بعد مقتل بريغوجين.. عواقب وخيمة في “أفريقيا” ومغامرة عالية المخاطر لـ”الكرملين”
يمكن أن يكون لمقتل قائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، “عواقب وخيمة” على أفريقيا، بينما يشير خبراء إلى خوض روسيا “مغامرة عالية المخاطر” في محاولة لتعزيز قبضة الكرملين بالقارة السمراء، حسبما ذكر تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
أنشطة واسعة النطاق في “أفريقيا”
منذ 10 سنوات، نشطت “فاغنر” في أفريقيا الوسطى ومالي وليبيا، وعرفت كشريك لأنظمة تريد التخلص من رعاتها الغربيين أو تبحث عن مقاتلين متكتمين ولا يرحمون.
وشملت هذه الأنشطة عمليات واسعة النطاق في أفريقيا حيث قامت فاغنر بتوسيع خدمات مقاتليها في بعض الدول مقابل امتيازات تعدين الذهب والماس.
ووضع الكرملين هذه الأنشطة في إطار أنها محض عمليات تجارية خاصة، لكنه استخدم فاغنر لتوسيع النفوذ الروسي في القارة ومنافسة قوى غربية مثل فرنسا والولايات المتحدة، وفق وكالة “رويترز”.
ووقعت دول أفريقية صغيرة أيضا تحت تأثير فاغنر، مما سمح لمجموعة المرتزقة ببناء “شبكة تمتد الآن من شواطئ البحر الأبيض المتوسط إلى موزمبيق”، حسبما ذكرت “الغارديان”.
وقالت مديرة مشروع أفريقيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية، إنريكا بيكو، “لا تزال هناك حاجة إلى تحديد المسؤولية عن حادث سقوط الطائرة، ولكن ربما سيجعل ذلك القادة الأفارقة أقرب إلى الكرملين”.
وفي مقطع فيديو تم تصويره على ما يبدو في القارة الأفريقية، ظهر بريغوجين، الأسبوع الماضي، مسلحا ببندقية هجومية ويرتدي زيا قتاليا.
وأشارت مصادر متعددة إلى أن قائد فاغنر كان في مالي، حيث ينتشر نحو 800 من رجاله إلى جانب القوات المسلحة المحلية التي تقاتل المتمردين.
وقبل مالي، ربما زار بريغوجين، أفريقيا الوسطى، حيث قامت مجموعة فاغنر ببناء عملياتها “الأكثر شمولا ونجاحا”، منذ دعوتها إلى البلد الذي يعاني من الفقر المدقع والفوضى.
وفي 2020، ذكر تقرير للأمم المتحدة أن ما يصل إلى 1200 من مقاتلي فاغنر كانوا يدعمون حفتر الذي كان يحاول وقتها السيطرة على طرابلس، واستمر هجومه أكثر من عام لكنه لم ينجح.
ويقول خبراء إن مئات من مقاتلي فاغنر ما زالوا موجودين في البلاد.
ماذا بعد “موت قائد فاغنر”؟
في أعقاب تمرد بريغوجين “الفاشل” في يونيو، لم تكن هناك أدلة تذكر على أي جهد فوري من جانب الكرملين للسيطرة على شبكات فاغنر وممتلكاتها في أفريقيا.
ويقول محللون إنه من المرجح أن يتغير هذا الوضع الآن، بعد موت بريغوجين.
ورجحت بيكو أن تتولى وزارة الدفاع الروسية والمقاولين العسكريين الخاصين التابعين لها بشكل أساسي العمليات العسكرية والاقتصادية، في أفريقيا.
ويتفق معظم المراقبين على أن مجموعة فاغنر كانت “ناجحة للغاية بحيث لا يمكن للكرملين أن يخسرها”.
وتواصل موسكو التطلع إلى أفريقيا لتجنيد حلفاء لها في مواجهتها مع الغرب، ويساعد الذهب والموارد الأخرى التي تستخرجها فاغنر في دعم الاقتصاد الروسي المتضرر من العقوبات.
وقال الخبير المختص بالشؤون الأفريقية، دينو ماهتاني، إن الروس يريدون الحفاظ على ما حققه بريغوجين”.
لكن يبدو أن تحقيق “الانتقال السلس” قد لا يكون أمرا سهلا بالنسبة للكرملين، نظرا لـ”الولاء الشخصي” لبعض مقاتلي فاغنر تجاه بريغوجين.
ومن جانبها، أشارت الخبيرة في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، علياء الإبراهيمي، إلى أن الكرملين يشرع بـ”مغامرة عالية المخاطر”، من خلال تولي المسؤولية العلنية عن عمليات فاغنر في أفريقيا.