيمي .. المنفذ البحرى !!! هل هو أزمة لاثيوبيا ؟ أم أزمة ابى احمد؟
#عبدالقادر_الحيمي
26 إكتوبر 2023
المنفذ البحرى !!!
هل هو أزمة لاثيوبيا ؟ أم أزمة ابى احمد؟
ليس من العسير الاجابة على ذلك السؤال الكبير وليس هناك عناء فى استقصاء الاسباب التى تدفع ابى احمد فى المطالبة وبالحاح بحصول اثيوبيا على ميناء على البحر الاحمر وميناء عصب تحديدا ..
لأكثر من مائة عام تعصف الخلافات والتوترات بين اثيوبيا وارتريا فهى ليست وليدة اليوم بل لها حيز زمنى تماهى مع الامتداد الطبيعى لعلاقات جوار جغرافى يمتد لاكثر من الف كيلومتر ، وتميزت علاقات البلدين بالكثير من المحطات الفاصلة والفارقة. يرى البعض ان ارتريا لم تكن يوما تتيع لاثيوبيا حتى عندما احتلتها ايطاليا الذين اخرجهم الانجليز فى الحرب العالمية الثانية ظلت منفصلة من اثيوبيا لكن مع اتحاد ما رفضه الارتريون وطالبوا بالاستقلال فيما استغله الامبراطور هيلى سيلاسى وضم ارتريا رسميا العام 1962. وبعد استغلال ارتريا ظلت اثيوبيا تستخدم مينائي ” عصب” الارتري و ” بربرة” الصومالى ولكن بسبب خلاف مع ارتريا والتى طبعت عملة خاصة بها اتجهت اثيوبيا من جانب واحد وركزت على استخدام ميناء ” جيبوتى” فى امداداتها وصادراتها وأنشات لذلك خط سكة حديد مزدوج للشحن والبضائع مع ميناء جيبوتى ومعه خط سريع بمواصفات دولية للشاحنات. رغم انها تستخدم ميناء بورت سودان لاستيراد امداداتها البترولية ومنه تنقل المواد البترولية عبر شاحنات عبر معبر ” القلابات” السودانى الا انها منذ سنوات اوقفت استخدامه وحصرته فى ميناء جيبوتى ، كما تستخدم ميناء ممباسا الكيني .
اتفاقيات الامم المتحدة خاصة اتفافية 1982 تبيح حق الوصول للبحر ومنه حرية حق العبور للدول التى ليس لها ساحل على البحر Landlocked. ومع ذلك طلب ابى احمد من كل من جيبوتى والصومال الدخول فى مفاوضات على اسس جديدة تهدف لاثيوبيا الوصول المباشر لمينائي ” جيبوتى وبربرة” على شراكة ما وهو مؤشر لدور اماراتى ما ، ورفضته الدولتان بحزم لانه يمس سيادتهما . وقبل ذلك هدد ابى احمد ارتريا بالحصول عبر المفاوضات او بالقوة على ميناء ” عصب ” الارتري” فى الوقت الذى يعجز فيه عن اخراج قوات الجيش الاثيوبى وميليشيات الامهرا من التقراى.
جانب كبير من الراى العام الاثيوبى سخر واستهجن من تصريحات ابى احمد حول ” الحق التاريخى لاثيوبيا فى البحر الاحمر” ويرون فى تلك التصريحات واطلاقها فى هذا الوقت تحديدا وعلى نطاق واسع من التغطية الاعلامية هو بقصد الهاء وتحويل انتباه الراى العام من القضايا الداخلية التى غرق فيها ابى احمد وحكومته.
هناك 9 اقاليم اثيوبية تحمل السلاح ضد الحكومةالفيدرالية ابرزها تلك التى فى بنى شنقول واوروميا واقليم امهرا بالاضافة للاقتصاد المنهار الخ
الحرب فى اقليم امهرا
تدور معارك متواصلة وقوية فى اقليم امهرا بين ” فانو” وقوات جيش الدفاع الوطنى الاثيوبى ENDF. وما يلفت الانتباه ان ” فانو” تشن حربها وسط حاضنة شعبية جارفة توفر دعما وسندا لايستهان به لذلك كل تحركات الجيش الاثيوبى مرصودة ومكشوفة ودائما عرضة للكمائن ويقعون قتلى وأسرى بيد فانو لذلك فأن الجيش يخسر وتخرج من سيطرته مناطق مهمة.
اقليم امهرا بمناطقه الادارية الثلاثة منطقة ” قجام” عاصمته ” بحر دار” ومنطقة واللو وعاصمته ” ديسي” بالاضافة الى منطقة قوندر . تسيطر ” فانو ” بنسبة 85% على الريف فى اقليم امهرا ويتتضمن ذلك القرى الكبيرة والمدن والبلدات الثانوية وفى كل تلك المناطق انشأت فانو ادارات محلية لادارة شؤون كل منطقة.
