زيارة البرهان إلى مصر.. هل تُنهي الاقتتال السوداني المستمر منذ أشهر؟
وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إلى مصر، حيث التقى في مدينة العلمين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإجراء مباحثات بشأن تطورات الأوضاع في السودان.
وتُعدّ زيارة البرهان إلى مصر الأولى إلى الخارج منذ اندلاع القتال في السودان منتصف أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وعقب انتهاء اللقاء بين البرهان والسيسي، أكد رئيس مجلس السيادة أن الجيش لا يسعى إلى الاستيلاء على السلطة في السودان، بل إن سعيه يتجلّى في استكمال مسار الانتقال الديمقراطي إلى أن يختار الشعب السوداني مَن يحكمه.
من جهتها، قالت الرئاسة المصرية إنّ الطرفين استعرضا تطورات الأوضاع في السودان والتشاور بشأن الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة، مضيفة أن السيسي أكد وقوف بلاده إلى جانب السودان ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه.
وبالتزامن مع زيارة البرهان إلى مصر، لم تتوقف آلة الحرب السودانية حيث قُتل العشرات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في قصف متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع استهدف عدة منازل في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وارتفعت حصيلة الضحايا في إحدى أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور.
في هذا السياق، أوضح الأكاديمي والباحث السياسي السوداني الدكتور أحمد عبد الرحيم إبوه، أنّ زيارة البرهان لمصر تأتي في إطار الأمن القومي السوداني المحلي والإقليمي والدولي.
وقال إبوه، في حديث إلى “العربي” من الدوحة، إنّ زيارة البرهان هي زيارة أمنية وسياسية إلى مصر التي تُعتبر العمق الأمني للسودان.
وأضاف أنّ البرهان يقوم بواجبه فيما يتعلّق بالأمن القومي للسودان من خلال زيارة دول الجوار للتنسيق معها.
من جهته، شرح شحتو علي، الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية، أنّ خروج البرهان من الخرطوم أثار لغطًا كبيرًا، حيث يُفيد أحد السيناريوهات بأنّه جاء نتيجة اتفاقية بين إحدى الدول العظمى وقوات الدعم السريع، بينما تفيد أخرى بأنّه خرج في إطار عملية أمنية.
وقال علي، في حديث إلى “العربي” من زيوريخ، إنّ الشعب السوداني توسم خيرًا بأن يكون خروج البرهان نتيجة تعلّم الدرس بأن حرب المدن لن تنتهيَ بغالبٍ ولا مغلوب.
وأمل أن يكون قد بحث هذا الأمر خلال زيارته إلى مصر، مضيفًا أنّ استمرار الحرب لوقت أطول ستكون له تداعيات على دول الجوار خاصة أنّ الحزام الإفريقي مُهدّد بالحركات الإرهابية.
بدوره، أشار الدكتور عمر الشوبكي مستشار في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، إلى عمق العلاقة بين مصر والسودان وتداخل مسائل الأمن القومي بينهما.
وقال الشوبكي في حديث إلى “العربي” من القاهرة، إنّه من الطبيعي في ظل هذا التداخل أن يكون هناك تواصل حول مستقبل الوضع الأمني والعسكري والسياسي في السودان.
ورجّح أن تفتح زيارة البرهان إلى القاهرة الأفق لمسار سياسي، خاصة أن مصر هي من أكثر البلاد التي تعي أن القتال في السودان لن يؤدي إلى انتصار أي من الطرفين.