مداولات لقوى مدنية تتعهد بتقديم تنازلات لتشكيل أوسع جبهة لإيقاف الحرب
أديس أبابا اثيرنيوز
انطلقت مداولات الاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية بأديس أبابا، الثلاثاء، وسط تعهدات من اللجنة التحضيرية بتقديم التنازلات اللازمة لوحدة القوى المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية.
ويهدف الاجتماع بشكل أساسي لإيقاف الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والترتيب لإعلان تشكيل أوسع جبهة مدنية ممكنة لاستعادة المسار الديمقراطي.
وقال رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في كلمته أمام الاجتماع إن الوضع الكارثي الذي خلفته الحرب يملي على الجميع اعلاء شان الوطن والسمو فوق الخلافات والعمل على تعزيز الوفاق واستدعاء كل تجارب السودانيين في التنادي عند الملمات.
وأشار إلى أن اجتماع اليوم بمختلف التوجهات هدفه التحضير للتوصل الى الحلول المستدامة للكارثة التي تحيق بالبلاد ويمثل بداية لعملية أكثر شمولا تفتح المجال لمشاركة كافة القوى الوطنية المناهضة للحرب والداعمة للسلام والانتقال المدني الديمقراطي.
من جانبه قال جمعة كندة الذي تلا كلمة اللجنة التحضيرية للاجتماع إن السودانيين يتطلعون إلى سماع أخبار وقرارات شجاعة توقف الحرب اليوم قبل الغد.
وتابع “عليه يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة حتى ينجح هذا الاجتماع ولا يتعثر بسبب خلافات حول أجندات ذاتية ضيقة. باختصار إنها لحظة تاريخية وفرصة لوحدة القوى المدنية حول هدف إيقاف الحرب وهو هدف يجب أن يمثل القاسم المشترك الأعظم لتوحيد القوى المدنية الديمقراطية”.
وتساءل كندة “إذا لم تتوحد القوى المدنية في جبهة عريضة لإيقاف الحرب وبشكل عاجل، فمتى تتوحد؟”.
وحذر من أن المصير الوطني أصبح رهينا للقوى العسكرية المتقاتلة والمعادية للديمقراطية ولا سبيل لتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم المشروعة في السلام والديمقراطية والتنمية إلا بتوحيد القوى المدنية المؤمنة بهذه الأهداف.
وشدد إنه لتحقيق ذلك لا بد من التأكيد على الاستمرار في بذل جهد أكبر في الاستمرار في توسيع قاعدة المشاركة في الاجتماع الموسع المزمع، لضمان الملكية والسند الشعبي وبالتالي ضمان الشرعية والشمول والمشاركة لأكبر قطاع ممكن لفئات الشعب السوداني من القاعدة الى القمة – حسب تعبيره -.
وذكر أن كل القرائن تشير إلى أنه لا يمكن إيقاف الحرب ما لم تتوحد وبشكل عاجل كل أو معظم القوى الحية السياسية والمدنية والمجتمعية والفئوية والمهنية في جبهة شعبية واسعة، قادرة على إعلاء صوت إيقاف الحرب وقادرة على اتخاذ إجراءات وخطوات عملية عاجلة وفعالة ومسنودة شعبيا لإقناع طرفي النزاع بالعودة الى طاولة المفاوضات والتوقيع سريعا على وقف إطلاق نار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، تمهيدا لعملية سياسية انتقالية مدنية ديمقراطية.
وأشار إلى أن الاجتماع ينعقد في ظروف بالغة التعقيد تتمثل في واقع الانقسامات غير الموضوعية بين مختلف القوى المدنية والسياسية، بينما تحصد آلة الحرب ألاف المواطنين وتدمر البنية التحتية للبلاد وتنذر بالانهيار الشامل.
وأضاف “إزاء هذا الوضع فإن وحدة القوى المدنية الحية لإنهاء الحرب ليست خيارا من بين عدة خيارات، بل هو الخيار الأوحد والملح”.
وبعث كندة برسالة إلى كافة القوى السياسية والمدنية وقوى الكفاح المسلح غير الممثلة أو غير الحاضرة في الاجتماع مفادها أنه
بالرغم من انعقاد الاجتماع التحضيري دون مشاركتهم لأسباب مختلفة، فإنه لا بد من التأكيد على أن هذه بداية فقط لعملية مستمرة شاملة وحساسة لإدارة التنوع وحق الكل في المشاركة في كل مراحل عملية بناء هذه الجبهة العريضة لكل القوى المدنية الحية، حسب قوله.
يشار إلى أن الاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية قاطعته قوى سياسية أبرزها الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحركات مسلحة موقعة على اتفاق السلام أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل ابراهيم والحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار.
وكانت مصادر من داخل الاجتماع أبلغت سودان تربيون في وقت سابق بأن ثمة اتصالات يجريها عبد الله حمدوك لإلحاق الحركة الشعبية شمال بزعامة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
ويشارك في المؤتمر التحضيري للجبهة المدنية لوقف الحرب واستعادة الديمقراطية الذي سيستمر حتى الخميس القادم، ائتلاف قوى الحرية والتغيير ولجان مقاومة والجبهة الثورية برئاسة الهادي إدريس وأجسام مهنية ونقابية وفئوية وشخصيات مساهِمة في العمل العام.