ما عدا حوالى 6 او سبعة من المدن الكبرى فى الاقليم تحت سيطرة الحكومة لكنها محاصرة من فانو مثل بحر دار ودبرى ماركوس التى تدور حولها معارك ضخمة هذه الايام ..ويشمل الحصار حتى ” ديسي” وفانو قريبة منها وامتدت الحرب حتى وللغا غرب بحر دار لقتال جيش تحرير OLA بالنسبة للحكومة فهى فقدت سيطرتها تماما ذلك ان هناك تقدم مستمر لمقاتلى ” فانو” وتحتل كل يوم مزيدا من المدن والقرى الكبيرة اما المدن الرئيسية كما اسلفنا تحت الحصار وبعضها اقتربت عناصر فانو الخ . تعتمد الحكومة بالكامل على الطيران المسير ومعظمه ايرانى لكن الغارات الجوية لوحدها لاتحسم المعارك لذلك توقع خسائر وقتلى فى صفوف القرويين.
ليس من المتوقع ان يشن ابى احمد حربا على ارتريا كما هدد ، فهو لم يستطيع اخراج القوات الارترية وميليشيات فانو من بعض مناطق التقراى كما نصت اتفاقية السلام التى وقعتها الحكومة الاثيوبية مع الجبهة الشعبية لتحرير التقراى TPLE فى بريتوريا بجنوب افريقيا.
ان تمركز القوات الارترية فى بعض اجزاء فى تقراى وتمركز ميليشيات الامهرة ادى الى وقف تنفيذ بنود اتفاقية السلام على الارض. فقد التزم التقراى من جانبهم بالاتفاقية وينتظرون ان تلتزم الحكومة الفيدرالية بتسليمهم منطقة رايا التى تحت سيطرة الجيش الاثيوبى ومنطقة غرب والغاييت التى اجزاء واسعة منها تحت سيطرة قوات ارتريا وميليشيات الامهرة. لذا يتوقع ويتخوف الامهرا من شن التقراى هجوم خاطف لاستعادة المنطقتين.
ان الدعم الكبير الذى تقدمه ارتريا الى فانو ويشمل ذلك تدريب وتسليح عناصر ” فانو” مكنها من ان تفرض سيطرتها على اقليم امهرا الذى يعتبر الاكثر تعدادا بعد الاورومو ولهم القدح المعلى فى تكوين اثيوبيا . الدور الارترى حال دون تنفيذ اتفاقية بريتوريا والاهم حال دون تسليم الحكومة الاثيوبية منطقتى رايا ووالغاييت للتغراى . ابى احمد فى موقف لايحسد عليه تدنت شعبيته الى الحضيص فى اثيوبيا وفشله فى التوصل لحلول مع المعارضة المسلحة والانهيار الاقتصادى وارتفاع نسبة التضخم.
يقول احد الناشطين الاثيوبيين :
شيئان يفعلهما ابى احمد الحائز على جائزة نوبل للسلام :
– تأجيج الصراعات الاقليمية فى اثيوبيا.
– الفشل فى السيطرة على التضخم الذى بلغ 48% سنويا اى ما يقارب ضعف المعدل الرسمي.
وجد ابي احمد نفسه فى قلب صراع جديد هذه المرة مع اقليم امهرا ذا الاهمية الحيوية والذى حشد قواته من قبل لمساعدته ضد قوات التقراى الذى اراد الاطاحة به. ان العنف والحرب فى اقليم انهرا اثار قلقا دوليا اضر بسمعة ابى احمد كصانع سلام بسبب الحرب فى امهرا.
الدور الاماراتى
ليس سرا ان نظام ابى احمد صار اوثق حليف للامارات فى القرن الافريقي بعد ان كانت ارتريا سابقا تحتل ذلك الدور ، حاليا يقوم ابى احمد بدور كبير ومؤثر فى تنفيذ مخططات ابناء زايد فى القرن الافريقي والاهتمام المتزايد للامارات فى السيطرة على كل موانىء البحر الاحمر .
خلال حرب السنتين بين اثيوبيا والتقراى كان لدى الامارات قاعدة بحرية وجوية فى عصب
كان ينطلق منها الطيران المسير الاماراتى لضرب قوات التقراى TF وساهم ذلك فى وقف تقدمهم نحو اديس ابابا . من ناحية اخرى ادت نتائج مفاوضات السلام بين الحكومة الاثيوبية والجبهة الشعبية الى وقوف ارتريا بجانب المعارضة المسلحة للامهرة مما ادى لتوتر فى علاقات البلدين قد يؤدى للحرب مالم يتداركها الطرفان. كذلك توترت العلاقات الارترية والاماراتيةنسبة لدعم الاخيرة لنظام ابى احمد فسحبت قبل اشهر الامارات قاعدتها من ارتريا وسيطرت ارتريا على قاعدة كاملة للطيران المسير وورفضت اعادتها للامارات.
اذن القضية هى أزمة ابى احمد وعجزه عن وضع حلول لازمات اثيوييا الداخلية تسببت فيها سياساته فى غالبيتها ويعد ملف المنفذ البحرى لاثيوبيا هو الا هروب للامام من الواقع. وعجزه فى وضع حلول لازمات اثيوييا الداخلية