هل تنضم حركتا نور والحلو إلى الجبهة المدنية في السودان

يكثف رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك تحركاته على أمل إقناع أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والمجتمعية والحركات المسلحة بالانخراط في جهود تشكيل جبهة مدنية موسعة.

وكشفت مصادر سودانية مطلعة أن حمدوك فتح قنوات تواصل في الفترة الأخيرة مع حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور، والحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو للانضمام إلى الاجتماعات المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وكان حمدوك نجح في إقناع المشاركين بجدوى تأجيل الاجتماعات إلى الاثنين، بعد أن كانت مقررة السبت على أمل التحاق الحركتين بالمفاوضات الرامية إلى بناء جبهة مدنية موسعة.

وتستهدف الجبهة إيقاف الحرب المندلعة منذ أكثر من ستة أشهر، وإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي الذي سبق أن اختطفه الجيش مرتين، الأولى حينما انقلب على الحكومة الانتقالية في العام 2021، والثانية عندما فتح مواجهة مع قوات الدعم السريع لا تزال مستمرة إلى اليوم.

◙ ثمة قوى سياسية، من بينها حركتا الحلو وعبدالواحد، ترغب في تشكيل الحكومة السودانية عقب انتهاء الحرب

وقال عضو الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي في السودان منتصر الطيب إن رئيس الوزراء السابق اختار أن يمارس فعلا سياسيا في اللحظة التي يقترب فيها عدد كبير من القوى المدنية السودانية من التوحد والاتفاق، وذلك بعد أن بقي بعيدا عن المشهد منذ اندلاع الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع، على الرغم من المطالبات العديدة من جانب القوى المدنية له بالتحرك للمساهمة في توحيد المكونات السياسية المختلفة.

وأضاف الطيب في تصريح لـ”العرب” أن دعوة حركتي نور والحلو تنحصر في المكتب السياسي لدى كلتيهما وليس بصفتهما حركتين مسلحتين بهدف توسيع دائرة الدعم المتوافرة للجبهة المدنية العريضة التي تعمل على تثبيت حضورها السياسي.

وأكد على أن الخلاف يتمثل في رغبة عدد من القوى السياسية، وبينها حركتا الحلو ونور، في أن يجري تشكيل الحكومة السودانية عقب انتهاء الحرب، فيما تريد غالبية القوى المدنية المشاركة في الجبهة لتشكيل حكومة تستبق وقفها لكي تكون جاهزة لأداء عملها بشكل مباشر دون إضاعة المزيد من الوقت.

وكانت حركة تحرير السودان رفضت المشاركة في الفترة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بنظام عمر البشير، كما رفضت كل اتفاقيات السلام بما في ذلك اتفاق جوبا في أكتوبر 2020، الذي اعتبرته مجرد محاصصات، وتم فيه تجاهل القضايا الأساسية المتمثلة في الأمن والاستقرار والتنمية.

وقد حرصت الحركة على رفض دعم أي من طرفي الصراع الجاري، أي الجيش وقوات الدعم السريع، وهي مع حوار سوداني – سوداني لا يستثني أحدا إلا حزب المؤتمر الوطني المنحل وأعضائه.

منتصر الطيب: دعوة حركتي نور والحلو تنحصر في المكتب السياسي لدى كلتيهما وليس بصفتهما حركتين مسلحتين
منتصر الطيب: دعوة حركتي نور والحلو تنحصر في المكتب السياسي لدى كلتيهما وليس بصفتهما حركتين مسلحتين
أما الحركة الشعبية – شمال فقد وقعت مع الحكومة الانتقالية على اتفاق جوبا، لكن ظلت لديها تحفظات كثيرة حيال إدارة الفترة الانتقالية.

ومع تفجر الصراع منذ منتصف أبريل الماضي، سعت الحركة الشعبية لتعزيز حضورها في جنوب كردفان، دون أن تبدي أي توجه لدعم أي من طرفي الحرب.

ويرى مراقبون أن انضمام الحركتين إلى الجبهة المدنية سيشكل خطوة مهمة، مشيرين إلى أن تحرك حمدوك على هذا المستوى يحظى بدعم دولي.

ويوضح المراقبون أن تشكيل جبهة مدنية موسعة يندرج في سياق مسار يتقاطع والجهود الجارية لاستئناف مفاوضات جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأعلن عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين الكباشي، الأحد، عن استئناف التفاوض مع قوات الدعم السريع بمنبر جدة نهاية الأسبوع الجاري.

وكان الجيش أعاد في 27 يوليو الماضي وفده المفاوض في جدة إلى بورتسودان بحجة إجراء مشاورات قبل أن يرهن العودة إلى طاولة المفاوضات بالتزام الدعم السريع بالخروج من الخرطوم.

وكان الطرفان وقعا في 11 مايو الماضي على إعلان جدة لحماية المدنيين، لكن لم يجر الالتزام به حيث سرعان ما تجددت المواجهات المسلحة وبصورة أكثر عنفا رغم توقيع العديد من الهدن.

وقال الكباشي إنهم “تلقوا دعوة من الوساطة بشأن استئناف المفاوضات وإن وفد الجيش سيذهب يوم الخميس المقبل”، مردفا “سنذهب إلى التفاوض بملفين أساسيين والثالث سياسي”.

وغادر الكباشي، السبت، مقر القيادة العامة للجيش الواقع شرق العاصمة الخرطوم إلى قاعدة منطقة وادي سيدنا أقصى شمال أم درمان ومنها إلى مدينة بورتسودان وذلك بعد أن ظل محاصرا في مقر القيادة لمدة ستة أشهر.

وأثار خروج الكباشي إلى بورتسودان تساؤلات حول ما إذا كان الأمر قد تم بضوء أخضر من قوات الدعم السريع كخطوة لبناء الثقة قبل إجراء المفاوضات.

المصدر / العرب اللندنية

مقالات ذات صلة