الكلام المباح-مني ايوالعزائم تكتب…(استهداف وزراء ووزيرات حكومة السلام.. من وراء ذلك ؟
اثير نيوز- الخرطوم
تقرير- مني ابوالعزائم
ضجت الأوساط السياسية ومنصات التواصل الاجتماعي والصحف بخبر حديث وزير الخارجية مريم الصادق المهدي الذي جاء فيه بحسب ما فهم المنتقدين، أن السودان كبير المساحة وعدد سكانه قليل، فلا بأس أن تسيطر بعض دول الجوار على أراض سودانية لاستعمارها. واستنكرت وزارة الخارجية الحملة الشرسة التي شنتها جهات على الوزيرة ووصفت ما حدث بالتناول غير الموضوعي لتصريحاتها. واعتبرت الوزارة في بيان أن الغرض من نشر بعض المقاطع المتداولة واضح من كونها مقتطعة من التسجيل المصور لحديث الوزيرة، والمشاهدة المنصفة للتسجيل تبين بوضوح أن مضمون حديثها قد أسيء عرضه، بقصد إبراز المعاني الواردة فيما يروج له البعض حول الأمر.
ولم يسلم وزراء (حكومة السلام) من النقد الكثيف حيث تعرض وزير المالية د. جبريل إبراهيم لحملة شرسة قبل وبعد توليه للوزارة ثم جاء الدور على وزير الاعلام حمزة بلول الذي صوبت تجاهه السهام عقب المؤتمر الصحفي الذي اعلن من خلاله مخرجات اجتماع مجلس الوزراء المغلق.
إذن من يقود هذه الحملة ولصالح من؟ ولماذا الهجوم على وزراء (حكومة السلام) التي لم تكمل شهرها الأول.
يقول خبراء ومحللون سياسيون أن هناك عدة جهات أبرزها مكونات داخل الحرية والتغيير ومنسوبين للحزب الشيوعي لا يريدون الاستقرار للحكومة الجديدة خاصة بعد تقلص أدوارهم وابتعادهم عن المشهد بعد وصول قادة حركات الكفاح المسلح واندماجهم في حكومة (السلام) بعد اتفاق سلام جوبا الذي قاد جلسات مفاوضاته النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو. وظهرت بصمات قادة السلام واضحة في حلحلة الكثير من الأزمات في وقت وجيز، الأمر الذي فضح (كفاءآت) الحكومة السابقة.
ويضيف الخبراء: (الهجوم يفهم في سياق أن جهة ما لا تريد الاستقرار لهذه الحكومة ولذلك تسعى بكل امكانياتها لإصطياد الهنات وتسويقها على أنها أخطاء فادحة تورد البلاد موارد الهلاك).
من جانبه قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المعروف الأستاذ أشرف خليل المحامي: (مريم تمضي إلى الخارجية مصطحبة معها عداوات لم تنتجها. ولم تكن مستعدة للتصدي لها.. الأرض تتحرك تحت أقدام أحزاب مريضة وبعد فقدان أراضيها صارت تطمع في جزء من الكيكة بعد أن كانت تملكها كلها). وأضاف أشرف: (الهنات التي ارتكبتها مريم في القاهرة جلبت كل الطاقة السلبية المتحورة في الوسط السياسي السوداني وموقفه من حزب الامة. وهو ناقوس خطر لحالة متأخرة لن تستطيع تطبيبها الدكتورة مريم).
وكان رئيس تحرير صحيفة الصيحة الاستاذ الطاهر ساتي كتب في عموده المقروء تعليقاً على الحادثة ما يلي: (تحدثت مريم عن حدود المصالح وتبادل المنافع مع إثيوبيا وغيرها، وذلك بالاستثمار طبعاً، وقالتها بوضوح: (بعد ترسيم الحدود)، والمعنى واضح، أي بعد أن نفرض سيطرتنا على كامل أراضينا، فلماذا الصخب والتهريج)؟.
من جانبه كتب رئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبد العزيز قائلاً: (المنصورة بالتأكيد لم تكن تقصد دعوة الجيران لاستعمار أراضي البلاد بل هي تسرعت في تقديري في ابراز مقترح حل لقضايا النزاع الحدودي ، ومن قبل دار جدل بامكانية استثمار اراضي الفشقة من قبل المزارعين الاثيوبيين والفكرة ليست بعيدة من أن تكون حلايب منطقة تكاملية وكلها محاولات لايجاد تسوية للنزاعات في المناطق الحدودية).
وقال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المعروف خالد حسن محمد علي: (الحقيقة واضحة بأن هناك جهات تمضي في مخطط يستهدف (حكومة السلام) لأسباب صارت معلومة للجميع. ويبقى التحدي أمام الحكومة في إثبات كفاءة وزرائها والعمل الجاد لكسب الشارع بعيداً عن الأصوات النشاز والمؤامرات المكشوفة).