الجيش السوداني والدعم السريع يعودان إلى طاولة جدة
مسؤول أميركي قال إن الطرفين مستعدان لاستئناف المحادثات وشهود أكدوا تباطؤ وتيرة القتال في الأسبوع الماضي
قال مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأميركية إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيعودان إلى طاولة المفاوضات في جدة، الخميس، بعد أن أنهكت الحرب المستمرة منذ 6 أشهر البلاد والطرفين المتحاربين.
وقال الجيش السوداني، الأربعاء، إنه قبل الدعوة من جانب السعودية والولايات المتحدة؛ لأن “المفاوضات هي إحدى الوسائل التي قد تنهي الصراع”، لكنه لن يوقف القتال.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع أن وفداً منها وصل إلى جدة، الأربعاء، للمشاركة في المفاوضات، وذلك “رغبة في رفع المعاناة عن كاهل شعبنا، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين”.
كانت مصادر سودانية رفيعة كشفت لـ”الشرق”، الجمعة الماضي، أن الوساطة السعودية الأميركية حددت الخميس 26 أكتوبر موعداً لاستئناف المفاوضات.
وذكرت المصادر أن الوساطة قسمت المفاوضات إلى 3 مستويات تبدأ بالملف الإنساني، كما تم فصل الملف السياسي عن العسكري والأمني.
وأوضحت أن السفير الأميركي دانيال روبنستين سيترأس وفد بلاده في محادثات جدة بدلاً عن السفير جون جودفري.
واندلع القتال في أبريل بسبب خطط لدمج القوات. وجاء أيضاً بعد 4 سنوات من إطاحة الجيش والدعم السريع بالرئيس السوداني عمر البشير، وبعد 18 شهراً من قيادتهما انقلاباً للإطاحة بشركاء مدنيين.
وتسبب القتال منذ ذلك الحين في دمار بالعاصمة ومدن رئيسية أخرى، ونزوح 6 ملايين شخص ومقتل الآلاف.
وعلقت الولايات المتحدة والسعودية المحادثات في يونيو، بعد تكرار انتهاك وقف إطلاق النار.
طرفان منهكان
وقال أحد المسؤولين الأميركيين لـ”رويترز”: “أشار الطرفان سراً إلى أنهما مستعدان لاستئناف المحادثات”، مضيفاً أن القتال الممتد منذ أشهر والأزمة الإنسانية أنهكا كلا الطرفين.
ويقول شهود إن وتيرة القتال تباطأت في الأسبوع المنصرم، إذ لجأ الطرفان إلى المدفعية بعيدة المدى التي أمطرت أحياء سكنية بالمقذوفات.
وتقول مصادر عسكرية إن الجيش يكابد المشاق لإصلاح الطائرات الحربية المتقادمة، بينما تجد قوات الدعم السريع صعوبة في معالجة الجنود المصابين. وذكرت المصادر أن كلا الطرفين يواجهان صعوبات في دفع رواتب قواتهما المنهكة.
وسينضم الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) إلى المحادثات في جدة، التي ستركز أولاً على القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة، من أجل إرساء أساس للحل بطريق التفاوض.
ولن يشارك الزعماء المدنيون الذين يعقدون اجتماعات تنظيمية في أديس أبابا هذا الأسبوع، في الجولات الابتدائية، لكنهم قد يتم إشراكهم لاحقاً.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن فشل الطرفين في حماية المدنيين جعل من الواضح أنهما لم يعودا مناسبين لحكم البلاد من الآن فصاعداً.
وظهر الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش السوداني من العاصمة، في وقت سابق هذا الأسبوع، لأول مرة منذ بدء القتال. وقال في مقطع فيديو إن الجيش مستعد للمفاوضات، لكن “ما فيش حاجة (لا يوجد شيء) اسمها عفا الله عما سلف”.
وذكر دبلوماسيون ومصادر سودانية أنه على الرغم من رغبة الجيش في التفاوض، فإن الموالين للبشير الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الجيش يرفضون المفاوضات، وسيفضلون مواصلة إعادة بناء النفوذ في ظل استمرار القتال.
وتضمن بيان الدعم السريع القول “نأمل أيضاً أن يكون وفد الطرف الآخر قد جاء إلى جدة موحداً ومستقلاً برأيه عن إملاءات حزب المؤتمر الوطني”.